يوسف فعلفي يوم المنازلة يتخلى المرء عن مخلفات الماضي ويستعد للمواجهة بكل قوته الذهنية ومهاراته الفنية لكسب اللقاء المرتقب والظهور في المستوى الفني الطيب هكذا على مدرب ولاعبي منتخبنا الوطني ان يرسموا في مخيلتهم الفكرية سيناريو مباراتهم امام اليابان غداً في ملعبه وبين جمهوره
لكي يخططوا بنجاح ما يصبون لنيله بشجاعة حسب الادوات المتوفرة لهم بعيداً عن الدخول في أتون التبريرات التي لا تغير من الواقع شيئاً بعد نهاية المباراة مهما كانت مصداقيتها المتعلقة في سوء الإعداد وانشغال زيكو بتجديد العقد الذي أكل من جرف الإعداد الكثير.وتأتي اهمية المباراة كونها مفصلية للمنتخبين فهي تعد لأسود الرافدين محطة الانطلاق الى دائرة التنافس من جديد، اما للساموري فانها نقطة الشروع للوصول الى مونديال البرازيل 2012 بسرعة ولتلك التصورات اساليب تدريبية تسهم في قطف ثمار النجاح.وبحكم التاريخ والشواهد السابقة لا توجد مباراة محسومة نتائجها قبل ان تنطلق رحاها وتدور الساحرة المدورة في الملعب التي لها أسرار مثيرة ونتائج غريبة التي لا تستند الى المعطيات الحسابية التي تنطبق على الواقع الكروي بين المنتخبين ، لذلك على لاعبي منتخبنا الوطني التحلي بالشجاعة والصبر لكبح جماح الساموري واندفاعه القوي للتمسك بصدارة المجموعة مطيحاًً بكل مَن يقف امامه من دون رحمة لكي يستطيعوا تطبيق افكار زيكو الخططية الذي عليه ان يدرك جيداً ان المباراة ليست معركة خاسرة ، بل مباراة ضمن اطار التنافس الرياضي الذي لا يعترف قاموسه بالمستحيل ، فطالما انها لم تبدأ بعد فان الكفتين متساويتان من الناحية المنطقية بالرغم من أن الأرجحية الفنية تميل لصالح الساموراي. ولإحياء روح الأمل لدى لاعبينا ، على زيكو المبادرة باشعال شمعة خبرته خير له من أن يلعن الظلام ، والتمسك بحبل النصر افضل من فقدان الأمل كله ، تلك الايحاءات تسهم بإبعاد الخوف عن اقدام لاعبينا وتجعلهم يتحركون بحرية وخفة لا ترهبهم صيحات الجمهور الياباني الذي يشجع بطريقة دقيقة وبآلية منظمة اسهمت بشكل واضح في بث الفزع في صفوف نشامى الاردن وجعلوهم لقمة سائغة لمنتخبهم ما أدت الى خسارته بدزينة من الاهداف بالرغم من ان النشامى يُعــدّون من المنتخبات القوية والطموحة في المجموعة.تكشف المباريات الكبيرة معدن المدربين وتصنيفهم في خانة الكبار او تلفظهم خارج بورصة الناجحين وعلى زيكو ان يؤكد خلال قيادته الاُسود في المباراة ان الاموال التي صُرفت له يستحقها لبراعته في فك شفرة المنتخب الياباني الذي يمتاز بالسرعة والانضباط العاليين والقدرة على التنوع في الهجمات بطريقة مميزة، وبحكم المنطق الرياضي فان الوصول الى المونديال لا يُليق بالمنتخبات الضعفية التي تخشى لقاء الأقوياء وانما حلاوة الانتصار والشعور بالفخر تأتي من خلال التغلب على الصعوبات بارادة لا تلين بعد عبور الاسلاك الشائكة والطرق الوعرة لتسهيل مهمة خطف إحدى بطاقات التأهل الى البرزايل ، كما ان حسم الفوز في مباراة الغــد يتوقف على جاهزية المنتخب فنياً وبدنياً والتسلح بالعمل الجاد والعزيمة والإصرار وليس عن طريق الامنيات والتخبط في الإعداد.وتبقى الأنظار شاخصة نحو مدينة سايتاما بانتظار ما يقدمه اُسود الرافدين لتأكيد جدارتهم في الوقوف أمام اليابان أقوى المنتخبات القارية لإعادة هيبة كرتنا عربياً وقارياً.
نبض الصراحة: التبريـرات.. لا تنفـع
نشر في: 9 سبتمبر, 2012: 06:47 م