اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > معــنا مــا دام قد وهب لفنه كل هذه الحياة

معــنا مــا دام قد وهب لفنه كل هذه الحياة

نشر في: 10 سبتمبر, 2012: 06:45 م

عقيل أبو غريب لم يمنحنا القدر الكثير من الوقت لكي نرتق ما تصدع وما وقع من صدأ الذاكرة .. الذاكرة المعبأة بالحزن على طول الخط ، لم يمنحنا القدر سوى ضياع الأمنيات وفقدان من نحب واحداً تلو الآخر، تمنينا في لحظة لو أننا لم نكن نعرفهم حتى لا نسمح لوجع الذاكرة أن يتسلل عبر نوافذ الحب المفتوحة للآخرين على الدوام ولا طاقة لنا بهمَ الفراق وخاصة من ترك لنا نهرا من الوجد لنخوض في غمراته.
 rn استميحكم عذرا أيها الأصدقاء لأدخل المنطقة المحظورة من الذاكرة والتي لا يريد أحد منا تجاوزها .. فبرغم قسوة الأيام ومرارة الحرب التي عشناها ، كان لكل منا قلب يخفق فتعلمنا الحب بأبجديته الأولى في معهد عجّ بالمبدعين الصغار الذين لم يبلغوا الحنين بعد فيؤرقهم صوت أم كلثوم وتجرحهم قصيدة لمحمود درويش يؤديها مارسيل خليفة بحكمة وشجن يصرون على الحرية كإصرارهم على الحياة (معهد الفنون الجميلة) ذلك الكائن الخرافي الذي تخرج منه العديد من المبدعين الذين غيروا خريطة الفن في عموم الوطن الكبير ومنهم الراحل المبدع قاسم مطرود، إن لألمنا القديم حلاوة الحب وحلاوة الانتصار على ذواتنا، منذ الرضعة  الأولى أو البذرة الأولى وربما كانت الخطوة الأولى التي وضعنا أرجلنا فيها على الطريق الصحيح كنا مزيجا متجانسا من هوس الحب والمتعة والمعرفة والجنون والصعلكة والإبداع، لم نندم على يوم مر ونحن فوق خشبة المسرح.. نعم جلسنا بكل حرص نستمع إلى أول محاضرة في المسرح من رجل فرعوني اسمه (حسين مليس) ليدخلنا في دوامة عقدة اوديب ومعنى التطهير وأغنية الماعز ويوربيدس وسوفوكليس وارستوفانيس  لم يكن أستاذا بالنسبة لنا ولكنه كان أشبه بإله فرعوني هجم علينا بسلاح المعرفة والمصطلحات المسرحية التي لم نفهم منها شيئا وحسبنا انه يتحدث بلغة غير لغتنا وحين سألناه أجاب : إن هذه هي لغة المسرح وعليكم تعلمها، وعلى حين فجأة قفز زميلنا الراحل قاسم مطرود متطوعا ليتصدى لتجربة التحدي في إيصال المعلومة للجميع وقد اخذ على عاتقه مراجعة ما كان يعطي لنا الأستاذ من محاضرات في تاريخ المسرح وهو مصر على أن يتواصل معنا في مدنا بالمعلومات والمصادر الجديدة ويأتي  بها إلى القسم الداخلي ليدير جلسة مناقشة ما مطلوب منا في المحاضرة لليوم التالي وتكررت هذه العملية مرات عدة وتوسعت بعد أن عمت الفائدة الجميع وصار اغلب الطلاب يناقش ويبحث، ونادرا ما نجد أحدا يسكت دون مناقشة الأستاذ إلا من كان غائبا عن محاضرات النقاش في القسم الداخلي، التي كان يقدمها لنا الراحل مجانا وعلى طبق من ذهب .. ويبدو كانت هذه رسالته منذ الأيام الأولى وهي أن لا تكون المعرفة حكراً على احد ولكن للجميع، إذاً فهو حاضر معنا ما دام قد وهب لفنه كل هذه الحياة.        rn 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طقس العراق.. أجواء صحوة وانخفاض في دراجات الحرارة

أسعار صرف الدولار تستقر في بغداد

تنفيذ أوامر قبض بحق موظفين في كهرباء واسط لاختلاسهما مبالغ مالية

إطلاق تطبيق إلكتروني لمتقاعدي العراق

"في 24 ساعة".. حملة كامالا هاريس تجمع 81 مليون دولار

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram