 دهوك/ عبد الخالق سلطان انتقد ناشط مدني في محافظة دهوك أداء منظمات المجتمع المدني العاملة في إقليم كردستان وصف دورها بالسلبي وأنها " مستسلمة للسلطة"وبين تيلي صالح مدير منظمة نوشين لدمقرطة الأسرة في المحاضرة التي نظمت له من قبل البيت الثقافي العراقي في دهوك للحديث عن دور منظمات المجتمع المدني في إقليم كردستان أن العلاقة بين منظمات المجتمع المدني و السلطة علاقة سلبية لأنها غير متوازنة موضحا بالقول " المنظمات لم تستطع أن تستفيد من حاجة السلطة إليها ولم تستغل غزل السلطات لها في تحقيق مبادئها وأهدافها"
rn rnوبين صالح أن هنالك عددا كبيرا من المنظمات المدنية التي تعمل في إقليم كردستان ،مشيرا إلى أن "هنالك تشابها وتكرارا في عمل هذه المنظمات ، فهنالك العديد من المنظمات التي تعمل في مجال المرأة أو الطفل أو حقوق الإنسان، فيمكن لهذه المنظمات أن تتحد أو تعمل  معاً " وقال " نحن لا نحتاج إلى هذا العدد الكبير من المنظمات لأننا لانعاني  هذا الكم الهائل من المشاكل سواء الاجتماعية أو الفكرية أو الإنسانية "وأوضح تيلي أن هنالك مؤسسات غير حكومية أخرى تعمل داخل المجتمع مثل المراكزالثقافية والاتحادات والنقابات المهنية والجمعيات ،فهذه أيضا تعد من مؤسسات المجتمع المدني مما يزيد من عددها على حساب نوعيتها"rnوحول الصعوبات التي تواجه عمل هذه المنظمات يقول تيلي " كلها بدون استثناء تعاني   أزمة في الكوادر المتخصصة والكفوءة ،فلدينا قلة الموارد المالية ،فعددها الزائد يقلل من فرص حصولها على موارد مالية سواء من الحكومة أو من جهات مانحة عالمية " موضحا أن هذه النقطة تؤثر سلبا على أداء عمل منظمات المجتمع المدني "  نشاطاتها تكون ضعيفة وقليلة وكمية وليست نوعية فظهر لديهم ما يمكن تسميته بالنشاط من أجل النشاط"مدير مركز تنمية الشباب بيار عبدالله الذي حضر جانبا من هذه الندوة قال " هنالك الكثير من المنظمات الوهمية التي ليس لها تأثير يذكر على الواقع والمجتمع وإذا ما رصدنا المنظمات الفعالة فان عددها الفعلي لا يتجاوز السبعين منظمة على مستوى إقليم  كردسان "rnزكي صالح من البيت الثقافي العراقي قال " منظمات المجتمع المدني في الدول الأوروبية تمارس دورا خطيرا وهي بالفعل أصبحت نوعا من الضغط والتهديد للسلطات هنالك ،فهي تكشف كل الملفات المتعلقة بالفساد الإداري والمالي وتحاول تطوير المجتمع عن طريق نشر الثقافة الديمقراطية ومبادئ المجتمع المدني الحديث"rnمن جهته أوضح الناشط في مجال المجتمع المدني بيار اميدي أن عدد المنظمات المدنية المتزايد في الإقليم أدى إلى فقدانها مصداقيتها أمام المجتمع " غالبيتها تفتقر إلى الخبرة أو عدم تخصصها في مجال محدد ،فهنالك منظمات من المفترض أن تهتم بالأطفال إلا أننا نجدها تهتم بشرائح أخرى أو قضايا بعيدة من اختصاصها ،وهذا ما جعلها تفقد مصداقيتها داخل المجتمع"rnوبحسب الإحصائيات الرسمية فان عددها قد تجاوز حاليا (1280) منظمة مدنية تعمل في مجالات الحياة المختلفة ومعظمها تتسلم منحا مالية  شهريا من حكومة الإقليم لتنفيذ نشاطاتها.rnوقد بدأت منظمات المجتمع المدني بالعمل في إقليم كردستان منذ العام 1991 بمجيء المنظمات الإنسانية العالمية لكن تجربة المنظمات المحلية بدأت بعد سقوط النظام البعثي في العام 2003 وتطور الوضع يوما بعد يوم ،إذ يتواجد في إقليم كردستان حوالي (1280) منظمة من منظمات المجتمع المدني غير الحكومية حاليا .هذه المنظمات تعمل في مجالات شتى مثل حقوق الإنسان وحقوق المرأة والطفل والتنمية الديمقراطية ونشر مبادئ السلام والتسامح بين الأطياف والقوميات المختلقة المتواجدة في العراق.rn