هاشم العقابينشرت صحيفة "الديلي ميل" اللندنية تقريرا قبل يومين، حول الفيلم المسيء للرسول، ظهرت فيه، لأول مرة، صورة صانع الفيلم، نيكولا باسيلي نيكولا، وهو يبتسم بجنب بطلته آنا جورجي. عرفت من التقرير ان نيكولا صاحب سوابق وظف خبرته الطويلة بالاحتيال ليركب الفلم برأس الممثلة المسكينة. تعترف جورجي بانها وقعت ضحية لعبة تمثيل دور مع زير نساء اسمه جورج وليس محمدا كما تغير في الدبلجة. كان أجرها اليومي 75 دولارا فقط!
rn لم يُبق الرعب والخوف من القتل لهذه الممثلة المخدوعة غير البكاء وندب حظها التعس وسذاجتها، بحسب قولها.rn أنهيت قراءة التقرير فلعب الفأر في عبي. الفأر بدأ بسؤال صار ينبش في زواغير ذاكرتي عن الافلام التي ركبها الساسة السابقون واللاحقون برأسنا نحن العراقيين مثلما ركب نيكولا فلمه برأس جورجي. بدأ الفأر أولا بنبش الذاكرة الطويلة الأمد، كما يسميها علماء النفس. تذكرت كيف ان البعثيين في بداية ولايتهم الثانية لحكم العراق، أشاعوا ان نظام حافظ أسد قد أرسل جواسيس لتفجير ضريح الإمام العباس فتم إعدامهم. واختيار ضريح "أبو الفضل" لم يكن اعتباطيا. فالعراقيون قد تجد فيهم من يكذب حتى لو حلف بالله والرسول واغلب آل البيت، لكنه لا يمكن ان يكذب لو حلف بالعباس. فتصوروا كيف ينظرون لمن يفجر مرقده الشريف. قال حسن الشيوعي، الشهير بهذا اللقب بين شباب قطاع 10 بمدينة الثورة، يوم سمع الخبر: خوش فلم.rnوهذه يقولها العراقي حين يشعر بان احدهم يضحك عليه او "يبلفه" عن طريق تأليف حكاية او رواية لتحقيق غاية ما. واذا بالغ صاحب "الفيلم" يقولون له: "خوش فلم هندي". وهذه قالها، أيضا، حسن الشيوعي عن فيلم "الأيام الطويلة" يوم كنا جلوسا في مقهى "ابو علي" بقطاع 13. صاح به ابو علي: حسن اكعد راحة. تؤمر ابو علي وفد دومنة وجايين بلكي نسترزق.rnقفلت على الذاكرة الطويلة الأمد وفتحت نافذة القصيرة هذه المرة بسؤال:من المستفيد حقا من الفيلم المسيء للنبي؟ برزت صورة بشار الأسد أمامي كما برز الثعلب يوما. ولك يصير سويتها مثل ما سووها ربعنا بأبوك وهيّجت العالم مثل ما هيّجهم صدام بسالفة تفجير العباس؟ ليش لا؟ فما حدث للسفارة الأمريكية بليبيا قد يجعلها "تتعظ" ولا تتدخل لتخلص عربيا من طاغية. أضف لحادث ليبيا نحن العراقيين الذين "كبلك (بامريكا) شسوينا" بعد ان خلصتنا من صدام. والله لو كنت أمريكيا، لأشعل أبو اوباما اذا خسر فلسا أو ضحى بجندي واحد لتخليص مظلوم من ظالمه بعد الذي صار. ولمن يظن اني اتهم سوريا بأنها "حاكت الفلم" هاكم قول الشاعرة السورية لينا الطيبي لجريدة "الأهرام" القاهرية والتي تشترك في تظاهرة إضراب عن الطعام أمام مبنى الجامعة العربية ضمن ست مبدعات سوريات:"اجزم بلا ادني تشكك ان النظام السوري يقف خلف حملة فيديو الرسول، فهو المستفيد الوحيد الذي يرسل للعالم رسالة: تريدون سقوط الأنظمة؟ تفضلوا القاعدة على صحن من ذهب".rnأما الفأر، فما زال يلعب حتى جرني لفيلم "صولة البنى التحية" الذي هو طبعة جديدة لفيلم "صولة الفرسان" الذي اثمر عن ان "المُصال" عليه قد عين الذي "صال" رئيسا للحكومة. الفأر اللعين يقول لي: ان "الصولات" ليست "خوش فيلم" فقط، بل ستصبح مسلسلا سينمائيا ان أضفنا لها فيلم "صولة قرض الكهرباء" الذي سبق الانتخابات البرلمانية الأخيرة. rnأينك يا حسن الشيوعي؟ ليتك تأتي وتكمل العمود مكاني، فلقد أتعبني هذا الفأر المشاغب يا رجل. rn
سلاما ياعراق :لعب الفأر بعبّي
نشر في: 17 سبتمبر, 2012: 06:31 م