عامر القيسيالمشهد السياسي في البلاد لا يُبشر بخير في أفضل حالات المتفائلين إشراقاً وتجلياً، باستثناء مَن لا يريد أن يرى ولا يسمع ولا يتكلم. وخطورة ما نحن فيه أو الذاهبين اليه لا يتعلق بالوضع الأمني فقط فهناك تدهور كبير في العلاقات السياسية بين توجهات المالكي المتفردة في السلطة والقابضة على مقاليد الأمور
rn وبين الشركاء أو المشاركين أو المشتركين في صفوف المتفرجين أو المعارضين الذين لا حول لهم ولا قوة..والمالكي يسير بخطوات واسعة نحو بناء سلطة دكتاتورية يحاول تغليفها بسليفون الشعارات والمشاركات الهامشية في قرارات يستطيع أبسط مدير عام في دائرة حكومية ان يتخذها.rn وتسير تلك الخلافات باتجاه تعميق الشرخ الاجتماعي بين مكونات الشعب العراقي الذي أنتجته سنوات الاحتراب الطائفي "2005-2007" ويبدو ذلك واضحاً في ردود الافعال على القرارات التي تتخذها السلطة التنفيذية وليس آخرها قرار تشكيل قيادة قوات دجلة الذي سبقه تحريك الجيش الى المناطق المتنازع عليها مع إقليم كردستان، ثم القرار " القضائي" باعدام نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ومدير مكتبه، وكانت سرعة قياسية في اصدار حكم بالاعدام ذلك ان حالات مشابهة لعناصر إرهابية امتدت محاكماتهم سنوات عــدة قبل أن تصدر بحقهم الاحكام، وتواصلا مع ذلك هرولت هيئة المساءلة والعدالة بإصدار قرارات جماعية باجتثاث قضاة وموظفين حكوميين قوبلت بردود أفعال قرأت على اساس طائفي في الوقت نفسه الذي تصدر قرارت باعادة ضباط من الجيش السابق الى الخدمة ولا نعرف ان كان الضباط مشمولين بالاجتثاث أو سيجتثون لاحقاً فضلا عن الصحوة المفاجئة للفضيلة الحكومية في الاعتداء والتجاوز على الحريات العامة والشخصية بطريقة همجية تدعو الى التساؤل عن مبرراتها الحقيقية ودوافعها والقوى الحقيقية التي تقف وراءها إن كانت داخلية أو خارجية!!rnوالأهم من كل ذلك ان المالكي تنصّل من اتفاقية أربيل ويعدّها جزءا من الماضي طارحا بديلا هلاميا غير معروف الطعم واللون والرائحة يسمى "ورقة الاصلاحات " التي لم يطّلع عليها حلفاء المالكي أنفسهم في التحالف الوطني.rnهل يستطيع المالكي ان يُجيب على السؤال المطروح بقوة في الشارع وعند النخب السياسية، بل والقوى الداعمة للمالكي إلى أين تسير البلاد؟rnباستثناء الشعارات التضليلية والكلام الفارغ من المعنى لا يستطيع المالكي ان يجيب على السؤال إلا من هذه الزاوية، زاوية القناعة الشخصية من ان البلاد تسير نحو التقدم وانها نموذج المنطقة في التحولات المختلفة!! طبعا من السهولة قول ذلك لكن من الصعوبة إقناع الآخرين ان هذا الكلام له علاقة بالواقع سواء كان سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا أو على مستوى علاقات العراق الخارجية مع محيطه ومع العالم باستثناء إيران التي تبدو العلاقة معها واضحة المعالم والتوجهات.rnإن مسؤولية حلفاء المالكي في التحالف الوطني وتحديداً التيار الصدري والمجلس الأعلى أكبر من مسؤوليات الآخرين في لجم هذه السياسية وتحويلها باتجاهات العقلانية السياسية والتوافقات مع الشركاء في مصير الوطن واعتبار الجميع في مركب واحد لا يستطيع أحــد ان ينجو اذا ما أطاحت به العواصف والأمواج في أية لحظة!rnومسؤولية الشاكين دائما من سياسات المالكي في العراقية الضائعة الاتجاهات والتحالف الكردستاني النائي بنفسه الى حد ما عن مشكلات التوجهات السياسية للمالكي،هي مسؤولية اتخاذ المواقف الواضحة والمؤثرة والضاغطة وليس المواقف الرجراجة التي لا يُعيرها المالكي بالا، لأنه يعرف حدودها جيدا.. مسؤولية الشعور بأن الوطن في خطر وان التهاون مع سياسات التفرد والاستحواذ والقبضة الحديدية وتعميق ازمة الثقة وتصعيد التوترات السياسية، التي وصلت في بعض مفاصلها الى حــد التصادم " البيشمركة والجيش" نموذجاً ، لن ينجو من شرارها أحد!!rnوالمالكي نفسه ومَن يزمر له أو يدفعه عليهم أن يدركوا ان هذا الطريق هو طريق ضياع التجربة السياسية والوطن معا!!rnrn
كتابة على الحيطان :الوطـن في خطــر
نشر في: 10 سبتمبر, 2012: 07:43 م