(2) د. معتز محي عبد الحميدإن عدم إشراك المراهق في الأنشطة الاجتماعية، وعدم استغلال طاقاته وقدراته، قد تكون سبباً من أسباب انخراطه في السلوك الإجرامي المضاد للمجتمع، لأن هذا المجتمع لم يحتضنه ولم يتبن أفكاره، ولم يعطه الفرصة للتعبير عن طاقاته، فما يلبث حتى يسلك سلوكاً مضاداً لهذا المجتمع الذي لا يعتبر نفسه جزءاً منه.
إن الوقاية من الوقوع في السلوك الإجرامي عند المراهقين هو دور متكامل يقع على عاتق الأسرة بالدرجة الأولى، والمدرسة والمجتمع بشكل عام، أفراداً ومؤسسات، ومن أجل تحقيق ذلك يمكن الاسترشاد بمجموعة من النقاط الآتية:- وجود النموذج والمثل الأعلى في البيت، والذي يظهر أساسيات السلوك القويم وغالباً ما يكون هذا النموذج هو الأب أو الأخ الأكبر.- تصحيح السلوكيات غير التكيفية التي يظهرها المراهق، كالعدوان على الآخرين أو ممتلكاتهم، أو السخرية منهم، سواء في البيت أو المدرسة، وإظهار الامتعاض والرفض لهذه السلوكيات، دون اللجوء إلى العقاب البدني لتصحيحها.- مراقبة البرامج التلفزيونية التي يشاهدها المراهق، بحيث تكون بعيدة عن الأفلام التي تمجد العدوان وتعطي دور البطولة للشخص المجرم، وتصوره للمشاهد على أنه البطل صاحب الحق.- ضرورة انخراط المراهق بالأنشطة المجتمعية التي تعزز ولاءه وانتماءه الاجتماعي كالنوادي والمناسبات الاجتماعية، والزيارات المتبادلة، والأنشطة التطوعية والكشفية.- تفريغ الطاقات والقدرات الكامنة لدى المراهقين، وتوجيهها وتوظيفها في أنشطة مثمرة، رياضية أو فنية أو ثقافية، وتحويلها إلى منتجات إبداعية مفيدة للمجتمع، وتبني الموهوبين منهم.- عدم السخرية من قدرات المراهق وأفكاره وسلوكياته، بل تشجيع الإيجابي منها، والأخذ بيده من أجل الوصول به إلى بر الأمان.- عدم تضخيم الأخطاء التي قد يقع فيها، واعتباره شخصاً غير قابل للتصحيح، ونعته بالصفات الرديئة: كالمجرم والفاشل. - عدم النظر له بالسلبية المطلقة، بل البحث عن الجوانب الإيجابية التي من المؤكد أنها موجودة فيه، وتعزيزها، واكتشاف كل المقومات الإيجابية التي تساعده على الخروج من أزمته، والتي تساعده على التخطيط لمستقبله.- مساعدة الشخص في مرحلة المراهقة على تحديد أهدافه في الحياة، بحيث تكون أهدافاً نبيلة وقابلة للتحقيق وتتلاءم مع إمكاناته، ووضع الخطوات العملية الكفيلة بالوصول إلى هذه الأهداف .
تحت المجهر: السلوك الإجرامي عند المراهقين
نشر في: 23 سبتمبر, 2012: 06:11 م