هاشم العقابيأفضل ما قرأته في الصحافة الأجنبية، عن مقطع اليوتيوب الذي أساء لشخص الرسول الكريم، كان عمودا للكاتب الأمريكي ليونارد بيتس نشره في "أبردين نيوز" تحت عنوان "السلوك صبياني والنتائج قاتلة". وبيتس كاتب وبروفيسور جامعي وروائي يعده النقاد واحدا من أكثر كتاب الأعمدة بصيرة ورصانة بأمريكا. أهم ما جاء عليه بيتس هو انه لم يسمع بالفيلم لو لا ما جرى للسفارة الأمريكية بليبيا. وانه مقتنع بأنه لولا ردود الفعل الجامعة
rnالتي اجتاحت الدول العربية لظل هذا الفيلم التافه نسيا منسيا. وبعد أن يؤكد على أن "الفيلم" لم يكلف إنتاجه أكثر من 40 دولارا وليس 5 ملايين كما يشاع، يقول "نعم انه أساء للمسلمين والسينما والذكاء".rnوالإساءة للذكاء هي إهانة للعقل. وامتهان العقل عند الإنسان الغربي، إن كنتم تعلمون أو لا، اشد وطأة عليه من امتهان كرامته. خرجت من مشاهدتي لفيلم "براءة المسلمين" أن منتجه استهدف عقول المسلمين قبل أن يستهدف منزلة الرسول المقدسة في نفوسهم. وللأسف قد نجح.rnإن أكبر ثغرة في عقول العرب والمسلمين تسمح للآخر بالنفاذ منها هي الازدواجية. فأغلب المسلمين يرون انه يجوز للمسلم ما لا يجوز لغيره، وكأنهم لا شعوريا يتصرفون وفق نظام نفسي لمفهومي الحلال والحرام مختلف عن مفهوميهما الشرعيين. هذا النظام النفسي المزدوج يصبح أكثر وضوحا في جانبي القتل والإساءة للمقدسات، مما هو عليه في جوانب العبادات والأكل والشرب والنكاح وغيرها. rnففي القتل، كانت الإحصاءات تشير إلى أن طالبان، في أيام حكمهم لأفغانستان، قد قتلوا الألوف من الأطفال. لم نسمع بتظاهرة احتجاجية واحدة في البلدان الإسلامية تستنكر ذلك. لكن لو سمع المسلمون أن أجنبيا (مسيحيا) قتل طفلا مسلما واحدا فسيشمرون فورا عن سيوفهم وسواعدهم ولحاهم. لماذا؟ لأن قتل المسلم من قبل المسلم حلال، لكنه حرام لو جاء من غير المسلم. وهل أحتاج أن أذكّر كيف أن العرب والمسلمين "النشامى" لم نسمع منهم إدانة تذكر لجرائم صدام المليونية بحق العراقيين من ذبح وتعذيب وتهجير. لكنهم قلبوا الدنيا ولم يقعدوها حين أجرم الأمريكان بحق السجناء في أبي غريب! والأسئلة تطول.rnأما من ناحية الإساءة لرسول الله الكريم، فها أنا أعطيكم رابطا في نهاية العمود يظهر رجلا افنديا يدافع عن أخلاق الرسول وشيخا يعتمر العمامة يرفض ذلك. يقول الأفندي للشيخ حاشا أن يقبل رسول الله بسب الناس أو إهانتهم والشيخ ينفي ذلك. ويصر الأفندي على أن الرسول على خلق عظيم، بحسب القرآن، وان الحديث الذي جاء في بعض الكتب وينص على أن الرسول قال "من تعزى بعزاء الجاهلية فأعِضّوه بهنّ أبيه ولا تكنوا" حديث ملفق. يرد المعمم: كلا، انه ليس ملفقا وان أي مسلم يفتخر بأبيه أو قومه يجب أن نوبخه ونقول له "اعضض ذكر أبيك". وهذا يعني، لو أن عراقيا قال أفتخر بأني عراقي أو أني ابن سومر أو بابل علينا أن نعضضه "هنّ" أبيه، وبلهجتنا العراقية، بحسب ما ينسبه الشيخ، عن "أئمته"، لرسول الله. هذا "الفيلم" موجود أيضا على اليوتيوب منذ زمن ولم يحرك المسلمون "الغيارى" فهل سيسكتون لو أن "نصرانيا" قال ذلك عن رسول الله أو صور الحادثة سينمائيا؟ rnطبعا لا، لأن الإساءة إن أتت للرسول من شيخ مسلم فهي في عرف "الشيوخ"، حلال.rnالرابط:rnاضغط هنا لمشاهدة الرابط rn rn
سلاما ياعراق :"براءة المسلمين" بين الحلال والحرام
نشر في: 16 سبتمبر, 2012: 08:23 م