كربلاء/ المدىالمسرح لم يكن في يوم ما سوى رسالة للتغيير، كونه بدا مسرحا ثقافيا دينيا، إلا انه يخلو من المتعة التي تطورت حتى وصلت إلى شكسبير وما زال المسرح يعد أبا الفنون كونه الأقدم والجامع لكل ما هو مطروح من إبداعات أخرى.
rnهذه الكلمات قالها الفنان المسرحي والطالب الذي يحضر لنيل شهادة الماجستير حيدر عطا الله، الذي تحدث عن تاريخ المسرح وجمالياته في أمسية نادي الكتاب في كربلاء التي قدمها الفنان فرقد عز الدين، مبتدئا بلمحة عن المحاضر الذي عدّه شابا يحفر في المسرح الذي تغلغل في داخله، فكان المسرح غذائي كما كان غذاءً للشعوب التي عدت المسرح واحدا من أوجه بناء الحضارة.rn وحيدر عطا الله بدا محاضرته عن إشكالية المتعة في المسرح، فيقول إن المتعة لحالها لا تكفي لأن لا جمالية فيه بدون رسالة، والرسالة لا تصل إلا من خلال المتعة.. ويشير عطا الله الى تاريخ المسرح فيقول ان هناك مسرحا ثقافيا كالمسرح اليوناني، في حين المسرح الروماني كان مسرحا دمويا وسلطويا، واليونانيون هم أول من عرفوا المسرح، وأرسطو قرأ المنجز اليوناني، واتخذ من مسرحية (أوديب ملكا) لإنجاز كتابه (فن الشعر )، وأوضح: أن المسرح الديني كان مهيمنا عليه من قبل القساوسة، والكثير منهم كتبوا نصوصا لم تمثل في خزائنهم بعد أن هجموا عليها كونها تخالف التعليمات.. ويضيف أن المسرح مرّ بتطورات كبيرة عبر مسيرته التي عدت هي الأقدم حتى وصل إلى شكسبير الذي تحدث عن الكلاسيكية الجديدة وعمل على تحديث القواعد الأصلية للمسرح، ويؤكد أن المسرح وإن بدا دينيا إلا انه أيضا يعد واحدا من اهم الملامح التي تريد للإنسان أن يتطهر، ويؤكد عطا الله أن المسرح يخيف الدولة لذلك تسعى السلطات التي تخاف تطور شعوبها إلى تخريبه كونه يساعد على توعية الشعب لأنها تدرك أن الفنان هو الأساس في المجتمع.. بمعنى أن الممثل هو الركيزة الأولى التي توصل رسالة الى المتلقي. ويعد عطا الله رجل المسرح بأنه رجل مثقف وبإمكانه أن يوعّي الناس.rnالأمسية التي طالت لأكثر من ساعتين ونصف شهدت العديد من المناقشات التي بدأها مؤرخ المسرح الكربلائي عبد الرزاق عبد الكريم الذي عد المسرح حياة وأبوة ومكانة وثقافة.. وأضاف ان المسرح صنع الحياة وان كان قد بدأ كنسياً، لأنه أيضا رسالة بمعنى أن للمسرح أهمية كبيرة لإيصال رسالته وان كانت مستغلة من قوى أعلى من الجمهور.rnالمسرحي الشاب خلدون كامل قال: إن المسرح هو لغة ثقافية ولغة عالمية تمتد من بدء الخليقة.. ويضيف أن الافكار التي يطرحها المسرح هدفها التأثير بالمتلقي لأنه عنصر من عناصر التطهير لذلك يعد المخرج هو الأمين على ما يريده المؤلف لتحقيق عنصر التلقي.. ويتساءل كامل: هل حقق المسرح ذلك؟.. وهل أجاب المسرح على الأسئلة التي طرحها منذ البدء؟.. وأفاد بأنه لم يجب على الأسئلة ليبقى مستمرا في طرح رسالته.rnوطرح الروائي علي لفتة سعيد العديد من الأسئلة إن كان المسرح قد حقق أهدافه التأثيرية في تغيير المجتمعات، وأضاف سؤالا آخر لماذا المسرح يتنكر للمؤلف وهو الذي يضع الخطوة الأولى وأسهب بالحديث عن المؤلف والمخرج في حين أن لا مسرح بدون مؤلف، والدليل أن الكثير من الفنانين يتحدثون عن مصاعب المسرح من خلال غياب النصوص القادرة على إعطاء المسرح روحا.. وقال: ربما يمنح المؤلف المسرح جثة أدخلت غرفة الإنعاش والمسرح بأدواته المخرج والممثل والخشية هم من يعيد الروح للنص وهنا علاقة جدلية بين المؤلف الخطوة الأولى وبين العمل المسرحي كنتاج نهائي.rnويقول المخرج المسرحي والموسيقى مهدي هندو: ان جماليات المسرح كثيرة بدءا من اللون والموسيقى والجسد.. ولكنه أكد بعد قليل من حديثه أن المسرح أيضا بدأ عربيا منذ من الفراعنة إلا أن الإعلام ركز على أن المسرح اليوناني هو الأول.rnالفنان والمخرج علي الشيباني أكد أن هناك عافية بهذه الأمسيات لأنها تعني محاولتها بث الروح في المسرح الذي يعاني الاندحار رغم انه أبو الفنون.. ويضيف: أن المسرح فعالية جمالية وثقافية وتوعوية لذلك حين نقول إن المسرح كان في زمن الرومان واليونان قد انتعش لان هناك ثنائية الصراع في حين في زمن الفراعنة لم يكن فاعلا لأن المفارقة قد ذهبت واتجهت الحياة إلى التوحيد فلم يكن للمسرح بعدا ثقافيا آخر.rn
تاريخ المسرح وجماليته والخوف من تأثيراته
نشر في: 24 سبتمبر, 2012: 06:30 م