متابعة/ نورا خالداحتفى منتدى نازك الملائكة في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين، يوم أمس الأربعاء، بمنجز القاصة والروائية لطفية الدليمي، تعزيزاً لمساهمة المرأة العراقية المبدعة وترسيخا لدورها ومكانتها في الثقافة العراقية، قدمت للفعالية رئيسة منتدى نازك الملائكة الروائية إيناس البدران التي أشارت إلى أن لطفيّة الدليمي
rn نالت الأستاذية بامتياز، إذ تخرج على يديها الكثير من الكتّاب وعشاق القصة والروائيين، وأرجعت البدران سر جمال وروعة ما تكتب الدليمي إلى أنها على درجة عالية من الثقافة ولم تكتف بموهبتها فقط وإنما عززت هذه الموهبة بالتثقيف الذاتي، وبالمتابعة واهتمامها باللغة الانكليزية، وإنها جامعة بين العمق الميثيولوجي والعمق الحضاري والتاريخ الأدبي العربي في عصره الذهبي وما بين المعاصرة ، وأضافت البدران خلال حديثها عن تجربة لطفية الدليمي: إنها ترجمت العديد من الروايات والمجاميع القصصية إلى اللغة العربية كما أن أعمالها ترجمت للغات عديدة ولم تعتمد على التحديث والتجديد فقط والتقليد وإنما كانت لها تجربتها الخاصة. ابتكرت أسلوبها ولغتها ومفرداتها بفضل وعيها ومتابعتها لكل ما يجري في المحيط المحلي والعالمي.. وختمت بالقول : هذه الرؤيا الإنسانية الواسعة هي التي مكنتها من الكتابة بهذا العمق وبهذه الطريقة التي تركت بصمة واضحة على خارطة الإبداع. rn الناقد شجاع العاني أكد خلال حديثه للمدى أن المحتفى بها تميزت عن غيرها من القاصات، وحتى الذكور من القاصين العراقيين بميزات كثيرة كالجرأة والشعرية ومعالجة موضوعات خاصة بالمرأة وبالمجتمع عموما ، وأشار الى أن روايتها (نساء زحل) ثرية وغنية وهي الرواية الوحيدة التي كانت مكافئة لما حدث قبل وبعد عام 2003 ، وأكثر ما ميزها هو الموضوعية ونقل الواقع بنزاهة وأمانة تامة دون الانحياز لأيديولوجية سياسية معينة، وهذا شيء كبير في ظرفنا ووضعنا السياسي، وأضاف: غاصت في التاريخ لكي تستحضر الأحداث المشابهة من احتلالات وما حدث لبغداد في السابق وكأنها تقارن بين هذه المواقف التاريخية المختلفة فتميزت بالشمولية والواقعية والحيادية والموضوعية التي استخدمتها بالنسبة للأطراف التي كانت جزءاً من الصورة بعد 2003 .rnالأكاديمية د.نادية هناوي حاولت أن تلتقط ثيمات خاصة بالقصة القصيرة عند لطفية الدليمي ووقفت عند مجموعتها القصصية القصيرة (التمثال) وحاولت أن تؤكد مسألتين من خلال حديثها عن سرد لطفية الدليمي، إذ قالت: إن ما يميز السرد عند المحتفى بها هو الشعرية والتي تعني تزاوج السرد بالشعر، والميزة الثانية هي التضادية يعني دور المرأة والآخر، وأضافت : المرأة عند لطفية هي ساردة ومسرودة معا من دون أن يكون هناك انفصال عن الآخر، هي تذكر الرجل وتذكر الآخر، لكنها تحاول ان تركز على المرأة، وأكدت هناوي ان الكثير من النقاد لم يقم بنقد دقيق وعميق على تجربة الدليمي الروائية، وهذا ما يدل على تحيز النقد الذكوري للإبداع الرجالي لذلك احتفاؤنا بها دليل على قوة ومتانة الإبداع النسوي، فهو يستحق النظر والاهتمام رغم عدم اعتراف كثيرين من المثقفين بوجود أدب نسوي ، ولكن اقول : إن النظرية النسوية نظرية قائمة بحد ذاتها تؤصل للسرد النسوي وتضع له آليات وأسس وتقنيات وبالتالي لا نستطيع أن نتجاهل هذا الأمر أو نقلل منه شئنا أم أبينا. rnالقاص والناقد علوان السلمان، وصف الروائية والقاصة لطفية الدليمي rnبأنها عالم منفتح الآفاق، عالم انطلق انطلاقته الأولى مع القصة القصيرة وكان إبداعاً، وأضاف: تحول هذا الإبداع إلى إبداع سردي متمثل بالرواية فقد أنجزت عملا سرديا روائيا رائعا أطلقت عليه (سيدات زحل) الذي يبدأ بتساؤل، أأنا حياة أم من أكون؟ والتي استطاعت من خلاله، ان توثق الاحتلالات التي أصابت العراق ابتداءً من هولاكو حتى الاحتلال الأخير الانكلو أمريكي الذي كان أكثر قسوة مما جاء به هولاكو، كما أكدت خلال روايتها أن الطائفية جاءت نتيجة الاحتلال فلولاه لم نعرف ما الطائفية، وبيّن السلمان أن الدليمي في هذا العمل السردي استطاعت أن تكشف لنا نضالات المرأة العراقية المتضامنة مع نضالات الرجل الذي أصابه ما أصابه وفق تصويراتها الخاصة للشخصيات وأخيرا أقول: إن هذه الرواية تنتمي لأدب المقاومة ضد الاحتلال.rn
لطفية الدليمي ..بصمة واضحة على خارطة الإبداع
نشر في: 12 سبتمبر, 2012: 06:58 م