TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن :كاريكاتير

نص ردن :كاريكاتير

نشر في: 23 سبتمبر, 2012: 09:44 م

 علاء حسن رسام الكاريكاتير يصلح في كل زمان ومكان على أن يكون المقياس الوحيد الدقيق للكشف عن حرية التعبير، وسلطة رؤساء التحرير في فرض آرائهم وتوجيهاتهم وقلقهم ومخاوفهم من التعرض لهذه الجهة او لذلك المسؤول، وبفعل هذا التوجه السائد في العراق منذ عشرات السنين لم تجرأ المطبوعات العراقية اعتماد البورتريت، الا في نطاق محدود جدا، على الرغم من ان رسام الكاريكاتير العراقي لايقل كفاءة وقدرة عن نظيره العربي والأجنبي، لكنه اجبر على تنفيذ التوجيهات بكل ما تحمل من خطوط حمر، وأعماله محدودة التداول جدا.
rn مؤيد نعمة رأي منشور في صحف مصرية يؤكد قدرة زملائه من رسامي الكاريكاتير العراقيين على تجاوز منجز الآخرين، وخلال اقامة معارض عربية ودولية كان حضور الكاريكاتير العراقي بأعمال الراحل نعمة، وعبد الرحيم ياسر، وخضير الحميري، وعبد الكريم سعدون ورائد نوري وبسام فرج وضياء الحجار، وعلي المندلاوي واحمد الربيعي فضلا عن آخرين ـ حققوا حضورا ونالوا إعجابا اشر حقيقة ان الكاريكاتير العراقي لم يولد من رحم نظيره المصري، فرسامو الكاريكاتير في البلد الشقيق يعتقدون انهم أصحاب الريادة، وتأثيرهم امتد الى الآخرين في البلدان العربية، ولكن الراحل مؤيد نعمة دحض هذه الفكرة عندما ذكر في تصريحه ما قاله احد ابرز رسامي الكاريكاتير في مصر عندما استوقفته الأعمال العراقية فابدى اعجابه ودهشته :" ياه هذا الكاريكاتير العراقي ما عداش على مصر" بمعنى انه اعترف بان اعمال الرسامين العراقيين لم تتأثر بالمدرسة المصرية. rnكانت المطبوعات المصرية تصل الى العراق، وفي صفحاتها تخطيطات كاريكاتيرية لشخصيات عامة من مسؤولين وفنانين وادباء، وحتى زعماء ورؤساء عرب واجانب، وهذا التوجه يعكس بلا شك مدى حرية التعبير، وهي لدى رسام الكاريكاتير متنفسه الوحيد لطرح قضية مهمة قد تعجز عن ذكرها افتتاحيات الصحف، ويرى الرسامون في حيز الحرية الممنوح لهم علامة على احترام حرية الرأي، بكل ما يحمل من مشاكسة او مزاح ثقيل، ويرون ايضا ان الشخصية العامة سواء كانت سياسية او دينية او ثقافية، ينبغي لها ان تتعاطى مع الكاريكاتير بوصفه احد وسائل التعبير، فالزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر مثلا لم يعترض عندما بالغ رسامو الكاريكاتير في تناول انفه، وكذلك مع صلعة السادات، وكروش المسؤولين المترهلة.rnبعض صحفنا نشرت تخطيطات كاريكاتيرية لشخصيات سياسية واخرى عامة ـ لكنها توقفت عن عدد محدد من هؤلاء، ويبدو ان سلطة رؤساء التحرير، دخلت على الخط ولوحت بالخطوط الحمر، او كما يسميها الكاتب حسن العاني "العيون الحمرة" في إشارة إلى منع تناول شخصية معينة، قد يثير تناولها كاريكاتيريا مشكلة، والدخول في إيراد ومصرف، وربما تلجأ جهة ما الى تهديد ادارة الجريدة، وطلب الفصل العشائري، ولماذا هذه الشخصية وليس غيرها، وهل هناك دوافع مذهبية أو طائفية، وكل هذه المخاوف وغيرها تجعل رؤساء التحرير ألدَّ أعداء رسامي الكاريكاتير، وكان الله في عونهم.rn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram