TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق :جناجة .. الله الله

سلاما ياعراق :جناجة .. الله الله

نشر في: 19 سبتمبر, 2012: 06:52 م

 هاشم العقابيأبعدتني أحداث صولات قواتنا "الباسلة" و"انتصاراتها الباهرة" على النوادي الاجتماعية والثقافية، عن الكتابة عما حدث لي في الليلة التي ظهر فيها الجزء الأول من لقاء المالكي مع قناة العراقية في "غير المألوف". واليوم أقسمت ان اكتب عما جرى، خاصة وان الجزء الثاني منه سيعرض مساء، لذا قررت ان اقاوم كل الإغراءات التي تبعدني عن تناوله. داهمني خبر حملة محو آثار شارع ابو نؤاس وتحويله
rn الى "صبّة" كونكريتية. ما كفّاهم الصبّات تارسه الشوارع، هسه صاروا يحولون الشوارع الى صبّات. قلت لنفسي اذا كانت الهجمة على النوادي زلزالا فهذه توابعه بدأت بمعاقبة ابو نؤاس. وكيف لا يعاقبونه وهو القائل: rnدع المساجد للعباد تسكنها وقف على دكة الخمّار واسقيناrnثم طالعني خبر هجوم "مغاوير" امانة العاصمة مع "مغاوير" الأمن "الباسلة"، ايضا، على شارع المتنبي. وقلت لنفسي مرة أخرى: ليش ما يهجمون، فان كان ابو نؤاس من جماعة النوادي فالمتنبي كافر عاص مدع للنبوة. أو ليس هو القائل:rnأي محل أرتقي؟ "أي عظيم أتقي؟rnوكل ما قد خلق الله وما لم يخلقrnمحتقر في همتي  كشعرة في مفرقيrnصرت لا استبعد ان نشهد زحفا "مقدسا" لرفع تمثال الرصافي القريب من المتنبي، لا بسبب كتاب كتبه، بل بدعوى أن التمثال "لابس سترة بدون دكم". لكن هيهات. لن يثنني ذلك كله عن الكتابة حول ليلة اللقاء.rnكان المالكي يتكلم، او بصراحة، يتغنى بأمجاد قريته التي ولد وعاش فيها ردحا من الزمن. فهمت منه بان دخولها كان عصيا على صدام الذي دخل الكويت في ليلة وضحاها، صامدة كصمود "ليننغراد" بوجه هتلر. ليس هذا ما استوقفني بل اسم القرية. كان الحاج يلفظ الاسم بسرعة فصعب علي التقاطه. تصورت اولا انه "اجاجا"، من قوله تعالى "لو نشاء جعلناه اجاجا" اي مالحا. وظننت انها تشبه اول قرية تعين بها والدي معلما في ناحية جصان التابعة للكوت اذ كان ماؤها مالحا. لكني وجدت الحسبة لا تضبط. بحثت عن "اجاجا" على الجوجل فظهرت لي اغنية "اجاجا" الهندية. سمعتها فذكرتني بايام الصبا وليلة عرسي التي تمت ولم أبلغ الثامنة عشرة بعد. في تلك الليلة لم يسمح والدي الشيخ ناصر بالغناء بل سمح فقط بالقاء القصائد. فالغناء عند الشيخ حرام كما تعلمون. كان من بين الحاضرين صديقي الروحي المندائي صالح مهدي حبيب بصحبة أخواله حليم وسلام وفارس. والأخير كنا نسميه "فيليم"، ولا اعرف معنى الاسم. كان هذا يجيد الهندية كلاما وغناء. وفي لحظة اختفى والدي عن المشهد، فاغتنمها فارس، الذي كان "امشيّت" وغنى "اجاجا". هو غنى من هنا وشباب الثورة هدوا بالرقص الهندي المضبوط من هناك. سمع الوالد فثار علينا. وهرب فارس ومن معه راكضين وفارس يصيح "اجاجا". كان يقصد بان الشيخ "اجه". هذا الصابئي الجميل يجيد الحسجة والنكتة معا.rnاندمجت مع الاغنية فتخيلت نفسي بذلك العمر ناسيا اني في الستين. ومن دون شعور نهضت لأقلد حركات شامي كابور. ومع اول حركة شكّل ظهري فانطبحت أرضا، وتعال يا من يجيبلي صاحبي. وبعد نصف ساعة وصل. صاح: ها خوية؟ طحت يا ابو يوسف. رويت له الحكاية كلها. ولأنه من الحلة قال لي انها "جناجة" القرية التابعة لطويريج.rnبقيت ممدا وهو يضحك وانا اغني له، بالهندي طبعا: جناجة .. الله الله .. مهو بياري ترا .. أوه جناجة . آه جناجة .. او جنا.....rn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram