ترجمة ابتسام عبد اللهتمتلك أليدا غيفارا عينيّ والدها، ونظرة أصبحت رمزاً في القرن العشرين، وهي ايضاً لها نفس مشاعره تجاه الظلم الاجتماعي، وكانت د.أليدا تشارك (والدها) مع العالم.وفي الوقت الذي لا تضايقها الملصقات والأعلام والصور واللوحات والبلوزات التي تحمل صوره، فإنها وبقية العائلة مستائين من الاستخدام غير اللائق لصورة والدها الشهيرة، والتي التقطها المصور ألبرتو كوردا عام 1960، وتلك الصورة بالذات قد أصبحت الأكثر طباعة في العالم.
((الأمر ليس بسيطاً بالنسبة إلينا))، كما تقول أليدا، مضيفة :"نحن لا نريد احتكار الصورة أو الحصول على المال عبرها، ولكن الأمر يبدو صعباً عند استغلالها في مناسبات غير ملائمة، من الأفضل استخدامها في حالات التعبير عن مقاومة الاضطهاد". وتضيف:"إن هذه الصورة الشهيرة قد استخدمت على مايوه بكيني، ولم نستطع منع ذلك الأمر ولكن أن يوضع شي (الممتنع دائماً عن المسكّرات) على قنينة (فودكا)، فهذا شيء آخر، استدعى منا الدخول في معركة مع تلك الشركة وبمساعدة من المتضامنين مع كوبا في إنكلترا".وفي هذا الشهر ستمر الذكرى الـ 45 على قتل إرنستو (شي غيفارا) المقاتل، الذي ساعد في قيادة الثورة الكوبية وأصبح أيقونة أو رمزاً للثوار، وتمر في هذا العام الذكرى الـ 50 للمقاطعة الاقتصادية التي أعلنتها الولايات المتحدة الأميركية على كوبا، والتي مازالت تؤثر على اقتصادها، والحرب الباردة ما تزال متواصلة. وتنفق أميركا الملايين في الدعاية المضادة (إذاعة وتلفزيون) لكوبا، والكوبيون ما يزالون حتى اليوم المهاجرين الوحيدين الذين تمنح لهم الجنسية الأميركية (آليأ) حال وصولهم إلى أميركا.إن كوبا الدولة النامية تمنح التعليم والعلاج الصحي لكافة مواطنيها، وهي ايضاً تعتقل الصحفيين الذين يقفون ضد النظام، وعلى الرغم من عملية إطلاق سراح جماعية جرت عام 2011، فان السلطات الكوبية لا تتسامح مع أي نقد حول سياسة الحكومة، خارج أطر الآلية الرسمية التي تأسست تحت سيطرة السلطة.و د.أليدا غيفارا، كانت في السابعة من عمرها عندما قتل (شي) في قرية صغيرة (بوليفيا)، من قبل مجموعة من الجنود البوليفيين وعدد من المتنفذين في الـ CIA.وذكريات أليدا عن والدها، تبدو لها كظلال باهتة، وقد تعرفت عليه أكثر عبر قراءة مذكراته وذكريات آخرين عنه، ومن بينهم الرجل الذي تدعوه (عمي) فيديل كاسترو.وتقول:"لقد أخبرها عن قصص جميلة حول والدها، ولكنني لا أسأله الكثير وهو ما يزال يمتلك عواطف جياشة نحوه، ومن الأمثلة. إن خط والدي كان فظيعاً، لا يمكن قراءته بسهولة، ولذلك طلب من والدتي كتابة مذكراته بخطها، وعندما جاء راؤول كاسترو لتسلّم المخطوطة علمت والدتي أن راؤول وفيدل لهما مذكرات ايضاً، ولذلك قالت:"إن كانت هناك أحداث لا تتفق مع مذكراتكما، فعليكما الاحتكام إلى ما كتبه شي، لأنه غير موجود للنقاش معكما".وقد غضب راؤول كثيراً وأجابها قائلاً: "عندما نكون أنا وفيديل احياء، فان شي حيٌّ ايضاً، انه دائماً معنا). وقد بكيا آنذاك.وتقول د.أليدا:"إن لم يكن شي قد مات في بوليفيا، فانه كان سيموت في الأرجنتين من أجل تغيير كل شيء هناك، ولربما ان قارة أميركا الجنوبية كانت ستكون مختلفة اليوم، وكانت والدتي تقول ذلك دائماًً.كان شي غيفارا طالباً في كلية الطب في الأرجنتين، وعندما قام بجولة على (الدراجة البخارية) حول اميركا الجنوبية، تأثر بفقر الناس، وكان ذلك في عام 1952، واهتم بعدئذ بالسياسة، نظرياً ثم عملياً بالسلاح، منضماً إلى الثورة التي أطاحت بالديكتاتور باتيسنا ونظامه.وفي أعقاب تلك الثورة ونجاحها، هاجر الأغنياء والطبقة الوسطى من كوبا إلى فلوريدا ومدينة ميامي بالذات، وحدث صدع إثر ذلك ما بين الأغنياء والفقراء، وتلوم، أليدا، أميركا، مثل والدها، أميركا لذلك. وتضيف: "إن الازمة الاقتصادية شديدة جداً في اميركا اللاتينية اليوم. إنه ليس بسبب النفط، ولكن الولايات المتحدة الأميركية تريد المياه أيضا. إن البرازيل، تبيد كافة الغابات، بحثاً عن الحديد، والمكسيك تحفر الأرض، وتحوله الى مقلب للنفايات، إنهم يدمرون الأرض في هذه المرة).إن النقاد يقولون أن الرجل الشاب (الفوتوجينيك) –الذي تصلح ملامحه للتصوير- والذي كان يرتدي ملابس المعركة كان يكتب الشعر، ملقياً الظلال على قسوة الثورة، ولم يظهر غيفارا أي لوم حول القتل. "لقد كانت الثورة"، تقول ابنته ذلك وتضيف، "بالتأكيد كان من الأفضل عدم سفح الدماء، ولكن ذلك كان من طبيعة الثورة، ان الثورة الحقيقية تتطلب الأخذ بقوة ما يراد. وقد علم والدي انه بانضمامه إليها، يجازف بحياته"."إن والدتي تقول لي باستمرار، إن أحب والدي كما كان، رجل كان عليه أن يفعل ما فعل"."لقد مات دفاعاً عن مبادئه، وحتى اللحظة الأخيرة كان منتمياً للمبادئ التي آمن بها، وهذا ما يثير إعجابي بشخصيته".وتقول ايضاً:"عندما كنت في السادسة من عمري كتب لي رسالة، نصحني فيها أن أكون فتاة طيبة وأساعد والدتي في أعمال المنزل". وغضبت لذلك، لأنه كتب رسالة إلى أخي يقول، انه سيأخذه إلى القمر، أما أخي الآخر فكانت رسالته تتضمن، "إننا سنذهب ونقاتل الامبريالية معاً"، أنا أيضاً كنت أريد الذهاب إلى القمر ومحاربة الامبريالية ايضاً.واليدا هي الابنة الكبرى لأ
أليدا وذكريات مع والدها شي غيفارا
نشر في: 11 سبتمبر, 2012: 06:46 م