اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > جامع النبي يونس ضوء ساطع في سماء الموصل

جامع النبي يونس ضوء ساطع في سماء الموصل

نشر في: 11 سبتمبر, 2012: 07:01 م

 نينوى/ يوسف المحمداوي.. تصوير/ محمود رؤوفمؤهلات محافظة نينوى بالتميز عن بقية المدن العراقية كثيرة، ولا يمكن إحصاؤها أو سردها في تحقيق بسيط، فالمدينة  الثرية بعدد أنبيائها وأوليائها تتميز أيضا بتعدد مساجدها وكنائسها وأديرتها، ولا غلو وأنت تسير في شوارعها أن تشاهد أزياء مختلفة، فهذا مرتديا زيه العربي،
وذاك بلباسه الكردي، وتلك تسير بزيها الايزيدي المتميز بألوانه البراقة، مدينة حباها الله بنعمة التنوع في كل شيء حتى في طبيعتها الجغرافية، تجد الجبال والسهول والهضاب والتلال والمروج والغابات، لذا تجد إنتاجها الزراعي متنوعا ولا تخلو المدينة من أي منتج زراعي، وهذه نعمة كبيرة .rnجوامع ومقامات وكنائسفهناك الجامع النوري أو ما يسمى بالجامع الكبير الذي يشتهر بمنارته الحدباء والتي تلقب الموصل بها أحياناً، وهناك جامع ومرقد عون الدين (ابن الإمام الحسن)، وهو عون الدين بن الأمام الحسن بن الأمام علي بن أبي طالب عليهم السلام. وفيها أيضا الكنائس والأديرة القديمة مثل كاتدرائية الأرثوذكس التي تقع في محلة الخزرج، وتسمى اليوم كاتدرائية الأرثوذكس والتي يعود تاريخها لسنة 1168م وغيرها من الكنائس والأديرة.rnأول مكتبة عرفها العالمهذا العدد الكبير من الكنائس والأديرة والكاتدرائيات إنما هو دليل وشاهد حي على أن الآشوريين هم سكنة العراق الأصليون ولإمبراطوريتهم شأن كبير في التاريخ الإنساني، حيث  يقول الكاتب سعد سعيد الديوه جي في مؤشرات عابرة حول حضارتي الموصل ونينوى:" لقد امتدت الإمبراطورية الآشورية في أوج سعتها من بحر إيجة شمالاً حتى صعيد مصر جنوباً، وأجمع المؤرخون على أن الحضارة الآشورية وعاصمتها العظيمة نينوى مثلت جسراً بين الحضارات التي قبلها كالسومرية والبابلية القديمة والتي جاءت بعدها كالبابلية الحديثة والإغريقية، حيث دلت الشواهد التي تم العثور عليها في مكتبة آشور بانيبال (668-626 ق.م) على ذلك، وهي عن رُقم طينية بلغ عددها أكثر من 25000، باللغات القديمة إلى جانب الآشورية، مما يدل على اهتمامهم بالنقل والترجمة والتأليف.ولقد كانت مكتبة آشور بانيبال أول مكتبة أرشيفية بالمعنى الحرفي للكلمة يعرفها العالم القديم.مركز الديانة الايزيديةوعظمة نينوى الآن تشهد عليها الآية الكريمة الآتية ((وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147) الصافات))، ومدينة بتعداد مئة ألف في تلك الحقبة تعتبر مدينة كبيرة جداً.rnمقامات يونسية عديدةالزائر للموصل لا يمكنه أن يتجاهل أهم وابرز الجوامع في نينوى، ألا وهو جامع النبي يونس ،وهو النبي الذي بعثه الله إلى أهل الموصل كما تذكر الآية القرآنية ((فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ)) (98) (سورة يونس). وهذا دليل على إيمان أهل نينوى بالله قبل مجيء الإسلام لهم في زمن الخليفة عمر بن الخطاب (رض).وعلى واجهة الجامع أو المرقد كتبت الآية القرآنية (وأن يونس لمن المرسلين)، وعلى الرغم مما يؤكده بعض المؤرخين بأنه قبر النبي يونس الذي بعثه الله إلى نينوى لينقذهم من عذاب النار، وقد آمنوا بالفعل، ومنع عنهم العذاب - كما تشير الآية القرآنية - إلا أن بعض المؤرخين ينفون وجود القبر ويقولون انه قبر لنبي آخر وليس ليونس هذا النبي الذي حظي من بين الأنبياء بأكثر القبور والجوامع في أماكن مختلفة من الوطن العربي، فبالإضافة  الى الجامع الذي توجهنا باتجاهه فهناك مقام النبي يونس في مدينة حلحول التابعة لمحافظة الخليل في فلسطين ، ويقع في منطقة مرتفعة أيضا كصاحبنا العراقي حيث يبلغ ارتفاعه (1027)مترا، وكذلك يوجد مرقد له في لبنان وتحديدا في جنوبه، وكذلك يوجد النبي يونس في سوريا بين مدينتي حماه وادلب، وهناك مقام آخر على ضفاف نهر الكوفة ويسمى  أيضا بجامع الحمراء حيث بني هذا الجامع في عهد خلافة الإمام علي(ع)، وهو تخليدا لمقام النبي يونس (ع)، حيث يذكر الرواة أن الحوت ألقاه  في هذا المكان وبقي فيه لحين سفره إلى مدينة الموصل مبعوثا من الله عز وجل، ووافته المنية هناك، ليصبح مزارا كبيرا تزوره جميع الأديان والقوميات.rnقصر الملك اسرحدونيؤكد بعض المواطنين أن تحت هذا المرقد الرائع بكل تفاصيله يوجد قصر كبير للملك الآشوري اسرحدون ويحتوي هذا القصر على تحف نادرة للحضارة الآشورية، وهناك من شاهد تماثيل كبيرة من الثيران المجنحة حين كانت إحدى الفرق الآثارية تقوم بالبحث هناك، وهذا الامر حصل في ثمانينات القرن الماضي، ولقدسية المكان وأهميته عند أهالي الموصل خاصة والعراقيين عامة أمرت السلطات الحكومية بطمر المكان ، وغلق الموضوع تماما ليسدل الستار عن اثر حضاري أنساني مهم وليس عراقياً فقط.حين توجهنا أنا والزميل محمود بمعية الصديق خالد، كانت خشيتنا هي عدم موافقة الحرس وهم أفراد من الجيش العراقي أن نقوم بالتصوير، فقلت لمحمود ان يقوم بالتصوير من داخل السيارة، لكن لسوء الحظ شاهدنا الحرس وأمرنا بالنزول وبالفعل قمنا بالذهاب إليه، فأحدهم وافق على التصوير، والثاني رفض لكون الكاميرا التي يحملها محمود ك

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طقس العراق.. أجواء صحوة وانخفاض في دراجات الحرارة

أسعار صرف الدولار تستقر في بغداد

تنفيذ أوامر قبض بحق موظفين في كهرباء واسط لاختلاسهما مبالغ مالية

إطلاق تطبيق إلكتروني لمتقاعدي العراق

"في 24 ساعة".. حملة كامالا هاريس تجمع 81 مليون دولار

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram