هاشم العقابيكان اسم "ججو" في ذاكرتي قد اقترن بشخصية أيزيدية طيبة احبها الشعراء الشعبيون في اواسط السبعينيات. واكثر من احبها فينا جبار الغزي. والفضل في تعرفنا على ججو الطيب يعود للشاعر جودت التميمي عندما دلنا على بار يقع في الشارع الذي يربط بين ساحة الطيران والتحرير في الجهة المقابلة لحديقة الأمة. كنا نسميه بار "اليزيدية.
و صاحبنا "ججو"، الطيب ، هو رئيس "البويات". ويقال انه يمتلك البار شراكة مع ابن عمه. نشرب عنده بالدين ولا يحرجنا ابدا الى ان نسدد دينه. يحجز لنا طاولة خاصة ويحضر لنا "امزازا" مميزة تقديرا لنا لاننا شعراء ولأن بيننا جودت وزامل وجبار الذين يعدون من افضل كتاب الأغاني. وبعد ان اشتد الفقر بجبار الغزي، اضطر ليبيع السجائر في الشوارع. وذات يوم صادفه "ججو" وهو يبيعها في حديقة الامة. يقول جبار حين رآني دمعت عيناه وصاح بي: "عار علينا ان نتركك بهذه الحال وانت الذي كتبت لنا "غريبة الروح". وان كنت فعلتها من اجل تدبير ثمن الكأس فمن اليوم تأتي للبار ولا تدفع واتحمل حسابك الى ان اموت". وفي احدى الليالي صادف ان جاء جبار بضيف معه الى البار. ومن باب الاعتزاز والفخر اخبر جبار ضيفه بان البار الكريم اصحابه "يزيدية". امتعض الضيف واحتج لانهم "نجسين". واستغرب ان يشرب جبار العرق باقداح "اليزيديين الانجاس الكفرة". لم اكن حاضرا بل اخبرني جبار بالحكاية. وماذا قلت لضيفك؟ لطمته على عينيه وقلت له والله ماكو نجس غيرك، وطردته. هذا ما قاله جبار، فهل تدرون ماذا يقول النائب الأيزيدي امين فرحان ججو، الذي لا ادري من حَمَّ حمّامه ودفعه ان يفتي بصحة ما اقدمت عليه ميليشيات النظام العسكرية يوم هاجمت الناس العزّل في النوادي الاجتماعية والثقافية؟ يقول ججو عمن يحكم بنجاسة الاكل الايزيدي في الصفحة 47 من كتابه "الديانة اليزيدية بين السائل والمجيب" الذي صدر ببغداد عام 2012، ان: "الانسان الذي لا يتناول الأكل الأيزيدي بدافع الشرع فهو غير ملام وفعله هذا يستحق الرد الجميل"!! لم اسمع بحياتي انسانا أهان ملته بهذه الطريقة.وان كنت قد تذكرت ججو صديق جبار، فان موقف النائب ججو، وهو يمجد دور الحكومة "الاخلاقي" بهجتها الظلامية على العراقيين العزّل، ذكرني يوم كنت في الابتدائية عند فلكة بمدينة الزبيدية طرحت فيها جثة ماجد محمد امين الذي قتل بعد ايام من انقلاب 8 شباط الاسود. كان الجميع سكوتا الا جريو (تصغير جرو). والغريب انه يشترك في اسمه مع النائب ججو بالحرفين الأول والاخير من اسميهما. الوحيد هو جريو الذي صرخ: اسحلوا هذا المجرم، ثم استل مكواره وانهال على جثة المرحوم بالضرب. وبعد ان اشبع غريزته انسحب للمقهى المجاور. وهناك قال له معلم من اهالي المدينة: يا جريو ان الضرب في جسد الميت حرام. رد جريو: هذا مجرم مو ميت. لكنه سيد يا جريو وابن رسول الله. ليش هوه شسمه؟ انه ماجد محمد امين يا جريو؟ والله ما اعرفه ولا اعرف منو هذا التحجي عنه. يعني ضربته يا جريو وانت لا تعرف ما هي الحكاية. لا والله استاد!ومثلما قال المعلم لجريو الذي لم يك له فيها ناقة ولا جمل، أسالك يا حضرة النائب ججو: هوه احنه نائصينك يخوية؟
سلاما ياعراق : حتى انت يا ججو!
نشر في: 9 سبتمبر, 2012: 07:10 م