TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > داعيــــــــة "شــريـــــــــف" جـــــــــداً !

داعيــــــــة "شــريـــــــــف" جـــــــــداً !

نشر في: 23 سبتمبر, 2012: 06:21 م

غالب حسن الشابندرالعزة من أبرز ما يجب أو ينبغي أن يتصف بها المؤمن ، عزّة النفس ،عزّة الضمير ، ولذلك قال تبارك وتعالى : ( العزة لله ولرسوله والمؤمنين )، والعزة صفاء روحي ،سمو روحي ، ألق روحي ، وفي مقابل العزّة الذلة والصِغر والمهانة ، الشخصية القوية
من أبرز ما يميزها العزة .... يوما ما ، وفي منطقة الأمين في دمشق الممتحنة ، وكم لدمشق فضل علينا نحن أبناء العراق ، خاصة ( الإسلاميين ) كنت واقفا ، فاجأني ( أحد الدعاة !) بسؤال غريب ، أخي أين أنت ؟ أفتش عنك في السماء وجدتك في الأرض ... السؤال فاجأني حقيقة ، إذ لم يمض على رؤيتي هذا الداعية ( الشريف جدا ) أكثر من يومين ، ثم لم تكن لي علاقة قوية به ، بل كنت أمتعض عندما أراه ، بل أحاول الهروب عن ملاقاته ! قلتُ : خير أخي تفضل ! قال : عندي شغل معك في غاية الأهمية ، يخص الدعوة ، الدعوة ؟ قلتُ ، قال : نعم ، الدعوة يا أخي ... ما هو هذا ( الشغل )الذي كان في جعبة هذا الداعية ( الشريف جدا ) ؟ تعرف فلان : هكذا قال ! ضحكت ضحكة بسيطة ، لأن (فلان ) من أنبغ الدعاة كان ، وله منزلة فكرية وأدبية عندي ، وهو كذلك عند وسط الدعاة في سوريا ، ثم إن (فلان ) ممن لم يعتش على الدعوة، ولم يشترط بيتا في المزة كما اشترط الأستاذ خضير الخزاعي ، بل كان يتنقل بين الأمكنة شبه المهجورة ... فلان كان لقبه ( المهاجر ) واليوم لقبه ( المهاجر أبدا ) ... وهو كذلك ... لا أطيل ! ما هو الشغل ؟ قال ما معناه: إن (فلان ) جاسوس روسي على حزب الدعوة! صُعِقت ! كانت صدمة بالنسبة لي كادت تودي بحياتي ، ليس لأن ( هذا الداعية الشريف جدا ) صادق بكلامه ،بل للجرأة الوقحة ، إن كلامه هذا رسم في ذهني مباشرة صورة للانحطاط الأخلاقي الذي يسود بعض العلاقات داخل العمل الإسلامي . لم أجبه ... سرحتُ .... قلت له كيف يا أخي ؟ قال : لأنه يدرس اللغة الروسية في المعهد الروسي ...... توجهت فورا لأخ عزيز يشتغل مهنة التصوير، في سوريا ، داعية متفان حقا وهو من أنبل الناس، أخبرته بالحادثة ،أصيب مثلي بالذهول . هذا الداعية ( الشريف جدا ) يعرفه الدعاة ، كان في غاية المهانة الشخصية ، يلعق كعب حذاء المسؤول الكبير في الحزب ،غريب في كيفية التملق والتذلل بين يدي المسؤول الحزبي ، وكان لسانا ذربا في الدفاع عن المسؤول الكبير، والحق كان يتمتع بشيء من اللباقة الكلامية والخطابية ، ولذلك كان خطيب الحزب في المناسبات ... هذا المتملق كان يجد حضنا لدى المسؤول الكبير ، لأنه بوق ، ولأنه لا يتوانى من اتهام أي شخص بالجاسوسية والعمالة والكفر ... كان يتملق الأستاذ عبد الزهرة البندر إلى حد التصاغر الصفري ، لأن أبا نبوغ كان مسؤول الحزب هناك ، وكان في غاية المهارة في استغلال الأذلاء ، يختارهم بدقة متناهية ، وفيما تغيَّر المسؤول لعب ذات اللعبة ، لا يوجد داعية لا يعرفه اسما ورسما وعملا ومشاكل ، ولكن كان في حماية المسؤول طبعا ، لأن الإسلام يوصي بحماية ( المتملقين ). تدور الأيام ، وإذا بداعية حقا شريف يطرق بابي ـ وكنت أعيش في قبو أنا وأطفالي الأربعة يتكون من حجرة واحدة مدة ثلاث سنوات ،أي تماما كالقصرالذي كان يعيش فيه خضير الخزاعي في شمال طهران ـ كان مذعورا حقا ... قلتُ : خير أبا فلان ؟ قال : ( ماذا أقول لك ) ؟ فلان. ــ ،وفلان هو ذات الداعية الشريف جدا ــ يتهمك بأنك عميل أمريكي ، بل أنت من السي آي أي! كان يرتجف ، ما هي حجة هذا الداعية الشريف جدا ؟ لأن غالب الشابندر لم يخطىء في توقعاته السياسية، فلابد  من أن تكون معلوماته من المخابرات الأمريكية ! هذا الداعية الشريف جدا الذي جمع مالاً كثيراً ، كثيراً ، والذي راح ينتقل من حضن كبير إلى حضن كبير ، كان آخر حضن لجأ إليه هو حضن الدكتور السيد إبراهيم الجعفري للأسف الشديد ، وأجزم أن الدكتور لا يعرفه حقا ... وإلاّ ليس من المعقول أن يمثله في غيابه في احتفالات مهمة ومسؤولة ، وربما ( لا أدري ) في اجتماعات مصيرية ! ترى كيف تولدت قناعات لدى هذا الداعية الشريف جدا بالتهمة التي ألصقها بي أنا المسكين ؟ في حلقة مقبلة نلتقي على هذه المائدة المسمومة واللذيذة جدا ... هذا الداعية الشريف جدا يعرفه الدعاة جميعا ، سواء كانوا في سوريا أو لندن ، ينتسب إلى الكاظمية، ويحتفل في بيته بمناسبة وفاة موسى الكاظم عليه السلام ، والكاظم بريء منه ...  ولم تنته القصة بحقه ، هناك تتمة بل تتمات.*****معسكر الأهواز. .  قصة لم تأت بعدلستُ وحدي أنا الذي خسرتُ حياتي ببركة هؤلاء ، بل المئات ، الآلاف ، راحوا هدرا ، شُنقوا ، وقد نسج ( المؤمنون ) في ما بعد ، من حبال مقاصلهم بيوتا من خيوط ذهبية، تلمع على ضفاف نهر دجلة المتخوم بجثثهم الطاهرة ، رُمِيت خِلسةً بعد وجبة إعدامات سريَّة في سجون الطاغية ، مساء كل يوم، يخرج صاحبنا يتأمل خيوط الشمس تسحب أنفاسها بهدوء ، لتغادرنا على أمل يوم جديد ، وما هو بجديد سوى بعين صاحبنا النوعي ، فيما تفتش أم شهيد عن قطعة قماش مرمية في قمامته الغنية ، تستر فيها سفاحها على يديه ( المجاهدتين ) قبل غيره ! معسكر الأهواز .... وما أدراك ما معسكر الأهواز ! كان الفرن الذي صهر مئات الجثث الطاهرة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram