TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > التجريبية في عروض عوني كرومي المسرحية

التجريبية في عروض عوني كرومي المسرحية

نشر في: 24 سبتمبر, 2012: 06:29 م

عامر صباح المرزوك تنقل (عوني كرومي 1945ـ2006م) في أساليب إخراجية وفنية مختلفة ، فكانت عروضه تتوزع بين الاجتماعية والتجريبية ، وقدم سلسلة من التجارب المختلفة في النص والمكان والأسلوب ، وعن تجربته يقول : "في العرض المسرحي أوضح المنهج ، فأنا بلا منهج لا استطيع أن أكّون عرضاً ، ومنهجي الواقعي ـــ التجريبي قائم على إمكانية خلق مدركات جمالية من خلال التعبير الفني للغة الجسد والمعنى".
rn (كرومي) في أغلب عروضه المسرحية على قدرات الممثل الأدائية ، فهي الوسيلة التي يعتمدها لتقديم مهارات أدائية تجعل من فن الاتصال مع المتلقين مقنعاً وفعالاً، لذا فهو يؤكد على ساعات التدريب الطويلة باحثاً في الطاقات الكامنة لدى الممثل موصلاً إياه إلى حالة الإتقان التي تجعل الممثل عفوياً مسترخياً ليعطي كل ما عنده من طاقة .rnقدم (كرومي) مسرحية (فوق رصيف الرفض) في قاعة صغيرة بلا خشبة عرض وأجلس الجمهور على الأرض ، وجعل التمثيل يدور حوله مستخدماً ديكوراً بسيطاً يمثل شواهد قبور وغطاء أسود السقف وبعض الحبال ليوحي بالخيمة ، وفي مسرحية (ترنيمة الكرسي الهزاز) حقق المكان حضوراً في العرض، عندما أعطى للحدث عمقاً، كانت الأسرار داخل الشخصيتين أسرار مكانية.rnوفي مسرحية (قصائد ممسرحة) جعل الخشبة على شكل صليب داخل القاعة، وأشرك الجمهور مع الممثلين في ردود أفعالهم أو إجاباتهم الآنية، فكانت التحولات في التكوينات التصويرية سواء للممثلين في علاقاتهم بالمكان أو في تشكيلاتهم مع الجمهور، وفي مسرحية (تداخلات الحزن والفرح) اعتمد على تقنية الانشطار العلاماتي عندما استخدم العباءة السوداء (دال) لتعطي عدة دلالات ، فهي تارة سجن، وأخرى قيد ، ثم تتحول إلى خيمة أو كفن ، وهنا صور شخصية المرأة الشرقية في أدق مشاعرها، نفسياً واجتماعياً وروحياً .rnتعد مسرحية (فوق رصيف الرفض) من بين تجارب (كرومي) التي كسر فيها قيود مسرح العلبة ، حيث اجلس الجمهور فيها ، على أرض مفروشة بالبسط مع بعض الوسائط ، وجعل التمثيل يدور حوله مستخدماً فضاءً بسيطاً يمثل شواهد قبور، وأنصاباً في مقبرة، وغطاءً معلقاً في السقف، في حين ازدحم فضاء العرض في مسرحية (صراخ الصمت الأخرس) بقطع المنظر والملحقات التي اتخذت من الأسلاك وأجهزة الراديو والتلفزيون والكمبيوتر مادة لها، بحيث شعر الجمهور بجو خانق يضغط عليه من كل جانب ، كما أن هذا الفضاء المزدحم ـ الخشبة والصالة ـ جعل شخوص المسرحية يبدون وكأنهم أقزام وسط هذه الموجودات، ففي أغلب عروضه يؤكد على قدرات الممثل الأدائية.rnاستخدم (كرومي) في مسرحية (الإنسان الطيب) اللهجة العراقية الدارجة بمفرداتها البغدادية، مستعيناً بديكور متحرك، وجعل الزي معاصراً لا يحيلنا إلى مكان محدد بل إلى أمكنة متغيرة، كما اشتركت سينوغرافيا العرض المتحركة لتخلق انسجاماً قد ينتمي إلى ما أراده برخت، لكننا ندرك بأن (كرومي) قدم قراءة جديدة لبنية العرض تتسم بعراقيتها وإنسانيتها. rnلم يكن (كرومي) ممن ينظروا للفن من جانب مادي ، بكل كان أستاذاً أكاديمياً ومخرجاً مبدعاً ورمزاً من رموز الثقافة المسرحية العربية ، حتى لقب بـ(وسيط الثقافات) لما كان يحمله من إصرار وجد ، وهو يبحث عن الإبداع أينما يحط رحيله ، رحمك الله يا من كنت عوناً لمسرحنا العراقي وهو بأمس الحاجة إليك.rn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram