TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث :الإبراهيمي يغادر مثقلاً بالفشل

في الحدث :الإبراهيمي يغادر مثقلاً بالفشل

نشر في: 17 سبتمبر, 2012: 07:12 م

 حازم مبيضين لم نكن ننتظر من المبعوث الأممي إلى سوريا لخضر الإبراهيمي, بعد زيارته لدمشق, التي استمرت أربعة أيام, التقى خلالها العديد من المسؤولين السوريين, بمن فيهم الرئيس بشار الأسد, وعقد محادثات مع بعض المعارضين, دون أن يلتقيهم, ورغم قوله لاحقاً إنه استمع لرأي ووجهات نظر الجميع, بشأن الوضع والخروج من هذه الأزمة, والوصول لمفهوم للتعامل معها، نقول اننا ومعنا الكثير, لم نكن ننتظر أن يتمكن هذا الدبلوماسي المخضرم من التقدم 
rnولو خطوة واحدة إلى الأمام, لأنه كما قال يواصل البحث عن وسيلة سياسية, لبدء التحرك نحو تحقيق طموح الشعب السوري, غير أنه لم يؤشر مطلقاً إلى طبيعة هذا الطموح.rnقبل أن يقول شيئاً مفيداً, ينوي الإبراهيمي العودة إلى الأمم المتحدة, للقاء عدد من رؤساء العالم والوفود المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبعدها سيقوم بجولة مطولة في الدول المجاورة لسوريا, وخصوصاً ذات النفوذ, للتباحث بشأن الأزمة السورية, واستعراض وجهة نظرها بشأن التطورات فيها, وهو يقوم بذلك  محملاً بتوقع المنشقين عن الجيش النظامي بفشله أسوة بمن سبقه, وذلك بعد مباحثاتهم معه, واكتشافهم أنه لا يحمل معه خطة لوضع حد للنزاع المستمر منذ أكثر من 18 شهراً, وهو ما كان أكده بعد لقائه الرئيس السوري, وإشارته إلى أنه سيعمل على وضعها, بعد الاستماع إلى الأطراف الداخلية والإقليمية والدولية.rnمع تحرك المبعوث الدولي المتسم بالتردد, تتحرك دمشق على أكثر من صعيد, فهي من ناحية تسعى لتعظيم انجازاتها العسكرية, بغض النظر عن الخسائر, وتتهم في الوقت عينه جارتها التركية بالسماح لآلاف الإرهابيين, المنتمين إلى تنظيم القاعدة والوهابيين, بالتسلل إلى أراضيها ليمارسوا جرائمهم بقتل السوريين الأبرياء, وتفجير ممتلكاتهم ونشر الفوضى والخراب, وهي تشتكيها إلى مجلس الأمن الدولي, معتبرة ذلك انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وقواعد حسن الجوار.rnيتزامن ذلك كله مع تطور لافت, يتمثل في كشف قائد الحرس الثوري الإيراني, أن أفراداً من الحرس يقدمون دعماً, وصفه بغير العسكري للقوات النظامية السورية , وأنهم مجرد مستشارين, لكنه في الوقت عينه هدد بأن بلاده قد تتدخل عسكرياً, إذا تعرض أقرب حلفائها لهجوم, ويعني ذلك مع الاتهامات السورية لتركيا أن الأزمة دخلت طوراً جديداً, وانتقلت من كونها داخلية الى أزمة إقليمية بكل المقاييس,  ويعني ذلك أيضاً تزايد احتمالات انتقالها إلى أزمة دولية, يدفع ثمن اندلاع شرارتها الشعب السوري أولاً, وشعوب المنطقة بشكل أو بآخر.rnقلنا وقال كثيرون إن جولات الابراهيمي, لن تزيد عن كونها سياحة, ما لم يكن مسلحاً بموقف دولي متماسك, ومتوافق على خطوات الحل المطلوب, وهو ما لم يتوفر حتى الآن, والواضح أن الطبخة التي يتولاها الاميركيون والروس لم تنضج بعد, وأن المساومات بين الطرفين مستمرة, دون التفات إلى شلال الدم المتواصل التدفق في المدن السورية, والزيارة الأولى له إلى دمشق تؤكد ما ذهبنا إليه, والمطلوب منه اليوم كي لايسجل نقطة سوداء في سجل عمله الدبلوماسي أن لايعود إلى عاصمة الأمويين, دون قرار دولي واضح ومتماسك ومتفق عليه, يرسم طريق الخروج من الأزمة.rn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram