 بغداد / أحمد عبدربه رحب خبراء اقتصاديون بفكرة إنشاء مناطق حرة خاصة بعملية التبادلات التجارية لإسهامها بزيادة الحركة التجارية في البلاد مشيرين في الوقت عينه الى ضرورة دعم الصناعات الوطنية التي تحقق التوازن التجاري بين الصادرات والواردات.  وقال الخبير الاقتصادي باسم جميل انطون لـ (المدى):
ان انشاء مثلث الفاو سيكون بوابة خير لدفع حركة التبادل التجاري في عموم العراق بالاضافة الى خلق فرص عمل كبيرة للمواطنين العاطلين عن العمل في المنطقة. واضاف انطون:تعد البصرة من اهم مناطق التبادل التجاري بالبلاد كونها حلقة وصل بين دول الخليج العربي فضلاً عن تمتعها بالبيئة الزراعية والصناعية التي تجعل منها احد كبريات المدن الاقتصادية بالعالم. ودعا الى ضرورة توفر البنى التحتية التي تسبق عملية انشاء المثلث والاعتناء بالمنطقة السياحية المحيطة من خلال إعادة زراعة النخيل كون المدينة تشتهر بهذه الخاصية بالإضافة الى بناء دور وأماكن استراحة للتجار والسياح مع توفير الكهرباء المستمر للمنطقة مبيناً ان معظم مناطق التبادل التجاري الخاصة بالعراق لا تتوفر بها وسائل الراحة من ناحية الخدمة كأصول الضيافة ناهيك عن المعرقلات الادارية كالروتين .واشار الى ان الاقدام على بناء مثلث الفاو يعد رسالة مهمة لدول الخليج والمنطقة مفادها ان العراق مقبل على بناء اقتصاد متين قادرعلى الاعتماد على نفسه.من جانبه قلل الخبير الاقتصادي سالم البياتي من اهمية انشاء المناطق التجارية الحرة بسبب عدم التوازن التجاري بين العراق وباقي الدول.وقال البياتي لـ (المدى):ان تطوير حركة التبادل التجاري تعتمد على مجمل اجراءات مسبقة تقوم الحكومة  بإعدادها من حيث اعداد خطة مستقبلية من شأنها ان تنشط القطاعات الاقتصادية في البلاد وتحقق توازنا في الصادرات والواردات  لافتاً الى ان فتح مناطق تجارية حرة في بلد مازالت مؤسساته غير مستقرة غير صحيح. واضاف البياتي: ان غياب التشريعات القانونية التي تنظم العمل وضعف الأجهزة الرقابية ووجود الفساد المالي والإداري بالإضافة الى عدم توفر صناعة وطنية يجعل من التبادلات التجارية غير متساوية ما يضعف عمل المنطقة التجارية الحرة. ودعا البياتي الى ان تسير عملية النشاط التجاري بخطوات متوازية من خلال الدعم الحكومي لكل الأنشطة والقطاعات الاقتصادية وبعدها نفكر في انشاء المناطق التجارية الحرة موضحاً ان الفكرة في هذا الوقت تعد من الحلول والمعالجات السريعة. و اقترحت عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار ناهدة الدايني في وقت سابق انشاء اكثر من منطقة اقتصادية حرة في البلاد لاسيما في المحافظات الحدودية لتعزيز الاقتصاد من خلال التبادلات التجارية مع الدول المجاورة، مؤكدةً ان تأسيس المشروع الاستثماري في مثلث الفاو سيجلب الشركات العالمية لطرح منتجاتها ما سينعش الاقتصاد الوطني ويطوره.وقالت الدايني في تصريحات صحفية ان المناطق الاقتصادية الحرة من المشاريع الاستثمارية المهمة والتي لها تأثير ايجابي على الاقتصاد الوطني لاسيما وان العراق يقع على حدود اكثر من دولة فيمكن له ان ينشأ اكثر من منطقة اقتصادية دولية.واشارت الى: ان محافظة ديالى وتحديداً في مدينة مندلي الواقعة على الحدود الايرانية قرر بها منذ اكثر من سنة انشاء منطقة اقتصادية حرة نظراً لوجود اتفاقية اقتصادية مبرمة مع الجانب الايراني ولكن ما زالت مجرد "حبر على ورق" نتيجة لتداخل الصلاحيات ما بين الحكومتين المحلية والاتحادية.وأضافت: أن المشروع الاستثماري لانشاء منطقة اقتصادية دولية حرة في مثلث الفاو سيكون من اكبر المشاريع عند تطبيقه وسيعزز الاقتصاد الوطني لانه سيجلب جميع الشركات المصنعة العالمية لطرح منتجاتها وتكون البصرة محط لتجمع المنتجات العالمية ويتم التصدير عبرها الى دول العالم.وتابعت: نظراً لما تتمتع به البصرة من بحار واشتراكها مع حدود ثلاث دول فهذه ستكون بوابة للتبادل التجاري العراقي مع الدول العربية والعالمية وستكون هنالك منافسة للمنتج المعروض من قبل الشركات واقبال واسع من الدول المستوردة، مبينة ان هذه المناطق ستؤثر على وضع المدن السكنية القريبة منها من ناحية تقديم الخدمات وتوفير الايدي العاملة وتقليل نسبة البطالة من اهالي محافظة البصرة.وقد ناقشت هيئة المناطق الحرة فكرة انشاء المشروع الاستثماري الكبير للمنطقة الاقتصادية الدولية الحرة في مثلث الفاو في البصرة.وأعلنت الهيئة العامة للمناطق الحرة التابعة لوزارة المالية، ان الايام المقبلة ستشهد التوقيع على اكبر عقد استثماري في مجال النفط والغاز مع مركز البصرة الدولي للنفط والغاز في المنطقة الحرة بخور الزبير. وقال مدير عام الهيئة  صباح صالح القيسي في تصريح صحافي: إن مركز البصرة الدولي للنفط والغاز توصل لاتفاق مع المناطق الحرة لانشاء مشروع متخصص بتقديم الخدمات اللوجستية لقطاع النفط والغاز وفق اسلوب التطوير والتشغيل في خور الزبير بعد حصول الموافقات الرسمية.وأكد: ان المشروع يعتبر من اضخم العقود الاستثمارية التي ستبرمها الهيئة لما له من مردود اقتصادي كبير على قطاع الاستثمار في العراق من خلال توفير فرص العمل وجذب التكنولوجيا الحديثة واستقطاب رؤوس الاموال والم