TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن:المالكي والتجربة الموريتانية

العمود الثامن:المالكي والتجربة الموريتانية

نشر في: 21 سبتمبر, 2012: 09:46 م

 علي حسينمن يقرأ الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام يوم امس، عن أوامر اصدرها القائد العام للقوات المسلحة بتقديم خبرات العراق في مجال مكافحة الارهاب الى الشقيقة موريتانيا، سيكتشف حتما ان الوضع في العراق برغم القتامة والخراب.. ومعارك داحس والغبراء بين المالكي وعلاوي.. والتضييق على حريات الناس، برغم ذلك كله، فان بعض المسؤولين والساسة يعمدون مشكورين على ترطيب الاجواء واشاعة روح النكتة والطرافة. ربما نختلف او نتفق مع السيد رئيس الوزراء، لكن علينا ونحن نقرأ  هذه "اللفتة" الامنية ان نؤمن بان الرجل تعرض من جانبنا الى ظلم كبير، حين تركناه وحده يدفع باتجاه ان يُصدر العراق تجربته الامنية الناجحة
rn الى بلدان العالم، فيما نحن نقلب في دفاتر الحكومة، عسى ان نعثر لها على اخطاء ارتكبت سهوا كغياب الخدمات، وضياع المليارات، وازمة الكهرباء والتعليم والصحة.. وهي اخطاء بسيطة اذا ما قورنت بحجم الانجازات الكبيرة التي تحققت في مجال الامن، مما دفع دولة بحجم وامكانات موريتانيا ان تهرع، لتطلب النجدة من اشاوس قواتنا الامنية. rnولاننا شعب ناكر للجميل فقد فرحنا وهللنا قبل ايام، حين سمعنا ان رئيس الوزراء مستعد ان يذهب للبرلمان لمناقشة الوضع الامني المتردي ومناقشة الخروقات الامنية التي حدثت مؤخرا، فضلا عن الفساد المالي والاداري في المؤسسات الامنية، فقد تبين ان ما نشر في وسائل الاعلام عن الوضع الامني، انما كان القصد منه ما يجري في موريتانيا.. لأن الصحف ووسائل الاعلام المغرضة تريد النيل من حجم التطور الهائل الذي حدث في البلاد فسعت عامدة الى وضع اسم العراق بدلا من موريتانيا. rnولاننا شعب طيب، فعلينا ان نصدق ما قاله المالكي، فنحن نعيش في بلد ضرب رقما قياسيا في قادته الامنيين فلدينا والحمد لله  80 ضابطا برتبة فريق وأكثر من 200 برتبة  لواء.  rnسيحاول البعض الاصطياد بالماء العكر، ويقول ان هؤلاء الضباط لهم سجل حافل في الملف الأمني، بل وسيصر المشاغبون من امثالنا على القول إن العديد من هؤلاء الضباط كانوا جزءا من منظومة أطلق عليها "جماعة كل شيء تحت السيطرة" فيما العبوات الناسفة وكواتم الصوت والمفخخات تطارد العراقيين في المدن والقرى والأقضية.  rn وانا أتابع كوميديا التصريحات التي يتحفنا بها العديد من المسؤولين، لم أجد غير سؤال واحد  طرحتُه منذ عدة أشهر، وما زلت ابحث عن اجابته: لماذا يتصرف البعض معنا وكأننا شعب خارج من الكهوف؟ لماذا يريد المالكي ومن معه فرض عالمهم الوهمي علينا، فيستبلدون ملفات مهمة مثل الإصلاح السياسي والخدمات والفساد، برحلة الى موريتانيا لنثبت لهم اننا نعيش ازهى عصور الاستقرار؟ rnلم تفاجئني  تصريحات المالكي هذه المرة،  فالرجل يتخلى عن الموضوعية حين يكون الحديث عن الحكومة، فهو يعتقد أن غالبية الشعب يحبون الحكومة وإنجازاتها العملاقة ويفضلونها على حكومات بلدان عجزت عن خدمة شعوبها مثلما فعلت حكومتنا الرشيدة وخصوصا خلال حملة المئة يوم المباركة. rnلا أدرى عن أية خبرات امنية  يتحدث رئيس الوزراء، هل هي صولات القاعدة التي تحاصر الناس بين اسبوع واخر، ام كاتم الصوت الذي يتجول حرا طليقا منذ سنين،أم فتح ابواب السجون امام عتاة الارهابيين؟ ولا أعرف إذا كان السيد المالكي يسأل نفسه: لماذا نتوسل أمريكا لمساعدتنا في معالجة الملف الامني إذا كنا نعيش عصر الانتصارات الحكومية؟ وما معنى هذا العدد الهائل من السيطرات وقطع الطرق وتحصين المنطقة الخضراء وحفر الخنادق حولها، اذا كنا حقا قد دحرنا الارهاب ورقصنا على جثته؟ وما معنى أن نخصص للامن ربع ميزانية البلاد  في الوقت الذي  تحرم الأرامل والأيتام من الفتات، ولماذا يرى السيد القائد العام للقوات المسلحة انجازات امنية لا يراها ملايين العراقيين؟  rnالسيد المالكي المسؤولية تعني مصارحة الناس بالحقيقة، والسياسة هي بناء التجربة الإنسانية في إدارة المجتمعات بصدق وشفافية.rnللاسف اننا نعيش اليوم مع ساسة ومسؤولين يرفعون شعار "السياسة هي فن الكذب" ويستخدمون ادوات السياسة لإلغاء السياسة نفسها.. يستخدمون  الديمقراطية سلمًا لكي يمنعوها عن الناس.  rnساسة يعيشون أوهام غادرتها الحكومات المتحضرة منذ زمان.rn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram