TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان:البحث عن المصالحة والإصلاحات.."إبرة في تبن"!!

كتابة على الحيطان:البحث عن المصالحة والإصلاحات.."إبرة في تبن"!!

نشر في: 12 سبتمبر, 2012: 07:28 م

 عامر القيسيتعتقد الكثير من القيادات السياسية أن المصالحة الوطنية تعني الانخراط في العملية السياسية وتوزيع المناصب والكراسي وفق استحقاقات انتخابية أو طائفية، وحالما تتم حفلة التوزيع  فان الجميع ارتاح وأراح واستراح، وهو فهم يعبر عن قصور فاضح في فهم المصالحة وآلياتها التي تعتمد أساسا على بناء جسور الثقة
rn بين الكتل السياسية والمكونات الاجتماعية وتطمين المخاوف المشتركة لدى الجميع من الحاضر والمستقبل على قاعدة التسامح والنظر إلى مصلحة الجميع من وجهة نظر مستقبلية تنطلق من الرؤية المشتركة في بناء طراز البيت العراقي ومشاركة الجميع بفعالية في هذا البناء.rnويعتقد التحالف الوطني الحاكم وتحديدا دولة القانون أن الإصلاحات هي عقد مؤتمرات وتنظيم طاولات وتبادل الابتسامات، فيما تحتاج الإصلاحات إلى قرارات جريئة تنفذ على ارض الواقع دون انتظار، فمن الذي سيعترض على إصلاحات يجني ثمارها الجميع.. هل تحتاج قرارات حكومية لمكافحة الفساد المالي والإداري إلى مؤتمرات أو انتظار موافقة الجميع؟ هل تحتاج قرارات حكومية لحماية حقوق الإنسان العراقي وحرياته الشخصية والعامة إلى طاولات مستديرة؟ هل تحتاج قرارات واضحة لتنفيذ الاتفاقات الموقعة بين الأطراف السياسية إلى أوراق إصلاح تتلاقفها الأيدي بسرّية تامة ويجري تعديلها عشرات المرّات في أجواء صفقات سياسية مشبوهة؟ هل يحتاج تطبيق بنود دستورية واضحة إلى تبويس اللحى وتبادل ابتسامات المجاملة؟rnلا تعني المصالحة أن يرمي فصيل من خمسة أفراد أسلحتهم ليعلنوا انخراطهم في العملية السياسية  في صفقات بائسة بعيدة كل البعد عن الجوهر الحقيقي للمصالحة الوطنية، كما لا تحتاج الإصلاحات الى مؤتمرات وطاولات مستديرة ومربعة ودائرية لكي ترى النور بنود لا يعرفها حتى المعنيون بها مباشرة، ناهيك عن المواطن الذي يشبه الأطرش في زفة الفوضى والتهريج السياسية هذه!!rnدعونا نحتكم للواقع.. منذ التغيير اتخمنا بشعارات المصالحة الوطنية ومؤتمراتها داخل العراق وخارجه، والنتيجة أننا بعد تسع سنوات على التغيير ليس في جعبتنا مصالحة ولا هم يحزنون، بل الحقيقة هي تصاعد التوترات الاجتماعية والتباعدات السياسية وعطل شبه تام في بناء الدولة التي ينبغي أن تكون خيمة للجميع وليس خرقا بالية من الشعارات  التي استهلكت نفسها مع رافعيها والمطبلين لها والنتيجة لدينا بكل فخر واعتزاز شبح اسمه دولة منجلها مكسور!rnدعونا نحتكم للواقع.. لنبحث عن الإصلاحات في كومة من التبن منذ أن منحت الوزارات فرصة مائة يوم ذهبية للإصلاح، ولا نتحدث عن زمن الدورة الأولى لولاية المالكي، ذهبت الأيام ونسي الجميع الإصلاحات وبقي المسؤولون على كراسيهم وكأن العملية ذرٌ للرماد في العيون  أو من باب رفع العتب أمام الجماهير التي احتجت في شباط 2011 بعد أن نفضت يدها من الكلام المعسول!!rnليدلنا أصحاب الشعارات ونجوم الفضائيات عن واقع غير الذي ذكرناه وسيكون المواطن شاكرا لهم لكي يرفع عن عينيه الغمامة التي تحجب عنه رؤية الواقع الوردي الذي يراد له أن يسوّق لنا حسب المثل الشعبي " على عينك يا تاجر"!!rnعلى الجميع البحث عن طرق أخرى للإصلاح الحقيقي وللمصالحة الحقيقية لكي لا يراوحوا مكانهم في رحلة عبثية للبحث عن الإصلاح والمصالحة ومثلهم كمثل الباحث عن إبرة في كومة من القش!!rnrn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram