طه كمراليوم على بركة الله يخوض أُسود الرافدين المباراة المرتقبة أمام الساموراي على أرضهم وأمام جمهورهم , فيا لها من منازلة كبرى قد يكون التوقع بها محتوم من قبل المتابع والمراقب لما تضمه أوجه المقارنة من معطيات تصب جميعها لصالح اليابانيين المعروفين بتطورهم وتقدمهم في كل أمور الحياة من الصناعة والتكنولوجيا والعلم وغيرها من الابتكارات التي تشهد لهم برقيهم على مرّ السنين , إلا أني اليوم أخالف الجميع الرأي ليس من باب العاطفة والوطنية التي أحملها إزاء منتخب بلدي،
rn بل لما يحمله أُسود الرافدين من غيرة ووطنية زائدة عن حدها تجاه بلدهم , فمن منا ينسى موقعة جاكارتا التي بقيت شاهدة أمام أعيننا لتتناقلها الأجيال عبر السنين الطوال وستبقى شاخصة أمام أعيننا كيف كان منتخب العراق بوضع بائس يُرثى له والجميع توقع انه سيغادر النهائيات, عندما كان اللاعب العراقي يلعب باسم بلده المشتت الضائع الذي أصبح في تلك الفترة مادة دسمة تتناقلها الوكالات العالمية للصحافة والإعلام بشأن ما لحقه من أوضاع مريرة خلفتها الطائفية المقيتة التي اجتاحت أرض الرافدين إبان عامي 2006 و 2007 والتي راح ضحيتها الآلاف من أبناء الوطن , لينبري وقتها أسود الرافدين ويتعهدوا بإعادة الأمور الى وضعها الطبيعي بعد أن عجزت جميع الأسلحة والمساعي والجهات الحكومية في ردع تلك الظاهرة الخطيرة التي باتت تهدد البلد من شماله الى جنوبه ليأخذ الأسود على عاتقهم القضاء على الطائفية وتوحيد أبناء الشعب العراقي عندما بلغ زئيرهم عنان السماء يوم انتفضوا على واقعهم المرير ولقنوا المنتخبات التي واجهوها دروسا أمتعت كل مَن شاهدها لتتصاعد وتيرة الأداء آنذاك ويصل الأسود الى المباراة النهائية التي كانت جميع المؤشرات ترجح كفة السعوديين على خطف اللقب لينبري قائد كتيبة الأسود يونس محمود بحركة رشيقة جداً واضعاً كرته برأسه لتعانق شباك المنتخب السعودي وسط ذهول كل من حضر المباراة لتعلن اعتلاء الأسود منصات التتويج ليصبح بطلا للقارة الصفراء.rnوها نحن اليوم نعيش وضعاً أفضل بكثير مما كنا عليه بالأمس ولاعبونا خرجوا بوفد رسمي من بغداد ليعسكروا في كوريا الجنوبية ثم الى طوكيو ليلاقوا منتخب اليابان على ارضه , فلم اتوقع ان اللاعب العراقي سيبخل على أهله وشعبه وبلده بأدنى جهد سيدخره ويحرم الملايين من الفرحة. rnومعروف عن العراقيين ان ردة فعلهم ازاء منتخب بلادهم كبيرة جدا من خلال تصرفات لا ارادية ، بل عفوية للغاية تعبيرا عن الفرحة العارمة التي تتملك نفوسهم ليحتفل كل العراق من شماله الى جنوبه من دون استثناء حتى وان كان من غير المتابعين للكرة كون القضية تهم البلد وليس قضية كرة قدم .rnاليوم عيوننا ترنو صوب العاصمة اليابانية طوكيو والانفاس محبوسة والقلق يساورنا من باب الحرص فقط لكن توقعاتنا لم تذهب سُدى بإذن الله وثقتنا عالية بأُسود الرافدين أن يصيبوا الكومبيوتر الياباني بفايروس يجعله غير فعال لمدة تسعين دقيقة تشد أعصاب الملايين من العراقيين ليخرج الأُسود من عنق الزجاجة التي وضعوا أنفسهم بها خلال تعادلهم مع منتخبي الاردن وعُمان , فنريدها اليوم عراقية خالصة من خلال زئير الاسود الذي اعتدنا عليه لضمان البقاء على خط التحدي والعبور الى شواطئ ريو دي جانيرو هناك في البرازيل بكل ثقة وأمان.rn
بصمة الحقيقة :يا لها من منازلة كبرى
نشر في: 10 سبتمبر, 2012: 06:55 م