علاء حسن أهالي قرية في محافظة واسط يحتفظون بذكرى طيبة عن كلب بيت عكاب، لأنه كان حارسا امينا، يستنفر كل طاقاته في ملاحقة الحرامية، وبنات آوى على حد سواء، ولخدماته الجليلة في حفظ الامن، كان يحصل على الحصة الاكبر من العظام، ومن مواصفاته انه كان وفيا مع الجميع، ولا يبخل في تقديم خدمة في حراسة بيت دون اخر،
وبفضله استتب الامن، وامتنع الحرامية من شن غاراتهم على تلك القرية لان "جعيوص" وهذا اسم الكلب كان لهم بالمرصاد فاحبط مخططاتهم، ومنعهم من الوصول الى حدود القرية المعروفة بزراعة القطن، ووجود اكثر من حقل لتسمين العجول، ملكيتها تعود لافندية في بغداد، ويتولى ادارتها والاشراف عليها بعض ابناء القرية.بيت عكاب مع كلبهم " جعيوص" كانوا مسؤولين عن احد تلك الحقول، وبجهوده حصلوا على ثقة المالكين، والاطمئنان على عجولهم، وغارات الحرامية عليها لم تنقطع لان اسعارها مرتفعة وبثمن ثلاثة منها يستطيع "الحرامي " شراء سيارة "دبل قمارة " والانتقال الى نشاط اقتصادي اخر بعيدا عن ملاحقة ومطاردة جعيوص المعروف بقدرته على اكتشاف الحرامي من مشيته وسلاحه، وربما رائحته، وكانه يمتلك منظومة متطورة للكشف عن نيات الشخص المريبة.استمر كلب بيت عكاب بتقديم خدماته الى يوم نفوقه وبقدر حزن اهالي القرية على فقدانه، لانه وباعتقادهم لم يخلف بديلا يمتلك مواصفاته الكاملة، شعر سراق العجول بانهم امتلكوا الحرية والفرصة الملائمة لاستعادة نشاطاتهم في تلك القرية، بعد التخلص من العدو اللدود، وفي ليلة رحيل "جعيوص" شنوا غارة خاطفة باءت بالفشل الذريع.اثبتت كلاب القرية انها تمتلك مواهب اخرى في المطاردة، واعتمدت ستراتيجية جديدة في الملاحقة باحاطة السارق من كل الجهات، ونهش جسده بالمخالب والانياب، وقطع طرق امداده ومساعدته من زملائه الهاربين اصلا من ساحة المعركة. خلف كلب بيت عكاب كان افضل من سلفه، والمنازلات الليلية خير شاهد على تكريس هذه الحقيقة بين اهالي القرية، فقرروا اعارة القرى المجاورة خدمات كلابهم للقضاء نهائيا على الحرامية واجتثاث جذورهم، وخلال شهر واحد لا اكثر انحسر نشاط سراق العجول، واتجهوا الى اماكن اخرى تخلو من كلاب سلالة جعيوص. اهالي القرية يعزون اسباب اجتثاث الحرامية الى جهود جعيوص بالدرجة الاولى، لانه علم الكلاب الاخرى دروسا عملية في ملاحقة سراق العجول، وكان يتقدمهم في شن الغارة بسرعة فائقة، ولم ينتظر من احد تنفيذ الاوامر، لانه يعرف واجبه وهدفه، وليس بحاجة الى تسلم ايعازات من احد او الحصول على معلومات استخبارية ، فاستحق السمعة الطيبة لخدماته الجليلة، فضلا عن إنجابه سلالة لا تقل كفاءة عن مواهبه ومواصفاته، لا تتوفر لدى الكلاب البوليسية المعروضة في الاسواق والمستوردة من الخارج بمئات الدولارات، "جعيوص" تشرف بحمل لقب عدو الحرامية، وحينما يزداد سراق العجول او المال العام تبرز الحاجة الى خدمات سلالته.
نص ردن: "جعيوص" عدو الحرامية
نشر في: 24 سبتمبر, 2012: 08:57 م