هاشم العقابياعتادت الدائرة الإعلامية في مجلس النواب ان تبث علينا جلسات المجلس على الهواء بعد ان تخفي منها ما ترانا لا نستحق مشاهدته. لا تكتفي بذلك بل وتخفي اسم المتحدث فلا تكتب اسمه تحت صورته على الشاشة. اعتقد ان الدائرة الإعلامية ترى أن نوابنا نجوم لا يحتاجون الى تعريف بأسمائهم وأسماء الكتل التي ينتمون اليها. وهل يحتاج عبد الحليم حافظ وداخل حسن الى من يعرفهما؟ صارت مسؤولية العراقي وواجبه الوطني ان يكشف هوية النائب المتحدث،
rn مثلما عليه ان يكشف الإرهابيين. انها مسؤوليته وليست مسؤولية الحكومة كما يروج بعض الصحفيين "العملاء"، الذين "يضحكون" على الشعب ويوهموه بان الأمن من أولى مهمات الدولة. rnولكي أؤدي "واجبي الوطني" توصلت لطريقة تمكنني من معرفة انتماءات أعضاء الكتل من خلال التمعن في سحنة وجوههم. بت، بسهولة، أميّز التابع لدولة القانون عن التابع للتحالف الكردستاني او القائمة العراقية. لكن أسهلهم علي، من ناحية التشخيص، هم اعضاء دولة القانون. باختصار شديد صرت كلما وجدت وجه عضو او عضوة مكفهرا يتلفت ذات اليمين وذات الشمال وكأنه يبحث عن شيء، كأن يكون كأس عرق او ناد اجتماعي ليحطّمه ويصب عليه جام غيظه او غضبه، اقول انه، او انها، من دولة القانون. لا اذكر مرة واحدة اني أخطأت في التشخيص. وهل يخفى القمر؟rnأهم ما يميز أعضاء دولة القانون ويعد ماركة مسجلة لهم هو انهم جميعا من خريجي "مدرسة التقطيب". وان كان التقطيب، لغة، يخص العينين والحاجبين فانه، سياسيا، عند جماعة دولة القانون يشمل اعضاء جسدية أخرى. ففيهم من يقطب زاويتي فمه جانبا عندما يتحدث مثل النائب حسين الشهرستاني. ومنهم من يقطب شفته العليا كما عند سامي العسكري. ومنهم من يقطب الشفتين معا، مع بسمرة العليا عند الوسط قليلا، كالنائبة حنان الفتلاوي. ومنهم عنده التقطيب دوائر متحركة تتنقل بين العينين والشفتين والحاجبين والصدغين وأرنبتي الأنف، مثل عزة الشابندر. وبعضهم لا يكتفي بتقطيب عينيه وحاجبيه بل حتى لسانه وصولا الى "دكمة" سترته كما يفعل كمال الساعدي. وبعضهم، كالقاضي محمود الحسن، يجيد تقطيب فروة رأسه بحركات تتناغم هارمونيا وايقاعات خديّه فتحرك مخيلته "الدينية" ليؤلف آيات قرآنية من عنده. ينصبها وفق قواعده التقطيبية رغم انها مرفوعة طبقا للقواعد النحوية، كقوله يوما: "العدلَ أساسَ الملك .. صدق الله العلي العظيم". rnوهناك من ينفرد بأعضاء يجيد وحده تقطيبها مثل تقطيب علي الشلاه لأذنيه عندما يتحدث بحماس شديد. وهذه بدت واضحة جدا عندما قطع عملية التصويت على أعضاء مفوضية الانتخابات يوم الاثنين الفائت بحجة ان لديه نقطة نظام. لم تكن نقطة نظام بل حزن واستنكار وغضب لان احد أعضاء المجلس قد جرح بتفجير بوابة الخضراء "النموذجية". لا ادري لماذا لم يسأله رئيس المجلس عن الفقرة القانونية لنقطة نظامه مثلما يفعلها دائما مع غيره. اكتفى فقط بما معناه: شدعوة يمعود؟ تره اتصلنا بحبيب الطرفي وجرحه مجرد خدش بسيط.rnلم "يورّش" الشلاه أذنيه ولا "تطعّجت" جبهته، ذات العلامة الفارقة، بتلك الطريقة وهو يسمع بان قتلى العراقيين المسجلين رسميا اكثر من 10 الاف قتيل، من اليوم الذي اصبح به نائبا الى اليوم. انه مثل حكاية "ابو حنّاية" الذي حدثتكم عنه يوما ولا مجال لاعادة الحديث هنا. فان كان لديكم وقت فابحثوا عن حكايته لعلكم تضحكون. وكفاكم الله وايانا شر كل قطوب قمطرير.rn
سلاما ياعراق :التقطيب عند "دولة القانون"
نشر في: 18 سبتمبر, 2012: 08:58 م