TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > هؤلاء والمرجعية

هؤلاء والمرجعية

نشر في: 10 سبتمبر, 2012: 06:37 م

قيس قاسم العجرشيقال أنه في زمان الغبش من التغيير، أيام بريمر، إن المرجع السيد السيستاني "فرض" عبر الساسة الذين كان يقابلهم أن يكون هنالك مجلس منتخب لكتابة الدستور، في حينها لم يكونوا ليجرؤا على أن يقولوا للأميركيين إن الدستور المؤقت الذي اقترحه بريمر سيكون مرفوضاً، 
rnفعصبوها برأس المرجع، وهو قد قبل ذلك ربما معرفة منه بضعفهم وهزالة شكلهم الأولي الذي أتوا به الى العراق.rnإصرار المرجع الأعلى على "مجلس منتخب لكتابة الدستور" نقله عنه بتواتر أكثر من سياسي وأكثر من طرف زاره في النجف الأشرف.rnوبعد تلك الأعوام أصدر الحاج حامد الخفاف، المتحدث باسم المرجع الأعلى في لبنان كتاباً كان تقريباً الوثيقة الوحيدة التي تدلنا على"نص" ما قاله المرجع في مختلف المواقف التي مرّ بها العراق.rnفثبتت لدى الجمهور والباحثين الوثيقة الصلة بين المرجع ومقلديه أو من يؤثر فيهم قادة التقليد للمرجع.rnأقتبس هنا نصاً قاله السيد المرجع عن شأن كتابة الدستور :"إن سلطات الاحتلال في العراق لا تتمتع بأي صلاحية في تعيين أعضاء مجلس كتابة الدستور"، وفي مكان آخر قال النص الآتي :"إن ما يراه الشيعة لا يختلف عما يريده سائر أبناء الشعب العراقي من استيفاء حقوقهم بعيداً عن أي لون من ألوان الطائفة، وأما شكل الحكم فيلزم أن يحدده الشعب العراقي بجميع أبنائه من مختلف الأعراق والطوائف وآلية ذلك هو الانتخابات العامة"، انتهى نص الخفاف نقلاً عن رأي مكتوب للسيد السيستاني.rnأكثر من هذا، وجدنا نصاً صريحاً للسيد السيستاني يقول فيه :"كما إنهم (يقصد العراقيين) متفقون على ضرورة التأسيس لنظام جديد يقر مبدأ العدالة والمساواة بين جميع أبناء البلد باحترام مبدأ التعددية والرأي الآخر.rnهذا الكلام المنقول الموثق قاله شخص ذو مكانة معنوية تعترف له الطائفة الشيعية في العراق والعالم بأنه مرجعها الأعلى، وأكثر من هذا، إن مراجع الدين الآخرين من الطائفة ذاتها لم يجرؤ أحد منهم على أن يمرر رسالة إلى جمهوره الشيعي المقلد تفيد بأنه (أعلم) من السيد السيستاني، وبالتالي ينهدم ركن (الأعلى) في توصيف مرجعية السيد علي الحسيني السيستاني.rnيعني، أن أي رأي لأيٍ من السياسيين الظاهرين بصورة رجل الدين الوقور والسياسي الملتزم دينياً لا يمكن له عملياً أن يدعي فيه أن رأيه أوثق من رأي المرجع الأعلى في قضية سبق أن أوضحها المرجع نفسه.rnإذا ما استثنينا رجال الدين من الطائفة السنية ومعهم أتباعهم ومستفيدوهم من سياسيي الطائفة، والتي لا تنص أدبياتها على اعتبار مرجعية الشيعة ركناً من تدينهم المبين أو ما يسمى (الهدي الظاهر) ومع ذلك لم يجرؤ أحد منهم على أن يقول إن المرجع الأعلى لا يمثل"مرجعية محترمة" للمسلمين العراقيين.rnثم إن لدينا واقعا مهما على الساحة الشيعية الشعبية العراقية، إذ ليس كل الشيعة في العراق هم من مقلدي السيد السيستاني فلدينا أتباع المرجع السيد محمد صادق الصدر وهؤلاء عملياً لا يرون أعلمية السيد السيستاني وعليه لا تلزمهم فتاويه إلا بالقدر الذي يختارون فيه الالتزام بها.rnوبالعودة إلى الرأي الواضح الذي أدلى به السيد السيستاني في أن يختار العراقيون شكل حكمهم عبر الانتخابات ووفقاً للتعددية واحترام رأي الآخر، نجده يخص "التعددية" بتركيز شديد.rnأي أنه كمرجع شيعي يتحدث بوضوح عن (آخر) موجود يجب احترامه ومراعاة حقوقه.. طبعاً "احترامه" لا تعني بكل حال تخويفه أو دفعه الى هجر البلاد أو التضييق عليه في معيشته أو التدخل في طبيعة ما يسمح له به دينه وما يمنعه عنه.rnيعني ايضاً أن أصحاب الدين المغاير للتشيع (باعتبار المتكلم هو مرجع الشيعة الأعلى) هؤلاء أيضاً لهم أن يكونوا على ما هم عليه ولهم الاحترام.rnالمغاير يشتمل المسيحيين والمسلمين السنـّة وباقي الطوائف، كما يشمل من اختار أن يتبع المرجع أو من اختار ان يكتم رأيه الديني، وربما لم يكن متديناً بالأصل، وبالنهاية لا تشترط الحياة أن "يتدين" الإنسان كي تسير به.rnالذي يتحدث هنا ليس الشيخ الزهيري أو خضير الخزاعي أو السيد علي العلاق أو السيد باسم الشرع أو السيد حسين الشامي وغيرهم من السياسيين الذين باشروا السياسة بإصرار على منفذ رجل الدين.rnالذي يتحدث هو مرجع المسلمين الشيعة ،الأعلى الذي لا يجرؤ كل هؤلاء على الجهر بمخالفته بمن فيهم حزب الدعوة الإسلامية، الذي لا يقلد أتباعه مرجعية السيستاني.rnالباب المواربة التي تركوها مع المرجع الأعلى ستنفتح عليهم في لحظة لتطردهم لا لتستقبلهم وهي اليوم عليهم وليست معهم بوضوح.rnنتحدى السيد رئيس الوزراء اليوم أن يجرؤ ، كما كان يفعل، على أن يزور المرجع في داره.rnلن يفعل لأنه يعرف أنه سيطرد من الباب.rnواعجباه.. مرجعٌ قضى كل عمر بين جدران الحوزة في دراسة لا تعرف التثنية ومع ذلك نجد في كلامه حديثاً عن الآخر وقبولاً به، ثم انتقل بكلامه وتصرفاته الى مرحلة طرد الفاسدين من السياسيين المتملقين إبتداءً من"رأس الدربونة " حتى قبل أن يطأوا داره.rnأما أمراء الطائفة ذوي الأنياب التي تخزق خشب الك

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram