TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > قرطاس:قرعة

قرطاس:قرعة

نشر في: 15 سبتمبر, 2012: 07:37 م

 أحمد عبد الحسين جلسة مجلس النواب أمس لم تكن للتصويت على رواتبهم أو مخصصات حماياتهم أو لشراء سيارات مصفحة لهم ولأبنائهم، ومع ذلك كان الحضور لافتاً. حضر 250  نائباً، وهو عدد يمثل رقماً قياسياً في جلسة ليس للسادة النواب فيها مصلحة شخصية ضيقة.
rnعوّدنا السادة ممثلو الشعب أن يملأوا مقاعد البرلمان في الجلسات التي تناقش شؤونهم الخاصة، المتعلقة بالمال والامتيازات حصراً، لكنهم أمس جعلوها بيضة الديك وحضروا زرافاتٍ ليشهدوا جلسة استضافوا فيها رئيس الوزراء لمناقشة قانون البنى التحتية.rnكان حضور المالكي مباركاً بدلالة قدرته على إيقاظ النائمين وتنبيه الغافلين وجمع المتنافرين واستدعاء المسافرين وتنشيط المتكاسلين وتحريض المتخاذلين، فجمعهم دولته في المبنى الذي اشتاقت مقاعده إليهم.rnسبب حضور النواب واضح، فهم بين عدوّ للمالكي ومناصر له، أعداؤه كانوا حريصين على الحضور ليحرجوه بأسئلتهم أو على الأقل ليروه محرجاً بأسئلة زملاء لهم، وهذه فرجة لا تفوّت، أما أعوان المالكي ومناصروه فأتوا بكامل عددهم وعدتهم ليذبّوا عنه ويصدّوا أسئلة المغرضين وانتقاد الحاقدين.rnوأحسب أن تجييشاً من قبل رؤساء الكتل سبق حضور هذا الحشد المبارك.rnنائب من أهل الله قال للمدى "نحن نتمنى أن يحضر المالكي كل جلسات البرلمان لتكون أكثر تشويقاً ولنرى زملاء لنا لم نرهم منذ شهور عدة" !rnوبرغم فرحنا بهذا الحضور العددي، إلا أن البرلمان يأبى إلا أن ينغص علينا هذه الفرحة، فحين أعلن عن بدء تسلم المداخلات والأسئلة الموجهة للمالكي، قررت رئاسة البرلمان أن تضع أسماء النواب الراغبين بالتداخل في وعاء ويتم سحب قرعة لانتخاب من يتكلم ممن لا يسعفه الحظّ بتوجيه سؤال لرئيس وزرائه.rnغريب هذا الإجراء وغير عادل ولا يحقق معايير الشفافية (نعم .. السيد إبراهيم الجعفريّ كان حاضراً)، ورغم أن فيه عودة إلى مبدأ فقهي ينص على أن "القرعة عند كلّ أمر مشكل"، ونحن نعرف أن أغلب الحاضرين كانوا متفقهين، لكنْ كان يمكن تقديم أهل الاختصاص في الموضوع الذي عقد الاجتماع من أجله. وكان يمكن أن يصار إلى عقد جلستين لإغناء الموضوع، وكان يمكن أن يمدد وقت الاستضافة. كلّ هذه الحلول ممكنة وهي أفضل من مشهد ذكّرنا بقرعة الدور العراقي "التي حدثت بالمصادفة في نفس وقت جلسة مجلس النواب".rnيبدو أن كلّ مقدراتنا بيد السيد المالكي الآن، حتى رؤية نوابنا وعودتهم من مصائفهم شرقاً وغرباً مرهونة بحضوره اجتماعاتهم. ولو كنت مكان السيد النجيفي لاتفقت مع المالكي ـ مادامت علاقتهما جيدة الآن ـ أن يستضاف رئيس الوزراء أسبوعياً لإعادة الحياة إلى برلمان لم يعد يثق فيه أحد بعد أن هجره ساكنوه.rn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram