TOP

جريدة المدى > سينما > قتلـــوه مــن أجــل سرقة سيارته !

قتلـــوه مــن أجــل سرقة سيارته !

نشر في: 9 سبتمبر, 2012: 06:18 م

بغداد/المدىكل جريمة يسدل عليها الستار بمجرد القبض على الفاعل ... ولكن يظل أشخاص يعانون لسنوات بسبب هذه الجريمة التي لم تتجاوز عدة دقائق !... (ح) طالب يدرس في قسم القانون في إحدى الكليات قتل قبل أسبوع في منطقة أبو غريب على يد أربعة من قاطعي الطريق اقترفوا السرقة والقتل ...
 قتلوا (ج) من أجل سرقة سيارته التي يعمل عليها في مساء كل يوم بعد أن يخرج من كليته ... انتهت هذه الجريمة بالنسبة للكثيرين بعد أن ألقت الشرطة القبض عليهم ودونت اعترافاتهم وحبسوا على ذمة التحقيق لحين موعد محاكمتهم ... بعض الناس استغرب من هذه الحادثة واعتبرها طارئة ،وآخرون لعنوا الجناة وآباءهم وفتحوا عليهم دعوى عشائرية لتلقين أهلهم درسا لن ينسوه وانتهى الأمر ... ولكن الحقيقة أن الشاب القتيل الذي راح ضحية تلك الجريمة خلف وراءه مأساة حقيقية ... فترك إخوته الصغار في عنق أبيهم المعاق الذي لم ينم من يوم الحادث ولحد الآن ... وأم تبكي لا تصدق أن ابنها قد مات ... وجرح غار في الأسرة ربما لا يلتئم مع السنوات ... التقيت مع أسرة الطالب القتيل التي ما زالت في حالة صدمة من هول ما حدث ... (ع) والد المجني عليه قال لي : لقد حرموني القتلة من اعز ما املك ... حرموني من أملي الوحيد ابني الكبير الذي كان يساعدني في عيشة أسرتي الكبيرة ... حيث إنني مريض بالقلب ومعوق حيث قطعت إحدى ساقيّ في الحرب الإيرانية ولديّ من الأولاد ستة في مراحل مختلقة من الدراسة ... أعمل حارساً في إحدى المدارس القريبة من البيت بعد الدوام وأعيش أنا وأبنائي في غرفة صغيرة خلف المدرسة !. في يوم الحادث خرج ابني بعد عودته من الكلية في الساعة الرابعة عصرا ليعمل في سيارة الأجرة لنقل الناس أو بعض المحاصيل الزراعية ويعود بعد التاسعة مساءً ... إلا انه في ذلك اليوم لم يعد كعادته ،انتظرته إلى الساعة الثانية صباحا ولم يحضر ... حاولت الاتصال على الموبايل ، ولكنه لم يرد ... ذهبت إلى مكان الكراج الذي يترك فيه سيارته ... قال لي صاحب الكراج انه لم يعد لحد الآن ... بدأ الشكل يراودني لأن ابني لم يتعود أن يتأخر ... وإذا تأخر يتصل بي ... يضيف الأب بعد أن بدأت دموعه تختلط مع كلامه ... ركضت في الشارع العام اتصلت بالجيران وأصدقائه ... كلهم اخبروني أنهم لم يشاهدوه ، بحثت عنه في كل مكان حيث حضر أهلي واقربائي ليساعدوني في البحث عن ابني في أبو غريب والمناطق الأخرى ... حتى عثرنا على السيارة في منطقة عكركوف وبداخلها شابان ... وعندما مسكناهما ... قالا لنا إنها اشتريا السيارة أمس من شاب يدعى (ح) يقيم في منطقة الرضوانية ... وبعد أن اصطحبناهما معنا ليرشدانا على مكان البائع وجدناه مخمورا ونائما ولا يعي شيئا ... وعندما استفاق اصطحبناه إلى الشرطة حيث حققت معه وقال في أثناء التحقيق انه سرق السيارة بعد أن ضرب صاحبها بشيش حديد ولم يعلم أن ضربته سوف تقتله ... وبعدها أرشد الشرطة على أصدقائه وعلى جثة ابني ... الذي كان مرميا في إحدى المزابل ... أنا أطالب الشرطة والعدل بسرعة القصاص من هؤلاء المجرمين ويكون إعدامهم في المكان الذي ارتكبوا فيه الجريمة ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه فعل ذلك مرة ثانية ... ووضع حد لسرقة وتسليب السيارات في منطقتنا التي كثرت وأخذت تهدد حياة الناس ... أما والدته التي كانت في حالة انهيار ... قالت بصعوبة : إنها لا تصدق أن ابنها قتل بهذه الطريقة ،المجرمون حرموني من فلذة كبدي ونحن في شهر صفر ... كنت انتظر عودة ابني يوميا بفارغ الصبر ... أخاف عليه من القتل والاختطاف في شارع أبو غريب حيث كثرت الحوادث فيه ... كان ابني هادئ الطباع ويشهد   الجميع   على حسن أخلاقه وسيرته الحميدة ... كان مثالا للشاب المطيع لوالديه ... يحب الدراسة وكان كل أمله أن يصبح محاميا يدافع عن المظلومين بعد أن يتخرج في هذه السنة ... لكنه خرج من الحياة على يد مجرمين لا يعرفون الرحمة ! تضيف بصوت حزين والدموع تنهمر من عينيها ... يوم الحادث نظر إلي كثيرا وأخذ يقبلني وكأنه كان يحس بعدم عودته مرة أخرى ... كان يساعد والده المعوق في مصروف البيت عندما يعمل مساءً في سيارته ... يساعده على أعباء الحياة في تربية إخوته الستة ... لأنهم لا يزالون يدرسون في الابتدائية والمتوسطة ... تركت مدينتي بعد أن تم تهجيري بالقوة من هناك وجئت هنا أنام وكل عائلتي في غرفة واحدة سعيا وراء لقمة العيش الحلال ... بعد أن ضاقت بنا السبل ... ويشهد لنا جميع الجيران أننا لا صلة لنا بأحد سوى حب الناس جميعا ... إنني لم أصدق أن ابني قد مات بهذه الطريقة البشعة نتيجة لعدم تشديد الرقابة من دوريات الشرطة في هذه المنطقة وخاصة في مناطق المبازل والقرى البعيدة والتي شهدت قتالا عنيفا وحالات صراع يومي بين أجهزة الشرطة والخارجين على  القانون ... ولكن إلى متى تبقى هذه المنطقة موبوءة بالمجرمين والقتلة والسفاحين الذين استباحوا الناس الأبرياء وقتلوا وعاثوا بهذه الأرض فسادا ... دون القبض عليهم وعلى عصاباتهم الإجرامية !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قتل مفرزة إرهابية بضربة جوية بين حدود صلاح الدين وكركوك

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الطيران العراقي يقصف أهدافا لداعش قرب داقوق في كركوك

"إسرائيل" تستعد لإطلاق سراح عناصر من حزب الله مقابل تحرير مختطفة في العراق

حالة جوية ممطرة في طريقها إلى العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram