rnياسين طه حافظهو هذا الطريق القديم نمرّرُ فوقه أسماءنا rnونخطّ عليه متاعبنا، كل حلمٍ غدا حطباً كل ريشٍ رمادْ.rnعائدين شيوخاً من الصيد، ذاك الذي لم نصدْهُ،rnوذاك الذي ظل هيكلهُ في اليدينْ.rn
rn قاماتنا الشبحية توغلُ مائلة تتلمّسُ خطاً rnيمرّ على شقّ تيهٍ بوسع ذراع يعجّلُ رحّالة دون أي متاعْ، rnالطريق الذي صلبّتَهُ الخطى الذاهبات أمشي عليهِ rnأُزيدُ صلابتهُ للذين يجيؤون من بعد - ماذا أرى؟!rnليس غير الطيور تحطّ على الشتلات الصغيرةِ، rnفرَّت وما تركت أثراً لتحنَّ rnونحنُ بقينا عواطفنا معنا وعواطفنا القادماتُrnتريدُ إزاحة ما قبلها بجناح يحاولُ ألاّ يغيبَّها!rnالطريقُ يُغيّب ما كان فيه، وما يستمرُّ مشوبٌ. rnواني أُحسُّ بشيء... وراء الكلامْ.rnطيرُها محْرُج الجنحِ لا يستطيع مراوغةً rnوهي صافية الضوء حين يغيبُ التذكّرُ، واضحةٌ في الكلام.rnولكن تظل الحناجرُ مخدوشةً من نبيذٍ قديمٍ، rnأنا احزن حين أرى وجهَها حائراً في التقاطعِ، rnأنهي الكلامَ وأمسكَ في كفّها...، rnهكذا الحب في غير موسمهِ.rnغصُنٌ خبَّأ خضرتهُ في الحطامْ.rnوبقايا التواريخ تخرج للشمس ما بين حين وحينْ...rnفتوقَّ العثار بفاجعةٍ! هي خضرتُنا ابتعدتْ rnوالطيور تواصل رحلتها كمصابيحَ مطفأةٍ وكأنْ لا تعودْ.rnوأرى بشراً يزحفون على وجعٍ. rnغادروا صامتين بأسمالهم:rnذلك الجمرُ هذا الرمادْ.rnكل وقتٍ له زرعهُ اليانعُ، للهفوات جمالٌ rn"هي الهفوات، قالت، واخفت على، ربما أسفِ، وجهَها.rnكل فاصلة رغبةٌ وانكسارٌ. هو الحزنُ حزنٌ rnوتلك الطيور استدارت لتكمل دورتها، rnربما انتبهت للمكيدة، حطّتْ على جدولٍ. rnترتوي قبل أن تلتقي بالنهايةِ- rnيا لعذوبة باردها السلسبيلْ rnأيّة امرأةٍ كل شيء بها كاملٌ، كل شيءٍ جميل!rnذلك آخرُ ما زوّدَتْهُ الحياةُ الضنينة للعابرينَ، rnوهمُ يرحلون فرادى ليجتمعوا فوق ذاك الفراغ البعيدِ rnوكل على وجهه صخرةٌ تستضيف تواريخَهُrnوتقدم لله خاتمةً تشتكيهٍ، rnفهل أحدٌ سيُعير انتباهاً إلى صخرةٍ بين تلك الصخورْ؟rnجدول تتماوج أفراحُ فضتِهِ معنا إذ نسيرْ rnربما ليودّعنا، ربما هو بعض المحبة فيه على حزننا، rnربما ليرى حدَّ ذاك اليباسِ rnويعرف آخر جذر يرفُّ إلى قطرةٍ بقيتْ-rnأتذكُّر آخر قبلاتها القاتلات عذوبتُها - rnتتراجع موجاتهُ، حين نوغل، مكسورةً بالرياح rnمهدَّدةً بالصخور النشاز ومنكسرين نرى كلَّ آتٍ يغيبْ:rnالشجيرات والماء والأسَلُ الطالع والعزَّلُ المتعبون...rnهو هذا الطريق الذي سلكتْهُ البساتينُ- rnحبُّك بستاننا الغائب أينع في غير موسمِهِ rnوسيسلكهُ يوم تهجرنا الشمسُ إلى ابدٍ.. rnوأنا الآن اسقط قشرا يبيساً عليهِ، rnالتراب يغيّرُ وجهي ويأكل ما يتساقطُrnكلُّ الطيور اختفت. rnقامتي وحدها في الطريق وحبُّكِ أوقفني فجأة:rn"لن تغيبَ! فبستاننا أطلع أزهاره كلَّها rnوهو هذا اللقاءُ rnالذي ظلَّ يرسمه اللهُ وأكملهُ فجأةً والتقينا بلا موعدٍ...".rnالطريق التوى يلتوي، التوى يلتوي rnابيضاً صلَّبتْهُ الخطى وأنا اتساقط لحماً وخطوا rnانا والقصائد والحب والرغبات.rnذلك الطيرُ يلقط حبَّتَهُ rnوأنا الآن وحدي على دكةٍ حجرٍ ألقط الحبّة بيضاءَ- rnيلتقط الحبّةَ الشيخُ ويمسكُ منضدةً rnلا تردُ انكسارَ محبتّه ودماراً مخيفاً على روحِهِ. rnوقد امتلأ الآن حُبّاً وحزناً:rnيراها المُضيئةَ تجتاز كلَّ القماماتِ كي تصل الوردةَ،rnلا وردةٌ في الخرائب. غربتُها توجع الروحَ.rnيرنو لها من بعيد ويخجل حين تعودُ rnوقد غيّب الدربْ رونقَها والدلالْ – rn"لطخةٌ في قميصكِ.... يقطع جملتهُ! rnما يزال على صمته، الكلماتُ مثقَّبةٌ تتساقط منها أماناتُه، rnالكونُ متّسخٌ حوله. rnلا يفارقه وجهُ تلك التي أشعلتْ نارَها، rnبعثرَتْ في الطريق حقائقَهُ، rnهو ما بين لوعتها وانهيار الكلام المهذّب في عثرةٍ،rnأرجفت سِلْكَ إصغائِه ورأى في الكلام شروخاً تدثّرها:rnقصصُ الحبّ ناقصةٌrnذلك حزن الحياة الذي لا يكفُّ، rnحزنُ كل الذين أحبوا وغابوا على عطشٍ. rnكلُّ من اذكرُ اليومَ ميتْ.rnما تزال البساتين مكتظّةً في اليمين ومكتظَةً في اليسارْ rnوأنا في الممرّ الذي صلَّبتْهُ الخطى- rnالحبُّ أطلع أفراحَهُ كلَّها. rnوهي لي قدّمتْ روحَها، فأنا لست ذاك الذي قبل هذا النهارِ، rnولكنها ندبْةٌ كل
أوَراقَ الحــــــبُّ فـــــي غيــــــر مـــوسمـــــِهِ؟
نشر في: 15 سبتمبر, 2012: 07:31 م