هاشم العقابيعدت ليلة الجمعة متأخرا فوجدت صاحبي نائما. لم أوقظه لأسأله عن أخبار الجزء الثاني من لقاء المالكي الذي كان يفترض أن يبث تلك الليلة على قناة العراقية في برنامج "غير المألوف". قلت لنفسي لأنم الآن و"الصباح رباح". وعندما استيقظت صباح الجمعة وحييت صاحبي بتحية صباحية ردها بأحسن منها، بادرني: أكلك شو ما طلع الحجي البارحة؟ متأكد؟ نعم لأني تابعت "العراقية" منذ العاشرة إلا خمس دقائق حتى لا يفوتني اللقاء، وتعيش.
rnخاف طلع قبل العشرة؟ مستحيل، لان الإعلان عن اللقاء أشار إلى انه سيظهر عند العاشرة وهو الوقت نفسه الذي ظهر به الجزء الأول ليلة الجمعة السابقة.rnظل صاحبي مشغولا بسر عدم ظهور اللقاء وأصر على أن يبقي "رسيفر الستلايت" على العراقية بأمل أن يظهر فيها من يخص اللقاء. وهكذا ظل حتى يوم أمس السبت. وبينما كنت منشغلا بقراءة الصحف على النت صرخ صاحبي متسائلا: بالله ذوله ما يستحون؟ منو؟ العراقية. شبيهم؟ الجماعة جاي يغطون استضافة المالكي بمجلس النواب. مراسلهم في مجلس النواب يؤكد بإصرار على أن الاستضافة طلبها المالكي بنفسه وحسب رغبته، وليس كما يشاع في وسائل الإعلام "المغرضة" بان المجلس هو الذي استضافه. وتعود المذيعة لتكرر ما قاله المراسل لتؤكد أن هذه الاستضافة تمت بطلب من المالكي وليس من أي جهة أخرى. ويعود المراسل يرفع والمذيعة تكبس! ثم صاح:"ولكم شنو قابل الاستضافة بمجلس النواب صارت عار. أليست الاستضافة عرفا يقره الدستور والاستنكاف منها يعني هو الطغيان بعينه؟ ليس طغياننا يا صديقي بل "عفه". و"المتعافي" اشد خطرا على الناس من الطاغية.rnتركت متابعة الصحف وجلست بقرب صاحبي وصرنا معاً نندب حظ عراقنا الذي لا ادري ما هو ذنبه حتى يبتليه الله بهذا الصنف من الحكام. صار احدنا يرفع الهم، هذه المرة، والآخر يكبسه وكأن عدوى العراقية انتقلت لنا.rnوبينما نحن في تلك الحال، التي تغيظ الصديق وتسر العدو، ظهر على الأخبار بأن المالكي يرفض مناقشة الملف الأمني. سمعت؟ سألني صاحبي. بلي سمعت والحاج مصر على مناقشة قانون البنية التحتية فقط. و "العلوية"؟ ما بيها شي وتسلم عليك وإنها تستطيع اليوم طرد وزير إن هي أرادت. اي مو يكولون البنية العلوية تعني الإنسان؟ لا خوية هاي مو عدنا، عد الناس اللي الله منطيهم، وكل "العلاوي" وحتى إياد علاوي بخير، إلا "علاوي الحلة". توقعته أن يضحك ليخلصني ويخلص نفسه من هذا الهم والقرف. لم يضحك، بل سألني: عود ليش ما يقبل الحجي مناقشة الملف الأمني؟ تقصد التفجيرات والكواتم والمفخخات؟ نعم. لا هاي أصلا المالكي لا يجد فيها مخاطر ويعتبر وجودها بالعراق انتصارا له ولشعبنا ولن يسمح بالتراجع عنه. هاي امنيلك؟ !rnسحبته من يده صوب اللابتوب ودخلت موقع رئيس مجلس الوزراء. فتحت الصفحة التي كان يرد بها على أسئلة الإعلاميين عبر موقعه، وقلت له تفضل اقرأ:rnالاسم : محمود المفرجيrnالجهة الإعلامية: وكالة نينا للأنباءrnالسؤال: هل تعتقد أن التفجيرات الأخيرة ستقلل من ثقة الشعب باستقرار الأمن وهل ستؤثر على شعبيتكم مستقبلا؟rnإجابة دولة رئيس الوزراء: ليس للتفجيرات من مخاطر إذا رجعنا إلى ما كان عليه الوضع وان تفجير قنبلة لاصقة أو اغتيال أو جريمة منظمة لا يفقدنا ويفقد الشعب ثقته بالنصر الذي لن نسمح بالتراجع عنه.rnفتح صاحبي عينيه بعد أن ألقى بنظارته جانبا وقال: معقولة؟! معقولة ونص يا صديقي. rnrn
سلاما ياعراق : شو ما طلع الحجي؟
نشر في: 15 سبتمبر, 2012: 07:19 م