بغداد/ المدى الكليات الأهلية "حلحلت " بعض الجمود في روتين القبول عبر الانسيابية والأخطاء التي قد يقترفها الطالب أثناء ملء الاستمارة، فضلا عن حال الارتباك والتأزم الشديد التي تصيب الكثير من الطلبة أثناء تأديتهم امتحانات السادس الإعدادي والتي تؤثر بشكل كبير في معدلاتهم النهائية.
rn كما أخذت هذه الكليات الحمل الثقيل عن الكليات الحكومية بقبولها أعداداً كبيرة من الطلبة ذوي المعدلات المنخفضة. لكنها بالمقابل وضعتنا أمام مشاكل جديدة، منها المصاريف العالية ودراستها وشهادتها التي تحوم حولها "الشبهات"، بالإضافة إلى مشكلة التعيين، حيث أن خريجي الكليات الأهلية نادرا ما يطلبون للعمل في الدوائر الحكومية.rnيشير متخصصون إلى أن التعليم الأهلي في البلاد يفتقر إلى الغطاء القانوني، وان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أكدت وجود بعض الكليات التي منحت شهادات لا تزال غير معترف بها من قبل الوزارة وان بعضها في طريق الاعتراف بها، باعتبار إن هناك شروطا يجب إن تتوفر كالنصاب التعليمي والنصاب التدريسي وأيضا وجود بعض الفقرات التي لم يتم استكمالها من قبل هذه الكليات.rnويعتبر كريم السلامي (تربوي) أن قضية ارتفاع الأقساط الدراسية في هذه الكليات لاسيما التخصصات العلمية مثل الهندسة والصيدلة وطب الأسنان أنها كليات ذات شهادات "ثقيلة " يستطيع المتخرج منها أن يحقق (يسترجع) المبالغ التي أنفقها أثناء الدراسة .rnمن جانبه، يجد الطالب عادل هادي أن أجور الدراسة مكلفة جدا للعوائل ذات الدخل المحدود، وهي ترتفع في كل مرحلة.rnعادل، الطالب في كلية اليرموك - قسم الصيدلة، تكلفه الأجور الدراسية ستة ملايين ونصف المليون دينار سنويا قابلة للزيادة – على حد تعبيره – يصف دراسته بأنها "مشكلة كبيرة" يعاني منها والده شخصيا وهي كذلك بالنسبة للعائلة العراقية أيضاً، وتضيف عبئا جديدا الى أعبائهم اليومية ، وهو يطالب وزارة التعليم العالي بالتدخل لتحديد الأسعار وجعلها مناسبة للطرفين لكي تستمر العملية التربوية بالرقي والتقدم.rnويعتبر سرمد عادل، الطالب في كلية الرافدين، أن الكليات الأهلية تفرض أجورا دراسية مبالغ بها بشكل كبير. وهو يرى أن معظم عمداء الكليات الأهلية يتحكمون بالأقساط التي تطلبها الكلية الأهلية، فبعضها ترفع بنسبة 100% وأخرى بنسب اقل، موضحا ان الأرقام "الفلكية" التي تطلبها الكليات الأهلية تضع العائلة ورب الأسرة في مأزق، فهو من جهة يريد لابنه أن يستمر في الدراسة، ومن جهة أخرى يفكر كيف سيؤمن له قسط الدراسة.rnومن جانب آخر، يؤكد بعض أهالي الطلبة الدارسين في الكليات الأهلية أنهم يواجهون مشكلة حقيقية مع ارتفاع أسعار الأجور في كل عام .rnويقول كامل باقر والد احد الدارسين في كلية المأمون: إن الأجور الدراسية مرتفعة ولا تتناسب مع قدرات العوائل العراقية ، وان ما يزيد الطين بله هو ان الاجور ترتفع سنويا، مشددا على انها كليات "لا تستحق" كل هذه الاموال ، لاسيما انها ضعيفة علميا ومعظم خريجها "أدمغتهم فارغة ." rnالجدير بالذكر، أن الكثير من الكليات الأهلية تفرض زيادة في الأجور الدراسية في كل مرحلة، فالزيادة في كلية المنصور الجامعة في الأقسام الهندسية ترتفع بنسبة 75% ، وزيادة أجور أقساط الأقسام العلمية الأخرى بنسبة 75% أيضا، أما أقساط الأقسام التجارية فتزداد أجورها بنسبة 50.%rn بينما كلية الرافدين الجامعة فتضع نسبة 45% كزيادة في أجور أقساط الأقسام الهندسية، و25% زيادة أجور على أقساط الأقسام العلمية، فضلا عن نسبة 17% زيادة أجور أقساط الأقسام التجارية.rnفي المقابل، يعترف عدد من طلبة الكليات الأهلية بأنهم "غير منتظمين" بالدوام، وعلى الرغم من ذلك ينجحون بشكل سهل جدا .rn) م . س) وهي طالبة في كلية أهلية، أثير حولها الكثير من الجدل، حيث اتهمها البعض بأنها "كازينو" أكثر مما هي "كلية "، كانت قد دفعت الطالبة قسطاً مالياً يصل الى مليوني دينار سنوياً وهي الآن في المرحلة الثانية ، لكنها تعترف صراحة بأنها لم تحضر الكثير من المحاضرات التي يتم استنساخها من قبل المدرسين وتوزيعها على الطلاب، مؤكدة أنها تقوم بدفع القسط وحضور الامتحان النهائي فقط، وبقية الدوام يكون في "الكافتيريا."rnمن جانب آخر، تستغرب الطالبة الاتهامات التي تدور حول الكليات الأهلية، متسائلة إذا كان مشروع الكليات الأهلية غير جيد، فلماذا لا تغلقها وزارة التعليم، التي لا توجه نظرها إلى عمل الكليات الأهلية بالشكل العلمي كما أنها لا تتدخل في الأمور المالية التي تركتها سائبة ومطلقة.rnيعتبر عدد من طلبة الكليات الحكومية أن "الأهلية " تعرقل تقدم التعليم في البلاد لأنها تخرج طلابا بـ"فلوس " وليس بعلمية. ويشير ولاء علي الى ان طلاب الجامعات الأهلية - الأقسام الهندسية - يدرسون تقريباً جميع المواد باللغة العربية.rnولاء، وهو طالب كلية حكومية، يؤكد أن
أصحاب الشهادات الثقيلة يسترجعون أموالهم..ارتفاع أجور الكليات الأهلية..ظاهرة
نشر في: 15 سبتمبر, 2012: 07:28 م