اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > "ثــــورة العشريـــن" تحــــت مجهــــر مـــــؤرِّخ محتـــــرف

"ثــــورة العشريـــن" تحــــت مجهــــر مـــــؤرِّخ محتـــــرف

نشر في: 17 سبتمبر, 2012: 06:24 م

لندن/ عدنان حسين أحمدنظّمت مؤسسة الحوار الإنساني بلندن ندوة ثقافية بعنوان "ثورة العشرين" تحدَّث فيها الدكتور عبّاس كاظم، الباحث المتخصص في حقل الدراسات الشرق أوسطية عن "ثورة العشرين" ودورها في استعادة العراق من الاحتلال الأجنبي الذي امتدّ منذ عام 1258 وحتى نهاية فترة الاحتلال البريطاني. 
rnأشار الشاعر فوزي كريم الذي تبنّى تقديم المُحاضِر والتعريف بسيرته الذاتية والإبداعية إلى أن الدكتور عبّاس كاظم قد أنجزَ كتاباً مهماً عن "ثورة العشرين" أسماه "استعادة العراق: وتأسيس الدولة العراقية الحديثة" وسوف يرى النور في شهر نوفمبر القادم من هذا العام. استهل الدكتور عبّاس حديثه قائلاً بأنّ فكرة هذا الكتاب قد التمعت في ذهنه بينما كان منغمساً في قراءة مذكّرات السيد محسن أبو طبيخ، الذي يُعد واحداً من أبرز قادة ثورة العشرين. وحينما قطع الباحث شوطاً طويلاً في هذا البحث شعر في قرارة نفسه بأنه لن يخدم أبو طبيخ في هذا الكتاب الذي قد يأخذ طابع السيرة الذاتية، فلقد كان الرجل مهتماً بقضية أكبر من تاريخه الشخصي، وهي بالتحديد تأريخ ثورة العشرين وما تعرّضت له من تشويهات خطيرة. أشار الدكتور عبّاس إلى أن هذا التعديل قد كلّفه المزيد من الوقت والجهد الفكري، فقد اضطر لحذف "30" ألف كلمة من أصل البحث المؤلف من "70" ألف كلمة، كما أضاف إلى متنِه "20" ألف كلمة أخرى لكي يستقيم البحث وتتضح أفكاره ووجهات نظره الأساسية، وقد استغرقه هذا الكتاب نحو ست سنوات متتاليات في البحث، والتنقيب، ومقارنة الروايات، وتحليل الوثائق التي وقعت بين يديه بعد جهود مضنية. أوضح المُحاضر بأن هدفه ليس تقديم سردٍ جديد لثورة العشرين، لأن أحداث الثورة باتت معروفة للجميع تقريباً، لكن أهمية الكتاب ورسالته الضمنية تكمن في إثارة أسئلة أكبر وأبعد من ثورة العشرين ذاتها، أسئلة تتناول تأريخ العراق، وكيفية تأسيسه؟ أسئلة من قبيل: مَنْ كتب التاريخ؟ وكيف كُتِب؟ ولماذا كُتِب؟ وما هي الأسباب التي جعلتنا نحصل على هذه الأنواع المختلفة من التواريخ؟ ذكر المُحاضِر أن هذه التواريخ المتعددة لا تقتصر على العراق فقط، وإنما على الكثير من بلدان العالم، وعلّل ذلك بوجود التواريخ الرسمية، والتواريخ المقبولة، والتواريخ المنبوذة، ولم يستثنِ البلدان المتطورة من هذه التواريخ المتعددة مثل الولايات المتحدة الأميركية وغيرها من البلدان المتقدمة جداً. وأوضحَ بأنه شخصياً ليس مختلفاً عن الباحثين الآخرين، ولكنه ينظر إلى ثورة العشرين كحدث تاريخي يستحق البحث العميق والدراسة المطوّلة. يعتقد الدكتور عباس أنّ سردية ثورة العشرين قد اعتمدت على مصدرين أساسيين، الأول: المصادر الإنكليزية التي كتبها البريطانيون الذين ساهموا في احتلال العراق وإدارته في تلك الحقبة، والثاني: هو تأريخ الحكومات العراقية المتعاقبة بعد ثورة العشرين، وكانت هذه الحكومات غالباً ما تقدِّم روايات تنفي الروايات السابقة لكي تكون ثورة العشرين مصدراً لشرعية الناس الجُدد الذين يتسنمون سُدة الحكم. ولعل الشيء الطريف الذي أورده الباحث بأنه حتى الناس الذين لم يشتركوا في الثورة، وكانوا خارج العراق في حينه، حاولوا أن يلفقوا لأنفسهم أدواراً معينة فيها، مثل الإيحاء للعراقيين بالثورة وكأنّ العامل أو الفلاح العراقي لا يتوفر على الوعي الكافي الذي يدفعه للثورة والخلاص من براثن المُحتل. وذكر الباحث بأنّ غالبية الضباط الذين جاءوا مع الملك فيصل هم الذين تبنّوا موضوع الإيحاء بالثورة لأنهم واعون، ومثقفون، كما يدّعون طبعاً، ويعرفون مصلحة البلد أكثر من القبائل العراقية البسيطة التي وصموها بمحدودية التفكير، بينما يكشف واقع الحال أن الهدف من هذه الادعاءات هو الاستحواذ على معظم الوظائف العسكرية والمدنية في الدولة العراقية. لم يقتصر هذا التكييف لثورة العشرين على العهد الملكي فقط، وإنما شمل كل الحكومات العراقية المتعاقبة، فحينما جاء ثوّار 1958 كتبوا تأريخاً جمهورياً لثورة العشرين، وحينما جاء البعثيون جيّروا الثورة لمصلحتهم أيضاً، والأغرب من ذلك أنّ العهد الجديد لم ينأَ بنفسه عن هذه الثورة العظيمة، وحتى تاريخ انسحاب القطعات الأميركية المحتلة كان في نفس اليوم الذي انطلقت فيه ثورة العشرين، لكن الأميركيين قدّموا الموعد يومين لأسباب أمنية. إذاً، لم تسلم ثورة العشرين من الحذف والإضافة والإقصاء والتحريف والاستحواذ في كل العهود، وأكثر من ذلك فقد انتقلت، ليس من مجموعة إلى أخرى، أو من الريف إلى المدينة، وإنما نُقلت جغرافياً من موطنها الحقيقي الذي فُجرّت فيه إلى أبي غريب، وعشائر زوبع، وشيخ ضاري، ثم تبيّن لاحقاً بأن شيخ ضاري كان خال عبد السلام وعبد الرحمن عارف، فلا غرابة أن يكتب عنه عزيز الحجية وعبد الحميد العلوجي كتاباً لافتاً في عنوانه الطويل بأنّ "الشيخ ضاري شيخ عشيرة زوبع وقاتل لجمن الضابط البريطاني الخ" مع أنّ محامي الدفاع قد أسسوا دفاعهم على أنّ الشيخ ضاري كان صديقاً للإنكليز، وأنّ المسألة شخصية تتعلّق بشرفه العشائري. لم يكتف النظام البعثي السابق بسرقة الثورة، وإنما ساهم في تشويهها. وقد أورد الدكتور عبّاس فلم "ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طقس العراق.. أجواء صحوة وانخفاض في دراجات الحرارة

أسعار صرف الدولار تستقر في بغداد

تنفيذ أوامر قبض بحق موظفين في كهرباء واسط لاختلاسهما مبالغ مالية

إطلاق تطبيق إلكتروني لمتقاعدي العراق

"في 24 ساعة".. حملة كامالا هاريس تجمع 81 مليون دولار

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram