اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > ابن بابل والإشراق السينمائي

ابن بابل والإشراق السينمائي

نشر في: 19 سبتمبر, 2012: 06:39 م

سعد ناجي علوانيجتهد العديد من المهتمين بالفن السابع وعبر تجاربهم الشخصية، إعادة بعض التوازن للحياة الفنية وفرض مكانة السينما العراقية، ودور الفن بشكل عام بعدما لم يتصف تغيير (2003) إلا بعدم الاكتراث لكل ما يدرج تحت طائلة الفن.
rnوقد ظهر هذا الإهمال بخلو التشكيلات الإدارية المركزية والمحلية للحكومة، من أي مفصل لرعاية الفن والثقافة والعمل على تنميتهما، لتبقى حالات المشاركة الحكومية محاولات خجولة ومبتسرة. مما أرغم الفنان على البحث عن التمويل الخارجي لمشاريعه مع ما للأمر من سلبيات تقارب ايجابياته إن لم تتفوق عليها، مثل الخضوع والتقرب إلى ومن التصورات الأجنبية والبعيدة بالتأكيد عن التصور الأصلي للعمل الفني.rnأعتمد فيلم (ابن بابل) على حكاية تميزت بحزمة شحنات عاطفيه تؤطرها المأساة، تبدأ بعد ثلاثة أسابيع من سقوط نظام الطاغية، برحلة الجدة (أم إبراهيم) (شهرزادة حسين) وحفيدها (أحمد)، (ياسر طالب) من الشمال إلى مدينة الناصرية في جنوب العراق للبحث عن ابنها (إبراهيم) المفقود منذ حرب الخليج (1991) وأخبرت بأنه في سجون مدينة الناصرية، ليصل الفيلم خلال ذلك الى التقرب من تحولات الوجع العراقي، والخوف الذي صار سمة تشاطر الفرد وعيه وحيثيات يومه بالكامل.rnلكن هذه الثيمة العميقة جداً قدمت بطريقة خلت من العمق والشروط الجمالية والفكرة مكتفية بالخطابية والسطحية، وكأن السيد (محمد الدراجي) مخرج الفيلم، غريب عما يحدث، فلم يتمكن من التعامل مع ذلك الوجع كما يستحق، واكتفى منه بصورة النواح ووثائقه المقابر الجماعية. كما لم تنفعه مشاركته في كتابة السيناريو إلى جانب (مثال غازي وجنيفر نورج) هل بتنا عاجزين حقاً عن كتابة وجعنا...؟!!rnوالأغرب أن يصر المخرج الدراجي وهو مصور الفيلم أيضاً على إظهار الرتابة في المجتمع والمفاصل الجغرافية الرثة، فكثيراً ما تنقلب كاميرته ترصد الأوساخ والنفايات في الشوارع و(الكراجات المحلية) والسؤال لماذا، ألا توجد زوايا وطرق أخرى أجمل وأفضل لإظهار الألم والوجع كما هو دونما حاجة لهذه الرثاثة، فالجمال يرافق جميع المفاهيم.rnوأبعد قليلاً سنجد التصاغر من قبل الفيلم وصانعه لأجل غاية ساذجة وخاطئة، فلا يجوز أن يظهر الجندي (موسى) (بشير الماجد) شخصية مهزوزة يتذلل للسيدة (أم إبراهيم) طالباً الصفح عما فعله كجندي، وثانية نسأل لماذا؟ فهل كان الطاغية يفرق في ظلمة بين مذهب أو دين أو قومية، وما هو الغرض من جلد الذات؟ وترى من يملك المغفرة؟ ومنذ البدء أخطأ الفيلم كثيراً عندما شخص قومه أبطاله، ولو أظهرهم عراقيون فقط دون تشخيص  القومية، لأتسع البعد الإنساني للشخص وللفيلم.rnتنتهي رحلة (أم إبراهيم) بالفشل ولا تعثر على أي شيء يشير إلى حياة ابنها أو موته، وكأنه لم يخلق... ألم يتكرر الفعل مع الآلاف من الضحايا، ذهبوا ولم يحصلوا حتى على شاهدة قبر (مثل أخي الأكبر).rnفالمقابر الجماعية عنوان كبير لتسلط واستبداد السلطة الغاشمة وليس أرشيفاًَ منظماً لضحاياها.rnوفي طريق العودة، أمام جنائن بابل وفرح حفيدها (أحمد) برؤيتها وتحقق وعد جدته له، تموت الجدة (أم إبراهيم) هل هناك شيء تعود إليه، وعلى (أحمد) أن يعود لدياره بوعيه الجديد (يفترض أن يكون هذا المفهوم جزءاً من الرحلة ثيمة الفيلم).rnساعد الإنتاج المشترك للفيلم (عدة دول) في الحصول على مساحة إعلانية كبيرة ومشاركات دولية ورشح وفاز بالعديد من الجوائز. وبالطبع طغى التعامل الإنساني والسياسي عند تقسيمه للفيلم، وتفضيله لاستهجان الظلم والطغيان في بلد قدر له أن يكون او يقدم كأنموذج للديمقراطية الجديدة في العالم.rnولكن هل كان ذهاب الجدة (أم إبراهيم) و(أحمد) والجندي (موسى) إلى آثار بيت (النبي إبراهيم) عليه السلام في الناصرية، لغاية فنية (لم يحدث ذلك) أم أنها دعاية استشراقية لاسيما وأن المكان على خلاف خارطة الفيلم الجغرافية.rnجميل ورائع أن تعود السينما العراقية إلى مصاف الفن السابع في العالم ولكن علينا أن نتعامل بصدق وبجدية لمنحها صفتها الخاصة كسينما عراقية تتحدث عن أحلامنا وآمالنا كما يليق بها.rn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طقس العراق.. أجواء صحوة وانخفاض في دراجات الحرارة

أسعار صرف الدولار تستقر في بغداد

تنفيذ أوامر قبض بحق موظفين في كهرباء واسط لاختلاسهما مبالغ مالية

إطلاق تطبيق إلكتروني لمتقاعدي العراق

"في 24 ساعة".. حملة كامالا هاريس تجمع 81 مليون دولار

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram