TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان:المسلمون يسيئون لأنفسهم!

كتابة على الحيطان:المسلمون يسيئون لأنفسهم!

نشر في: 22 سبتمبر, 2012: 07:40 م

 عامر القيسيلنفترض أن هناك مؤامرة  كبيرة على الإسلام والمسلمين وإساءات بحق رموزهم المقدسة، فهل كانت  معظم ردود الأفعال تقع في دائرة التصدي لهذه المؤامرة وردا على الإساءات؟ إن قراءة هادئة لتلك الردود بعد عرض الفيلم المسيء لشخصية النبي محمد في أميركا تقع في دائرة مساعدة تلك المؤامرة، إن وجدت، على تنفيذ أجنداتها في الإساءة إلى الإسلام والمسلمين ورموزهم المقدسة، فمستويات العنف التي ظهرت كردود أفعال على الفيلم ضد الهيئات الدبلوماسية الأوروبية
rn وأميركا تحديدا،  منحت قوى المؤامرة فرصة ذهبية لعرض الإسلام والمسلمين أمام الرأي العام الأوروبي والأميركي، غير المعني بالمؤامرة وتفاصيلها التي تروج لها قوى إسلامية متشددة، باعتباره دينا للعنف والتطرف وافتقاد المسلمين إلى السلوك الحضاري في مواجهة الإساءات التي يتعرضون لها. rnلقد تعرض النبي وصحابته إلى  أسوأ الإساءات وتحملوها دون اللجوء إلى منطق الانتقام، والنبي محمد هو المثل الأعلى للمسلمين، فبأي مثل اقتدى أولئك الذين  استخدموا العنف لـ"رد الاعتبار " للإسلام والمسلمين؟!rnما الذي يمكن أن يقدمه عمل مثل قتل الدبلوماسيين الأميركان في بنغازي لقضية المسلمين، خصوصا أن  السفير الأميركي الذي قتل كان من أفضل أصدقاء الشعب الليبي  وساعدهم بقوة في التخلص من دكتاتورية القذافي؟rnماهي الرسالة التي يريد إيصالها العنف لمجتمعات تعيش فيها جاليات مليونية من المسلمين الذين يتمتعون بحقوق لا يتمتعون بها في بلدانهم الأصلية التي تسمي نفسها في دساتيرها دولا إسلامية وإن شريعتها الإسلام؟rnعلى مستوى الدول فإن دساتير الدول الأوروبية وأميركا لا تبيح أي نوع من أنواع التعرض للديانات والمقدسات وتحت طائلة المسؤولية، فهل من المنطق أن مخرجا جاهلا وربما متطرفا قد قادته أفكاره البليدة لعمل فيلم تافه على كل المستويات أساء فيه إلى الرسول محمد،أن نحمل السلاح والحجارة وقنابل المولتوف للرد على الإساءة؟ هل هذا هو الطريق السليم الذي نقدم فيه ديننا نموذجا للتسامح والمحبة؟ من المنطقي أن يكون الجواب بـ"لا" لأن الوسائل الحضارية الأخرى متوفرة فينا وفي داخل المجتمعات  الغربية و الأميركية، بل أن قوانين تلك الدول تساعدنا على أن نرد بشكل حضاري بالمنطق والحجة وإعطاء البرهان على أن الإسلام والمسلمين ليس الوجه الآخر للدم والعنف والقتل على الهوية.rnليجبنا العناترة، هل كان منطقيا أن يقوم الناس في الغرب بمهاجمة السفارات العربية والإسلامية بعد كل أنواع الإساءات التي تظهر في مجتمعاتنا ضد المسيحيين واليهود من شتائم وتلفيقات من على المنابر المتطرفة.. تفجير الكنائس هل سيكون مقبولا من عندنا أن تكون ردود الفعل الغربية والأميركية على الطريقة التي قدمناها بعد عرض الفيلم المسيء؟ ماذا فعل المسيحيون في العراق وفي أوروبا عندما قام احد "شجعان " قواتنا الأمنية بالإساءة إلى رموز مسيحية مهمة برمي صورته على الأرض والطلب من المسيحيين مغادرة وطنهم الأصلي،وهي إساءة للمسيحيين ودينهم بكل المقاييس؟! rnالإساءة غير مقبولة بمقاييس التحضر وزمن حوار الأديان والحضارات وليس تصادمها، ومن الطبيعي أن تظهر لديهم ولدينا مجاميع من المجانين والخرقاء والمتطرفين الذين يسيئون للآخرين ويتعرضون لمقدساتهم، ومن الطبيعي أيضا أن تكون ردود فعل الأغلبية لدى الطرفين هي الحوار والتفاهم وعزل تلك الأفكار مع شخوصها والترفع عن اعتبارهم ممثلين لوجهات نظر دينية أو ممثلين للرأي العام في بلدانهم أو يمثلون مواقف حكوماتهم الرسمية.rnإذا تعاملنا دائما في الضد من هذا المبدأ فان علينا أن نعترف أن "القاعدة" تمثل المسلمين وان من يقتل على الهوية هو نتاج الفكر الإسلامي، وان هذا التطرف هو تحت رعاية الدول التي يشتغل فيها وكلّها دول إسلامية!!rnلقد أسأنا كثيرا لديننا الحنيف عندما هرول المتطرفون إلى السلاح "دفاعا "عن الدين وانجرت وراءهم جماهير كثيرة بفعل مشاعرها العفوية التي غذّتها أهداف سياسية أكثر منها دفاعا نبيلا عن الدين والرسول محمد!!rn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram