أحمد عبد الحسين أسمع هذا السؤال يومياً تقريباً، من قبل أصدقاء وقرّاء، في التعليقات على أعمدتي كما في رسائلهم التي تصلني، ويأتي سؤالهم مشفوعاً أحياناً باتهام أراه غريباً وطريفاً مؤداه ان لكم ـ أنتم كتاب المدى ـ عداءً شخصياً مع السيّد المالكي.
rnمرّ اليومان الماضيان علينا كئيبين يقطران سماً زعافاً بسبب التفجيرات الإجرامية التي طالت عدداً من المحافظات وذهب ضحيتها مئات العراقيين، وكان من الطبيعيّ الربط بينها وبين حكم الإعدام الصادر بحق نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، كتبت عن ذلك أيضاً وأوردت احتمال أن يكون كل هذا الدم استباقاً للحكم أو عقوبة للحكومة أو ربما للشعب، لكني ذكرتُ أيضاً أن المالكي يتحمل مسؤولية ما جرى إن لم يكن بوصفه القائد العام للقوات المسلحة، فبوصفه وزير الداخلية وكالة، وان لم يكن بسبب تسنمه أغلب المناصب الأمنية فبوصفه واضع الخطة الأمنية أو المصادق عليها في أقل تقدير، وإن لم يكن باعتباره القائل قبل أيام بأن الإرهاب ولّى واندثر ولم يبق منه إلا الفلول والشراذم، فلأنه رئيس الوزراء وهو المسؤول عن حفظ أمن العراق.rnانتقاد المالكيّ بديهيّ. كلّ دولة تحترم نفسها، وفيها شعب حرّ التفكير والارادة، ويحدث فيها عُشر ما حدث ويحدث في العراق، لا بدّ أن تتوجه سهام النقاد فيها إلى الشخص الذي جمع مناصب كالتي جمعها السيّد نوري المالكي، إلى من بيده جهاز التحكم الأمنيّ، ومن وضع نفسه في واجهة التصدي لمهمة حفظ أمن وسلامة العراقيين.rnالأمر بديهيّ بحيث جاز لي أن أقلب السؤال لأسأل: ولم لا انتقد المالكي؟ وإنْ لم أنتقده فمن أنتقد؟ هل عليّ أن أفعل مثلك يا أخي وأقضي يومي بإلقاء اللائمة على الإرهابيّ؟ ذلك نفعله يومياً لكنه فعل العاجزين، فلست أعرف هذا الإرهابيّ، وقضاء الوقت بشتمه وشتم من أرسله لن يصنع لنا إجراء يفيدنا في إيقاف محنتنا، ولم تريدني أن أتلهى مثلك بالندب وتبادل الشتائم مع مجهولٍ وأمامنا مسؤول يجب أن يكون مسؤولاً!rnالبديهية تكمن في المعادلة التالية "المسؤول مسؤول"، أي من وضع نفسه في سدة المسؤولية، عليه هو وأتباعه تقبّل أن يكون مساءلاً دوماً من قبل سلطات الرقابة في البلد من برلمان وصحافة ومنظمات مدنية، وإلا فليقدم استقالته ويريحنا ويرتاح.rnكثيرون يريدون أن يصنعوا من السيد المالكي رمزاً، "رمز لطائفة ما في الأغلب" فسموه مختار العصر مثلاً، وإسباغ الرمزية عليه مانع من انتقاده، ومع كلّ خرق أمنيّ كبير ألاحظ ان حمولة المالكي الرمزية تزداد لدى أتباعه ومحبيه، لكي يدرءوا عنه كل نقد ممكنٍ. rn"ومن أنت أيها الصعلوك لتنتقد رمزنا؟ ومن أنت أيها الكويتب لتمس مقام المالكي؟" هذه أسئلة تصلني بالبريد من قراء ملؤهم الحرقة على سمعة رئيس وزرائهم. ومن أنت يا أخي ومن أنا؟ نحن مواطنان عراقيان سلمنا مقادير أمورنا بيد السيّد المالكيّ الذي تريدون ان يستمر في الفشل والإخفاق يومياً مراراً وتكراراً، ويغدو مع ذلك رمزاً لا يطاله نقد ناقد.rnهذا وجه من وجوه محنتي معك يا أخي.rn
قرطاس:لماذا تنتقد المالكي .. يا أخي؟
نشر في: 10 سبتمبر, 2012: 06:38 م