اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > نينوى الحدباء أم الربيعين تعددت الأديان والرب واحد

نينوى الحدباء أم الربيعين تعددت الأديان والرب واحد

نشر في: 9 سبتمبر, 2012: 06:37 م

 نينوى/ يوسف المحمداوي.. تصوير/ محمود رؤوفالكثير من الزملاء كانوا ضد فكرة الذهاب إلى محافظتي صلاح الدين ونينوى، باعتبارهما من المناطق الساخنة لذلك كان الحرص هو الدافع في ذلك لا أكثر، لكني آثرت أن اعرف الحقيقة هناك وانقل الصورة عن مدننا كما هي في الواقع،
وليس كما هي في الأخبار حيث أصبح التباين واختلاف الآراء عنوانها الرئيسي، وما حفزني كثيرا على الذهاب كوني عشت في المدينتين سنوات عديدة، ولي فيهما حكايات وذكريات لا يمكن أن يتجاهلها أرشيف حياتي، وهذا ما دفعني لأرزم حقائبي  واتجه مع زميلي المصور محمود كفريق لـ"المدى" باتجاه المحافظتين.طيلة المسافة التي تفصل نينوى عن بغداد والبالغة 402كم، كنت استرجع ذكرياتي فيها في ثمانينيات القرن الماضي، وأسئلة كثيرة وكبيرة تدور، كيف هو شارع الدواسة الآن؟  وهل لا يزال يحفل بمطاعمه الشهيرة ودور السينما كيف هي حالها اليوم؟ وهل لفظت أنفاسها الأخيرة شأنها شأن شقيقاتها في بغداد، وهل ما يزال شارع السرخانة يمرح بالفتيات الموصليات الجميلات وهن يتبضعن من شارعهن احدث ملابس الموديلات العالمية ،وكم من هل بانتظار الوصول  لاستيضاح الحقيقة، ومعرفة ما رحل وما بقي من صورة مدينة كانت بالأمس فاتنة الشمال بربيعيها ومعالمها الأثرية الثرية بتاريخ طويل وجميل.تاريخ وجغرافية المدينةلم امنع نفسي من التأوه وأنا أشاهد مدينة فارقتها منذ عقود، ولي فيها أيام صبا ولادة للفرح وللسعادة التي افتقدناها منذ زمن طويل، قبل الوصول ودخول المدينة، لا بد ان ندخل تاريخها ولو بصورة موجزة.محافظة نينوى ثاني اكبر محافظات العراق مركزها الموصل، موقعها في الشمال الغربي من العراق وتحدها سوريا من الغرب وتبلغ مساحتها (32308)كم2، ويبلغ عدد سكانها ثلاثة ملايين و500 ألف نسمة ، وتميزت نينوى عن بقية المدن العراقية بتعدد أسمائها، نينوى ،الموصل، ام الربيعين،الحدباء، وسميت من قبل الساسانيين بـ(عبوريا)،وسميت أيضا بمدينة الأنبياء لكثرتهم فيها، سميت الموصل لكونها واصل بين الشام والعراق، وأم الربيعين لكون الربيع يمتد فيها حتى أيام الخريف حيث يمتاز خريفها بالهواء العذب والبارد، فضلا عن اخضرار أوراق غاباتها ومروجها، والحدباء لانحناء منارة المسجد الكبير فيها، والبعض يقول سميت بهذا الاسم لتحدب مسار نهر دجلة عند دخوله للمدينة.من آشور إلى المسلمينيعود تاريخها إلى الألف الخامس قبل الميلاد، وكانت في بدايتها روضة غناء سكنها الآشوريون واتخذوها عاصمة لإمبراطوريتهم، وكانت في زمن الملك سنحاريب وغيره من الملوك الآشوريين تسمى بـ(نينوى)، ويعتقد أن اسم نينوى له صلة بالإلهة نينا إلهة السمك والحوت، والبعض يعزوها إلى النبي يونس الملقب في القرآن بذي النون، وبقيت نينوى عاصمة من القرن الحادي عشر حتى عام 611 قبل الميلاد، لكن مع مجيء الساسانيين مسخت هوية نينوى الآشورية وسميت بـ"عبوريا" لكونها معبر العراق باتجاه الشام، ثم تحولت الى الموصل ،وبعد ساسان فتحها العرب في زمن الخليفة عمر بن الخطاب (رض)، حيث دخلتها الجيوش الإسلامية بقيادة ربعي بن الافكل.تعدد الأديان والقوميات والقلقنينوى التي يقسمها دجلة إلى قسمين: احدهما يسمى بالساحل الأيمن، والآخر بالأيسر، تعد أنموذجا مصغرا للعراق لتعدد القوميات والأديان والطوائف فيها، ففيها المسلمون  باختلاف مذاهبهم ، والمسيح السريان والكلدان والايزيدية  والعرب والاكراد والتركمان، وتنوع حضاراتها جعلها مستودعا كبيرا للآثار والمعالم الأثرية المهمة التي تدل على عراقة وعمق تاريخ هذه المدينة الغنية بجمالها والق حضارتها.عند تجاوزنا مفرق قضاء الشرقاط  التابع حاليا لمحافظة صلاح الدين وسابقا لمحافظة نينوى، انتابني خوف وهو نتيجة طبيعية مبررها الأول القلق الذي تولد  نتيجة تحذيرات الأصدقاء، فعند سامراء كان القلق بسيطا وازداد عند تكريت وبيجي  ثم بدأ بالازدياد شيئا فشيئا، وهذا القلق دفعني للاتصال بصديقي الشاعر الدكتور حمد محمود الدوخي الذي يسكن الشرقاط لأسأله عن الأوضاع في الموصل والحالة الأمنية هناك، فرد عليّ ضاحكا (ماكو شي بس إذا ذبحوك آني تكفل بايصاك للبيت، لان اندله)، بادر بدعوتي لزيارة الشرقاط ، لكن الوقت الذي قضيناه بتصليح سيارتنا في سامراء استنزف نهارنا وحرمنا من رؤية حمد والمدينة.راصد على تل السبتحين عبرت مفرق حمام العليل تلك المنطقة التي قضيت فيها عاما كاملا كراصد عسكري فوق تل السبت لرصد الطائرات ولكني كنت بالحقيقة  ارصد البنات اكثر من رصدي للطائرات،وكانت تلك المنطقة تعج بالسياح سواء من المحافظات او الأجانب فضلا عن حشود من العوائل المصلاوية التي تعد المكان منتجعا دائما من اجل الترويح والعلاج، حيث تكثر فيها الينابيع الطبيعية التي تفرز مواد كبريتية تستخدم لعلاج الكثير من الإمراض الجلدية ،وبني فيها حمامان احدهما رجالي والآخر نسائي اعد لذلك الغرض، وتقع المنطقة بأكملها على ضفة نهر دجلة، ولطالما انا اسكن فوق تل السبت كنت انعم برؤية الفتنة الموصلية بالفتيات اللواتي يتميزن ببشرة شقراء وشعر اصفر، وأنا ببدلتي الخاكية أحا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طقس العراق.. أجواء صحوة وانخفاض في دراجات الحرارة

أسعار صرف الدولار تستقر في بغداد

تنفيذ أوامر قبض بحق موظفين في كهرباء واسط لاختلاسهما مبالغ مالية

إطلاق تطبيق إلكتروني لمتقاعدي العراق

"في 24 ساعة".. حملة كامالا هاريس تجمع 81 مليون دولار

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram