حازم مبيضين لا تخفي إسرائيل رغبتها في مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية وتدميرها, بهدف منع إنتاج أسلحة ذرية تهدد أمن الدولة العبرية, مع أن المسؤولين الإيرانيين كافة يؤكدون انتفاء نيتهم بإنتاج تلك الأسلحة, وهم يدركون اليوم, بحسب ما أعلنه قائد الحرس الثوري الإيراني، أن إسرائيل ستشن الحرب على إيران
rnفي نهاية المطاف، ولكن من غير المعلوم أين ومتى, وأكد أن بلاده مستعدة لمثل هذا الاحتمال، وأن الدمار سيلحق بإسرائيل نتيجة الهجوم, ودعا واشنطن إلى التحرك لمنع ذلك, وتلك هي المرة الأولى التي تعلن فيها إيران أن احتمال نشوب نزاع مسلح مع إسرائيل وارد هذه الأيام، متخليةً عن اتهاماتها لقادة إسرائيل بالخداع.rnإيران من جانبها لم تخف رغبتها في القضاء على إسرائيل, وظلت تعلن ذلك بكل الوسائل المتاحة, ما جلب لها المتاعب مع الدول الغربية كافة, وخصوصاً الولايات المتحدة, التي تعتبر أن مهمتها الأساس في الشرق الأوسط هي حماية " الكيان الصهيوني ", باعتباره مخفراً متقدماً للدفاع عن المصالح الغربية, غير أن التهديدات الإيرانية ظلت من خلال الحروب بالوكالة, فقد اعتمدت سياسة دعم أي جهة تعلن العداء لإسرائيل, ابتداءً بحزب الله ومروراً بحركة حماس, وليس انتهاءً بسوريا, حيث تشكل ما عرف بجبهة المقاومة والممانعة, وإذا كانت سوريا كدولة لم تتمكن من ترجمة هذا الدعم إلى واقع فعلي للكثير من الأسباب, وليس هنا مجال تعدادها, فإن حماس وحزب الله تمكنا من استثماره في اشتباكات محدودة لاترقى إلى الهدف المعلن في طهران, وجدير بالذكر أن حماس انسحبت عملياً من هذا التحالف بعد أحداث سوريا, وبعد أن وجدت حلفاء جدداً يقدمون لها الدعم لتكون قوةً سياسيةً فاعله بدل أن تكون فصيلاً مقاتلاً يتقن فن الخسارة.rnالمؤكد أن التهديد الإسرائيلي أكثر جدية, وكان له أن ينفذ منذ زمن, لولا ممانعة واشنطن التي تحسب حساب تبعات عمل, قد يؤدي إلى اشتعال المنطقة بحرائق لن تنجو إسرائيل من شررها, وسيكون مدخلاً لانهيار المصالح الغربية, سواء كانت سياسيةً أو اقتصاديةً, وسيعمق العداء بين العالم الإسلامي والدول الغربية, وهو عداء كامن تحت الرماد, ويحتاج فقط إلى من ينفخ فيه, وهو أكثر جديةً, لاعتبار إسرائيل أن السلاح النووي الإيراني, في حال إنتاجه, سيشكل تهديداً وجودياً لها, في حين أن امتلاكها المؤكد لأسلحة دمار شامل, لن يكون في يوم من الأيام تهديداً وجودياً للدولة الإيرانية, وهكذا تبات المنطقة على وقع التهديدات المتبادلة, التي لو وجدت طريقها إلى التنفيذ فإن المنطقة تكون وجدت طريقها إلى التدمير.rnلاتمنع النتائج المحتملة لهجوم إسرائيلي ضد المنشآت النووية الإيرانية, حكام تل أبيب من لعب هذه الورقة, إما لأسباب تتعلق بسياساتها الداخلية, أو لمنع إيران من التمدد, ولعب دور إقليمي أكبر, طالما هي تعلن العداء لوجودها وللمصالح الغربية في آن معاً, لكن الوضع الاستراتيجي يمنعها دون موافقة أو مشاركة أميركية, ودعم غربي ولو على الصعيد السياسي, وكلا الأمرين غير متوفر في الوقت الراهن, حتى وإن أعلنت طهران قناعتها بأن إسرائيل ستهاجمها, وربما يندرج هذا الإعلان في إطار السياسات الداخلية في الجمهورية الإسلامية, وهي ليست أقل تعقيداً من ما هو قائم في إسرائيل.rn
في الحدث :حرب مؤجّلة
نشر في: 23 سبتمبر, 2012: 09:40 م