اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > خسرتُ حياتي ..حين صُدِم خضير الخزاعي صدمة هزّت كيانه(2 )

خسرتُ حياتي ..حين صُدِم خضير الخزاعي صدمة هزّت كيانه(2 )

نشر في: 10 سبتمبر, 2012: 06:35 م

غالب حسن الشابندر قال لي أحدهم وكان محبا للغاية، هل سوف تستمر في هذه الحلقات؟ قلت له: نعم، ولكن فيها ربما ما يسبب لك الضرر والوجع، قال كذلك، فأجبته: ليس عندي ما أخسره في هذه الحياة، لأني خسرتُ كل شيء كما هو حال الكثير والكثير من ( دعاة ) الاسلام المساكين ، والكثير الكثير من العاملين على طريق ( تعبيد الإنسان لله عزّ وجل ) ، ثم ،
rn ما الذي بقي من العمر يا صاح؟ مرة، وفي طهران حيث كانت الحرب المهلكة التي شنها صدام حسين على الجمهورية الإسلامية ، تلك الحرب التي تشكل مدخلاً مهما لما حصل ويحصل الآن في المنطقة ، اتصل بي السيد خضير موسى جعفر الخزاعي طالبا مني إلقاء محاضرة في ( دولة آباد ) في طهران ، وقبل أن أساله عن موضوع المحاضرة استئناسا ، بادرني بالقول ، أن المحاضرة ( خوية ) أبو عمار لحث الشباب على التطوع للقتال على الجبهة ، بادرتُ بالقول ، (كلش مهم ).rnوفي ساعة محددة جاءت سيارة أجرة كان يمتلكها سائقها من بيت ( الوردي ) واتجهت بي إلى مكان المحاضرة ، وكانت شقة كما يبدو مؤجرة للشباب ، هناك ، وحيث كنت معروفا بإلقاء المحاضرات الإسلامية ، رحّب بي الشباب ، مهللين فرحين ، فقد كانت هناك نكهة خاصة لمحاضراتي وما زالت ، وهذا بفضل الله تبارك وتعالى ... ما ذا قلتُ؟ لقد حملتُ حملة شعوى على مشروع التطوع، وخاطبت الشباب، بان عليكم أن تتجهوا إلى الدراسة والتحصيل العلمي، لان العراق في حاجة ماسة إليكم بالمستقبل القريب أو المتوسط بإذن الله تبارك وتعالى، وأن تطوعكم لا يزيد ولا ينقص من الحشود الأخوة الإيرانيين على الجبهة، وأكدت لهم، أنهم عبارة عن (حطب) في هذا التطوع لا أكثر ولا أقل، وان من يحثكم على التطوع (مرتاح) ، و(سالم)، وربما يمنع ابنه من التطوع ، وحين كنت أقول ذلك ، لأني أعرف أكثر من ( قيادي ) شجاع في حزب الدعوة وغيره من الأحزاب ( الإسلامية ) كان لسانه ذربا في حث الشباب العراقيين المساكين على الذهاب إلى الجبهة، ولكن كان يحرص على أن يمنع ولده من الذهاب الى الجبهة ، بل نشبت خلافات بين بعض الآباء وأبنائهم في هذا الخصوص ، حيث كان بعض الأبناء تحت طائلة الحماس الديني الذي كثيرا ما يكون عبارة عن هلوسة يريد الذهاب إلى الجبهة ولكن أباه يمنعه، وتأتي فرصة الكلام عن بعض هؤلاء بإذن الله تبارك وتعالى. rnكانت المحاضرة مقنعة جدا، ولا أنسى لحظة انفجر سيد نجفي ( معمم ) بالبكاء المر ، لان ابنه كان قد أعدمه صدام ، لا لشيء ، سوى أن رجال الأمن العامة اكتشفوا في بيته بعض نسخ من الرسالة العملية للشهيد محمد باقر الصدر، كان سيدا، قارئا على الحسين، صاحب صوت أجش ، وقد آثار بكاؤه مشاعر الشباب المتواجدين في المحاضرة ... هذه المحاضرة كانت بعد أن أدركت تماما وكما يمليه عليّ ضميري ووجداني، إن ذهاب شبابنا إلى الجبهة بمثابة انتحار مجاني، وإلاّ كنت مؤمنا بالفكرة بداية ، ربما جاء ذلك متأخرا، وربما بعد إيمان وإنْ بسيط بالفكرة والمشروع ، كما أن من أسباب هذا الموقف ، إني اكتشفت تلك المفارقة المجرمة ، أي حث الشباب على الذهاب إلى الجبهة، ولكن الذين يحثون ويشجعون على ذلك مطمئنون إلى بيوتهم في شمال طهران، وإلى غذائهم الدسم، ومائهم النظيف، وسياراتهم الفارهة، وسفراتهم السعيدة.rn في منتصف الليل اتصل بي السيد الخزاعي، وقال لي بالحرف الواحد والله شاهد على ما أقول : (ليش خوية هيج) كلامك كان خلاف الاتفاق تماما: قلتُ : هذا ما أملاه عليّ ضميري، قال: (لكن هذا بضرر أخوتك أبو عمار)، قلتُ: سبحان الله، بضرر أخوتي! وما ذنب هؤلاء الفتية الذين هم بعمر الزهور؟ لقد كنتُ معه جافا، ومن وقتها كانت هناك تحفظات على دعوتي لإلقاء أي محاضرة في أي محفل إلاّ بمراقبة وشروط! لا أنسى! كان أي شاب يأتي هاربا من العراق إلى إيران، ومن كان من الغرباء، وليس له معين ، يقولون له : (أنت بين أمرين، إما تذهب للحوزة أو الجبهة ) ، وهكذا حصل مع شاب من أهل الكرادة الشرقية، من كان يريد إكمال دراسته بأي شكل كان ، فما حصل سوى أن أصيب بالجنون ، والمسؤول عن هذه الجريمة الآن حي يرزق ، يملك الأموال والبيوت، منْ هو يا تُرى؟ يأتي الكلام عنه بإذن الله.rn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram