بغداد/ المدى لم يكن يدرك العشريني محمود ليث أن علاقته بزميلته في الجامعة، وبعد مضي ثلاثة أعوام على بدئها، ستنتهي بهذه الطريقة، فبعد محاولات عديدة مع أهله كي يخطبوا له الفتاة، حين كان في السنة الدراسية الثانية، ورفضهم ذلك، بسبب صغر سنه، تخرج من الجامعة، ليدخل سوق العمل، ثم ليجد أنه ما عاد يريد الارتباط بتلك الفتاة.
rn "لا أعلم ما الذي حدث غير أنني كنت متأكدا أني كنت أحبها في فترة الجامعة، لكن بعد تخرج كلينا، لم نعد نشعر بتلك المشاعر القديمة على الإطلاق، ولا أدري ما السبب، على الرغم من أننا كنا نعيش قصة حب كبيرة، خلال الثلاث سنوات الأخيرة".rnوحال محمد لا يختلف عن حال كثير من طلاب الجامعات الشباب والفتيات، إذ يعيشون قصص حب مختلفة، قلة منها تنتهي بالزواج، وأغلبها يؤول إلى الفشل، بسبب عوامل وأسباب مختلفة، أهمها في رأي المتخصصين، يعود إلى عدم القدرة على تحمل المسؤولية، فضلا عن المرحلة العمرية، والمستقبل المجهول.rnتختلف العلاقات الجامعية من حيث الشكل والمضمون وتتنوع أشكالها ومضامينها، فنرى جزءاً منها ينتهي "نهايات سعيدة"، والجزء الأكبر منها ينتهي نهايات حزينة أو غير مرضية! ولا يبقى منها سوى الذكريات..!! لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو ما رأي الطلاب والطالبات بعلاقات الحب في الجامعة؟ وهل فعلا أن اغلب هذه العلاقات هي خالية من المصداقية؟rnأمل، هي واحدة من كثيرات ارتبطن بعلاقة حب طويلة في المرحلة الجامعية، غير أنه، وبعد تخرجها، أصبح مصير العلاقة مجهولا، والسبب في ذلك يعود إلى عدم قدرتها ورفض أهلها لانتظار الشاب سنوات أكثر حتى يستطيع تكوين نفسه وتحمل المسؤولية، الأمر الذي دعا أمل إلى الزواج بعد ستة أشهر من تخرجها.rnوتقول "الآن وبعد مضي 4 أعوام على زواجي، أدركت ما فعلته، ونصيحة أهلي كانت هي التصرف الصحيح، على الرغم من أني حينها كنت أرى أن الموت عندي أهون من الزواج بشاب غيره"، مؤكدة أن الفتاة، في ذلك العمر، يكون منظورها إلى الأمور مختلفا كثيرا، فهي لا تكون على مستوى النضج الذي يجعلها تتخذ القرار الصحيح في حياتها.rnأما هدى في المرحلة الرابعة، ترمي باللوم على الشباب، فتقول: لا اعتقد أبداً بوجود علاقات حب خالصة في الجامعة وكل ما هو موجود علاقات مؤقتة، قد يكون سببها يتعلق بالبيئة الاجتماعية التي يخرج منها هذا الشاب، أو الكبت الذي كان يعانيه خلال فترة المراهقة وعدم وجود علاقات سابقة مع الجنس الآخر، فعندما يأتون إلى الجامعة ويجدون أعداداً كبيرة من البنات أمامهم، أول ما يفعلونه وقبل الدراسة هو محاولة تفريغ هذا الكبت، وأكثر ما نعاني ذلك هو خلال السنوات الثلاث الأولى، لكن يخف هذا الأمر لدى طلاب السنة الرابعة نتيجة التجارب المتعددة وزيادة الوعي والانفتاح لديهم.‏rnوأقول لك نادراً جداً ما تنتهي علاقة حب حدثت في الجامعة بالزواج، الأغلبية لا تستمر علاقاتهم على الرغم من أنها تبدو عميقة وكبيرة.rnأما منار طالبة في كلية العلوم فتقول: إن "التعامل اليومي بين الجنسين يمنح كل منهما إمكانية معرفة الآخر عن قرب"، وربما يكتشف احدهم في ما بعد أنه "أمام شخص يتمناه ويحلم به"، مشيرة إلى أن ذلك قد يدفع العلاقة إلى التطور من الحب ثم الزواج.rnومن هنا نستنتج ان علاقات الحب الجامعية لا تتحدد نتائجها بسهولة و ذلك بسبب الاختلاف في النوايا بين الطلاب و الطالبات فمنهم من يسد فراغا عاطفيا فقط و منهم من يود الارتباط الحقيقي بشريكة عمره التي يختارها بعيدا عن اختيارات الاهل التقليدية .rnوفي هذا الشأن، يرى اختصاصي علم الاجتماع حسين الخزاعي أن العلاقات في الجامعة تعتمد نسبة نجاحها على مدى مسؤولية الطرفين في الحفاظ على هذه العلاقة، فالحب من دون مسؤولية ليس حبا، وإنما هو نوع من أنواع التعلق، وما يجمع الطلاب هو المكان الذي يعد أرضية خصبة لبناء العلاقات.rnويضيف أن مصير العلاقة يحدده كثير من الأمور، وأهمها القدرة المادية على الزواج، لافتاً إلى أن الحب الناجح هو "الحب المشروط"، الذي يكون مبنيا من الأساس على المسؤولية، غير أن النجاح يكون قليلا جراء "العامل البيولوجي، الذي يقف حاجزا وهو يمثل عائقا اجتماعيا، كما أن الابن في المرحلة الجامعية، يكون معالا، وعندما يتخرج قد لا يكون مستعداً ليصبح معيلا، فهل تستطيع الفتاة انتظاره حتى يكون نفسه؟".rnويذهب الخزاعي إلى أن هناك من يعتبر العلاقة الجامعية مرحلة انتقالية فقط، وبعدها ينتهي كل شيء، والسبب في ذلك هو المكان الذي انتهى دوره، وكذلك المستقبل المجهول، وتدني الفرص الوظيفية، وهي كلها أمور تؤثر في إيجابية العلاقة، مشيرا إلى أنه ومن أجل نجاح العلاقة، ينبغي أن تكون هناك تضحية من قبل الطرفين، لكن، وفي ظل الظروف الحالية، "لم تعد الفتاة تضحي".rnويرى الخزاعي، في ظل ما سبق، أنه "لا داعي لربط الطرفين بعضهما ببعض، بوعود كاذبة، خصوصا في حال عدم تحقق عوامل النجاح لها".rnمن جهته يرى اختصاصي علم النفس جمال الخطيب أن هنالك الكثير من العلاقات العاطفية داخل الجامعة تلقى النجاح، مشيرا إلى أنه لا يمكن التعميم على فشلها أو نجاحها
العلاقات الجامعية بين الطلاب.. النهايات السعيدة "نادرة"
نشر في: 22 سبتمبر, 2012: 06:58 م