حازم مبيضين مؤكد أن موقف حكومة السيد نوري المالكي مما يجري في سوريا سيؤثر على مواقف واشنطن تجاه العراق, وهي مواقف إن باتت سلبية فإن تأثيرها سيكون مضاعفاً, فالدولة التي أنفقت المليارات, وفقدت حياة آلاف من أبنائها لإطاحة صدام, والإتيان بحكام العراق الحاليين إلى السلطة,
rn أو بمعنى أدق منحها لهم, لن تقف مكتوفة الأيدي, وهي تراقب من كانت تظنهم حلفاء لسياساتها, وهم ينزلقون إلى الحضن الإيراني, مع ما تشهده علاقات واشنطن بطهران من توترات, قد تفضي في واحد من تجلياتها إلى حرب طاحنة, بغض النظر عن النتائج الكارثية التي ستصيب منطقة الشرق الأوسط جراء نشوبها, علماً بأن الموقف العراقي من مجمل الأوضاع الشرق أوسطية مرتبط بشكل وثيق مع ما يقرره ولي الفقيه بغض النظر عن المصلحة العراقية.rnالإدارة الأميركية التي تجد الفرصة سانحة اليوم للتخلص من النظام البعثي في سوريا, وتحجم رغم ذلك عن الدعم الفعلي لمناوئيه, بسبب الظروف الداخلية المرافقة للانتخابات الرئاسية, لم تكن راضية عن مواقف بغداد, التي تجاوزت إلى الدعم المادي لنظام الأسد, وهي أعلنت ذلك بالعديد من الوسائل, لعل من أكثرها وضوحاً, ما جاء في المكالمة الهاتفية بين وزيرة الخارجية الأميركية ووزير الخارجية العراقي أواخر الشهر الماضي, وأتت بعد يومين من تصريح رئيس هيئة الأركان الأميركية, الذي أعلن أنه زار بغداد للضغط على حكومة المالكي لتغيير موقفها حيال الأزمة السورية, في مسعىً لتكثيف الضغوط على الأسد ومحاصرته وعزله، عبر الحد من التعاطف معه من قبل مؤيديه الرافضين للثورة السورية, ومنهم بالطبع حكومة المالكي.rnالأسئلة هنا كثيرة ومنها هل تملك الحكومة العراقية ترف معاداة واشنطن إكراماً لطهران؟ وهل تستطيع الثورة الإيرانية أن تقدم للعراق ما تقدمه واشنطن؟ نقول للعراق وليس لحكومة المالكي, وهل من مصلحة العراقيين إشهار العداء للسياسات الأميركية؟ وهل يقف الشعب العراقي مع حكومته في موقفها تجاه ما يجري في سوريا؟ أم أن نتائج ذلك ستكون المزيد من التوتر الطائفي الكامن تحت الرماد؟, ثم هل وصل الحال بالعراق حد التخلي عن الدعم الأميركي " ويشمل ذلك بالطبع دعم الدول الإقليمية المساندة لمواقف واشنطن " لتجاوز التحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية التي يتخبط في مواجهتها, أم أن الأمر يتعلق بتقديم مصلحة المالكي وحزبه على المصلحة الوطنية, التي كانت تقتضي على الأقل الوقوف على الحياد, إن لم نقل دعم الثوار, للتخلص من الأسد, الذي طالما اتهمه المالكي نفسه بالوقوف وراء العمليات الإرهابية, التي استهدفت المواطنين العراقيين على مدى عدة سنوات. rnقال الأميركيون في بغداد بالفم الملآن, إن المراهنة على نظام الأسد خاسرة, لكن المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية أصمت أذنيها عن هذه النصيحة, وظلت تردد لذاتها مقولة عجيبة عن نظام الممانعة الدمشقي, مع أننا لم نعرف عنها العداء لإسرائيل, إلا إن كان ذلك تطوراً في مواقفها, على أمل أن يعيد ذلك العراق للتنافس على قيادة الجماهير العربية, وعلى قاعدة المناكفة اللفظية مع " الكيان الصهيوني " في عودة متجددة لسياسات صدام حسين, التي باتت أولوية عند الحكومة التي أتت على أنقاض حكمه, ابتداءً من التصادم مع الكرد, وليس انتهاءً بالصولة الإيمانية ضد النوادي الاجتماعية, وما يعنيه ذلك من استهداف لمكون في المجتمع العراقي, يحترف الكثير من أبنائه هذه المهنة.rnموقف حكومة السيد المالكي ليس أكثر من صدىً لمواقف طهران, وهو بالتأكيد ليس لوجه الله ولا لوجه العراق, والحكومة الإيرانية التي ستتخلى عن الأسد على مذبح مصالحها, حين تحين ساعة الحقيقة, لن تجد صعوبة في التخلي عن كل من وقف معه, حتى وإن كان ذلك تماهياً مع سياساتها, وخضوعاً لرغباتها.rn هل في عاصمة الرشيد من يسمع ويتعظ؟.rn
في الحدث:المالكي والخيار بين واشنطن وطهران
نشر في: 8 سبتمبر, 2012: 07:46 م