عامر القيسيعروس الدجيل قتلها الإرهاب بدم بارد ومتوحش مع سبق الترصد والإصرار بيد عناصر من تنظيم القاعدة الإرهابي.. عروس الفلوجة قتلها جندي عراقي بدم بارد بإصراره على مواصلة الرمي على موكب الزفاف حتى أصيبت العروس في الإطلاقة الرابعة وهي في حكم المتوفاة لان إصابتها خطيرة والطلقة التي أصابتها من النوع الذي يتشظى داخل الجسم بحسب احد أقارب العريس،
فتحولت الزفة إلى مناحة حقيقية.. وفي البصرة القي القبض على مجرم آخر اختطف طفلة لم تتعد الخامسة من عمرها واغتصبها ثم قتلها أيضا بدم بارد والمجرم منتسب إلى إحدى القطعات العسكرية في البصرة!! وكما قيل " تعددت الأسباب والموت واحد" لكننا في هذه الحالات التي عرضتها وسائل إعلام مختلفة، اشتركت عمليات القتل بالترصد وقتل الفرح والبراءة والملفت أن يقع القتل بمشتركاته هذه من طرفين من المفترض ان يكونا متعارضين ومتناقضين بل ومتحاربين، القاعدة والجيش!!هذه مقاربات ليست طائفية وليس من أهداف العمود التطرق إلى مثل هذا الموضوع إطلاقاً، فالمقاربة هي في روحية التوحش والسادية في أعلى مستوياتها عند الايغال في التعذيب والقتل بدم بارد. وإذا ما استثنينا عروس الدجيل لان المسكينة وقعت في أيدي تنظيم من مهامه قتل الآخرين وتبديد حياتهم وصولا إلى جنة الله.. فما هو تفسير أن يقوم عناصر من الجيش الجديد بارتكاب الفعل نفسه باختلاف التسميات.. عروس الفلوجة تم التصويب عليها أو على موكب زفافها أربع رصاصات متتالية حتى أصيبت.. وطفلة البصرة اغتصبت "تصوروا طفلة لم تبلغ الخامسة تغتصب من رجل تجاوز العشرين من عمره" ثم تقتل وترمى في مكان مهجور حتى العثور عليها!! لا تبرير لقتل النفس البشرية ولا نريد أن نقول إن ثقافة القاعدة متسللة إلى ثقافة جيشنا الجديد، لكن الكثير من الممارسات التي تقوم بها قواتنا الأمنية عموما، الجيش والشرطة والأمن والقوات الخاصة، تشير الى ان ثقافة التجاوز على حقوق الإنسان وصولا الى قتله لها القدح المعلى في أوساط تلك القوى والأدلة كثيرة وأبرزها التعامل مع محتجي ساحة التحرير والتهجم على النوادي الثقافية واهانة مرتاديها بأساليب همجية تعبر عن نفسية سبق الإصرار والترصد، والتعامل مع المعتقلين وما يقال عن أعمال التعذيب التي وثقتها ونشرت بيانات عنها منظمات عراقية وغير عراقية مهتمة بحقوق الإنسان في العراق، تقابلها بيانات نفي وتكذيب وفي الكثير من الأحيان التبرير كما في الصولة الإيمانية الأخيرة لقوات مكتب المالكي نفسه وهو القائد العام للقوات المسلحة والمسؤول مباشرة عن كل سلوكياتها غير الإنسانية والمخالفة للدستور!حتى اللحظة لا نريد أن نصدق أن ثقافة قواتنا الأمنية والعسكرية الحالية هي امتداد لثقافة الزمن الصدامي المقبور القائمة على الترهيب والتركيع واهانة كرامة المواطن والخضوع المطلق لتوجيهات منافية تماما لأهداف إنشاء تلك القوات.. لكن مأساة عروس الفلوجة مثال صارخ على توغل ثقافة التسلي بقتل الآخرين لإثبات القوة والهرقلية والشجاعة أمام أناس عزل إلا من أفراحهم وممارساتهم الحياتية اليومية التي لا تتعارض لا مع قانون ولا دستور!من ينظر إلى هذه السلوكيات وغيرها باعتبارها ممارسات فردية أو أخطاء فنية، يجانب الحقيقة ويساعد على أن نرى في أوقات متفاوتة تحوّل الأعراس إلى مآتم واغتصابات تحت تغطيات الخلل العصبي والعقلي واعتداءات على أناس مسالمين بحجة الفضيلة وقمع متظاهرين بدعوى التآمر على التجربة السياسية العرجاء في البلاد وتعذيب المعتقلين لمحاربة القاعدة وتأخير إطلاق سراح بحجة استكمال التحقيقات كما حصل مع معتقل في سجن ابو غريب سابقا مما أدى إلى وفاته رغم قرار الإفراج عنه الذي صدر قبل شهر من الآن ولم ينفذ!! السؤال.. هل هذه ممارسات فردية؟
كتابة على الحيطان: عروسا الدجيل والفلوجة وطفلة البصرة.. مقاربات واقعية!
نشر في: 8 سبتمبر, 2012: 08:49 م