TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > السطور الأخيرة: ماذا عن وزارة للمستقبل؟

السطور الأخيرة: ماذا عن وزارة للمستقبل؟

نشر في: 22 سبتمبر, 2012: 08:33 م

1---2 سلام خياطمعظم الوزارات في عراق اليوم، أسيرة  تداعيات  وإفرازات الماضي القريب والبعيد، بهذه الدرجة أو تلك، فماذا لو تبلور صوت جلي نزيه بإستحداث وزارة للمستقبل؟!ليت (وليت رأس مال المفلسين). ليت الكتابات النزيهة الهادفة، التي تبلور رأيا أو تؤشر على خلل،أو تشير لخطأ، أو تقدح شرارة إبداع،، ليت كتابات كتلك، تقرأ بنضج وإمعان، ولا تغدو زادا يوميا لمكبات النفايات وصناديق القمامة.
ليت، رئاسات الجمهورية، والوزراء، والبرلمان والجامعات، والمؤسسات العلمية والخدمية،يعتمدون ثلة من الإختصاصيين النجباء، تلخص للساسة ما ينشر في الصحف ويبث في الأنباء وما يظهر على الشاشات، وترفع الخلاصة للمقام السامي للإطلاع ولإتخاذ ما يلزم.من بين ركام ما يترشح من ممارسات مقرفة، هجينة، خارجة عن المألوف، تتبلور فكرة إستحداث وزارتين: واحدة للماضي (وسيماها مبثوثة في أكثر من وزارة) وأخرى للمستقبل.. تنشغل الأولى بالإلتفات الكلي للماضي،وتكرس حضوره  في الذاكرة الجمعية، وتستحضر رموزه، وتتولى تصعيد فعاليات الشعائر الدينية (وهي دينية  مسيسة دون شك) طوال أشهر السنة، إبتداء من شهر محرم وأيام عاشوراء، وزيارات رجب، وآحاد شعبان، وليالي رمضان وسفرات شهر صفر الراجلة، وميلاد الأئمة (رضي الله عنهم) لا اعتراض.على الضفة الأخرى تستحدث وزارة للمستقبل.  تتولى شؤون الغد.  ينتدب لها  نفر بعيدون عن التطرف، بكل أقنعته، التطرف الديني والمذهبي والعرقي والإجتماعي والطبقي  والمناطقي، لا يجمعهم جامع غيرالكفاءة المدعومة بالخبرة،و  الأخلاص حد التفاني ونكران الذات حين أنتدب المرحوم الدكتور عبد الجبار عبد الله لرئاسة جامعة بغداد، إعترض المتزمتون،: كيف يتولى صابئي  رئاسة   حرم  جامعي؟؟ هنا تتجلى نظرية الكفاءة  في فكر عبد الكريم قاسم: الرجل منتدب لرئاسة جامعة، لا لإمامة مصلين في جامع    وزارة للمستقبل. مستقلة في عملها وميزانيتها، لا علاقة لها بالتعليم العالي إلا بداعي الإستشارة. ولا بمجالس الجامعة(آت) إلا لرفدها بالنابغين،ولا  بجامع او مسجد او حسينية أو كنيسة أو معبد، لا تنتظم في مقاسات الحوزات العلمية او الدينية، لا تنتسب لوقف سني او شيعي او  أيزيدي او ملي....... وزارة  للمستقبل  تتولى إختيار  وإعداد جيل جديد، نابغ، غيور. جائع لإنجاز خلاق، يتولى الإمساك بزمام الأمور في عراق  الغد،  ويصونه من العودة (القهقرى)  لعهود أشد حلكة من سنوات الفترة  المظلمة.. كيف؟؟ هذا هو السؤال.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram