اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > مناهج التعليم وسياسات الصراع

مناهج التعليم وسياسات الصراع

نشر في: 22 سبتمبر, 2012: 07:12 م

(1 ـ 3)يحيى الكبيسيثمة شعور عام بأن المناهج الدراسية في العراق تعاني من إشكاليات بنيوية حادة  تضعف أو تقيد قدراتها في إعداد طلبة يواكبون التطور الحاصل في العالم، أو يتمتعون بقدرات و مؤهلات تعليمية عالية. قد يكون هذا حال عموم المنطقة، لكن الوضع العراقي يبدو أكثر حدة وتعقيدا، لاسيما أن الدراسات المتعلقة بالمناهج الدراسية في العراق
rn ظلت شبه ممنوعة، تقتصر على طرائق التدريس أو الاستيعاب دون أن تجرؤ على الدخول إلى تحليل فلسفة هذه المناهج وما تعكسه من سياسات تعليمية. وعلى الرغم من أن موضوع المناهج الدراسية كان حاضرا طوال السنوات التي أعقبت احتلال العراق في العام 2003 في العديد من ورشات العمل والمؤتمرات، بمشاركة أساسية لمنظمات دولية، على رأسها اليونسكو، إلا أن هذا الجهد لم يفض إلى دراسة حقيقية لواقع المناهج الدراسية، تحديدا في مجال العلوم الاجتماعية التي تشكل المعضلة الأكبر.rnلقد قام التعليم في العراق منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في العام 1921 على فكرة مركزية تتمثل في ضرورة أن يكون التعليم عاملا في توحيد العراقيين ثقافيا، ولكن بسبب من طبيعة الدولة الناشئة حينها، من حيث انتماءات النخب السياسية فيها، والتوجهات الإيديولوجية للقائمين على إستراتيجيات التعليم، انتهينا إلى محاولة فرض تأويل أحادي في ما يتعلق بأكثر الموضوعات حساسية، ألا وهي مناهج التعليم الديني، ثم اعتماد مدونة محددة في ما يخص مناهج التاريخ القديم والحديث، فضلا عما يرتبط بهذين الموضوعين ضمن مناهج التعليم الأخرى. وهكذا، بدلا من سياسات التعليم الهادفة إلى الوحدة، كانت المناهج تكرس الاختلاف، وتعزز الانقسام، وتغرس الإحساس بالتهميش مع خطاب الدولة/السلطة ذي التوجهات الإيديولوجية. وما يرتبط بذلك من عدم وجود للرأي الآخر. لقد بنيت المناهج على أساس هوية الدولة السنية، مع محاولات تجاوز الخلافات ذات الطبيعة الإثنية والمذهبية ما أمكن ذلك. ولكن هذه المحاولة لم يكتب لها النجاح، وقد شهد تاريخ التعليم الحديث الكثير من المواجهات بسبب ذلك. فقد ظلت صورة الآخر (الديني، الإثني، المذهبي، الجنسوي) في مناهج التعليم، وما يرتبط بذلك من قيم أساسية، مثل التسامح والتعصب وقبول الآخر بما هو عليه، تخضع لهذه الرؤية الآيديولوجية أيضا. على سبيل المثال ظلت صورة المرأة في مناهج التعليم المختلفة تكرس الصور النمطية عنها، وعلى الرغم من بعض المحاولات لإصلاح هذا الواقع، فإن النتائج ظلت محدودة إلى حد كبير،  خاصة في ما يتعلق بمعرفتها بحقوقها وواجباتها وتحديدها لدورها ووظائفها في المجتمع؛ أي في تغيير وعي المرأة بذاتها.  rnوعلى الرغم من أن لحظة  9 نيسان 2003 كانت لحظة تحول دراماتيكي في تاريخ العراق الحديث، ولكن السؤال الذي ظل مسكوتا عنه هو هل ثمة تحول معرفي حقيقي في مناهج التعليم المختلفة المؤدلجة والمعيارية وذات الصوت الواحد، باتجاه مناهج تعليم مختلفة، أم أننا كنا باتجاه تحول أيديولوجي محض، مع بقاء المناهج معرفيا على النسق نفسه؟ خاصة في ظل هيمنة القوى والأحزاب الإسلامية، ذات المرجعية المذهبية المحددة بالضرورة، على المشهد السياسي في العراق اليوم، في ظل عجز الذاكرة العراقية عن إنتاج تاريخ مشترك يتفق حوله الجميع، فهي ذاكرة متشظية بين مدونات التاريخ الرسمي منذ أربعة عشر قرنا، ومدونات التاريخ الموازي له والذي يراد له اليوم أن يكون رسميا بأثر رجعي. من دون محاولة إعادة التفكير بماهية هذا التاريخ وتجاوز الميثولوجيا التي أنتجته، حيث لا ينظر إليه بوصفه نصا يصف واقعا حقيقيا،  وإنما بوصفه خطابا يجب موضعته في الإطار السياسي والاجتماعي والثقافي المنتج له. وهي الذاكرة/التاريخ التي أعيد إنتاجها بعد نيسان 2003 بشدة. rnإن الملاحظة الأساسية على مناهج التعليم في العراق تكمن في اضطراب الفلسفة التي تقوم عليها هذه المناهج بشكل عام من جهة، وعدم وضوح السياسات التعليمية من جهة أخرى. فالمنهج يفترض أنه يعتمد على مجموعة مبادئ عامة تصدرها الوزارة تحت عنوان "الفلسفة التربوية وأهدافها في العراق"، الذي يمثل مجموعة المبادئ العامة التي " لابد " من استيحائها في مفردات المنهج أو استيحاء " روحها " وجوهرها، ومن ثم يجب أن يتم اشتقاق المعايير الخاصة بالمنهج من المضمون " الفلسفي" لهذه المبادئ. ولكن مراجعة هذه المبادئ تكشف عن ثوابت " عامة " مثل تنمية المسار الوطني والإيمان بالمشتركات الأساسية وتجاوز الانتماءات العرقية والدينية واحترام حقوق الإنسان، وهي مكتوبة بلغة إنشائية لا يمكن أن تشكل إطارا نظريا أو منهجيا يمكن وصفه بالفلسفة أو السياسة. لذلك ظلت هذه المبادئ  مجرد "تزويق نظري" لا صلة له بالمناهج الحقيقية. فالدراسة التحليلية للكتب المدرسية في موضوعات: التاريخ والتربية الإسلامية تكشف عن تحكم مبادئ متناقضة تماما مع المبادئ العامة المفترضة. rnوالملاحظة الأساسية الثانية هي أن المنهج القائم في الكتب المدرسية، والذي يراد له أن يمثل منهجا وطنيا يعكس ما تعده الجهات المسؤولة عن وضع المناهج ثقافة مشتركة، ليس سوى تغطية على مناهج خفية Hidden

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram