يوسف فعلالمواهب تصنع المعجزات في البطولات وتخترق الحواجز بسرعة مذهلة لخطف الميداليات وولادتها قيصرية لا تحدث كل يوم ، وفي ظل ندرة المواهب في عالم الرياضة لدينا ولدت موهبة البطل الرائع برفع الاثقال كرار محمد جواد الذي ازاح هموم اخفاقات رياضيينا في البطولات الدولية بتحطيمه الارقام القياسية في بطولة العالم للناشئين ،
وانجازه المذهل لم يأتِ من فراغ وانما جاء صنيعة عوامل وراثية اكتسبها من والده بطل العرب وآسيا السابق رضع الاصرار منه وتربى على التعاليم الصارمة في نظامه الاجتماعي اليومي مبتعداً عن الملذات مواصلا التدريبات بعزيمة لا تلين آملاً بزيادة قوته طموحا باعتلاء منصات التتويج متخطيا الارقام القياسية في رفع الاثقال محلياً وعربياً، وبفضل ما يمتلكه كرار من القدرات الوراثة والاصرار على قهر الحديد وحبه للعبة حد النخاع تقدم صفوف المتنافسين وانتزاع الفوز بجدارة واستحقاق وآخرها تحطيمه الارقام القياسية في بطولة العالم للناشئين بشكل اذهل الحضور في البطولة.وهنا تبدأ رحلة جديدة لكرار من التحدي تتسع فيها الافاق وتكبر الطموحات بما يتطلب منه بذل المزيد من التدريب بمنهاج مغاير وفق رؤية تدريبية متطورة باشراف خيرة مدربي العالم لتفجير طاقاته الكامنة لتسهيل مهمته في البطولات المقبلة.وقد ذكر لي مدرب منتخب الامارات لرفع الاثقال المصري بطل العالم السابق رضا طنطاوي في احد اللقاءات الصحافية اثناء تغطية بطولة غرب آسيا التي اقيمت في أربيل 2010 ( ان كراراً يمتلك مواصفات بدنية مذهلة لم يستطع المدربون المحليون ان يطوعها بصورة مثالية لتطوير مستواه ، وكرار بحاجة الى مدرب عالمي للاشراف على تدريبيه لمدة اربع سنوات في احدى الدول الاجنبية لكي يتمكن من الظفر باحدى الميداليات في الاولمبياد المقبل اما اذا استمر مع المحليين فان آفاق تطوره ستقف على ابواب البطولات المحلية والعربية ،وحكمة الطنطاوي بليغة لا يمكن تجاهلها لان مؤشراتها بدأت تتضح بعد الفوز ببطولة العالم للناشئين.وخوفا من اندثار موهبة كرار بين جدليات الاجراءات الروتينية والافكار الضيقة وانعدام الروى الفنية وارهاصات الانتخابات المقبلة وبين اتحاد رفع الاثقال واللجنة الاولمبية، باتت الكرة الان في ملعب الحكومة التي عليها رعاية الموهوبين الرياضيين الذين يتوسم فيهم الجميع تحقيق طفرات نوعية باحراز الانتصارات في الصعيد العالمي والالعاب الاولمبية بتوفير جميع احتياجات نجاح مسيرة البطل كرار في الاولمبياد المقبل بتخصيص الاموال اللازمة لتطوير قدراته بصورة علمية وفق نصيحة الطنطاوي لان انجازه بث روح الأمل للعودة بقوة لسوح المنافسة بخطف الميداليات. اما في حالة استمرار كرار اداء التدريبات بالنمطية القديمة فان مسيرته يعتريها الضعف ثم تأخذ بالهبوط تدريجيا وعندما تحين ساعة الجد في مرحلة التنافس بالاولمبياد المقبل فان مشاركته ستكون لنيل شرفها من دون تحقيق الانجازات ويتغير عنوانها الى تبادل الخبرات ورفع القبعات للذين يعتلون منصات التتويج ، وقد يكون كرار حينها اول المغادرين من الدور الاول وعندها يتباكى الجميع على اسباب الاخفاق الاولمبي الدائم بعدم اضافة ميدالية اخرى على الميدالية اليتمية للمرحوم عبد الواحد عزيز روما 1960 ، ووسط المشهد الشائك للعمل الاولمبي وصعوبة الحصول على الانجازات في الاولمبياد المقبل فان حكمة طنطاوي جديرة بالتطبيق وما يمتلكه الموهبة كرار جواد من طاقات مميزة ليس من السهولة الإتيان بها في كل مرة.
نبض الصراحة: موهبة كرار.. وحكمة الطنطاوي
نشر في: 23 سبتمبر, 2012: 06:39 م