قيس قاسم العجرشمنذ أسابيع وقراء المواقع الإليكترونية والصحف و(كل)المسؤولين الحكوميين الكبار يتابعون  بشغف ما يكتبه الكاتب والمفكر الأستاذ غالب الشابندر تحت عنوان"خسرت حياتي"..,والعنوان هو الشيء الوحيد الذي أشكك فيه عبرهذه السلسلة المدهشة النادرة من المذكرات الشخصية السياسية.
الشك مثاره أن من يقرأ ماكتبه الشابندر سيجد إنساناً كبيراً اكتشف مبكراً أن قراره صائب وأنه قد خط لنفسه مساراً صعباً على رفاقه من السياسيين"اللامعين "اليوم أن يختطوه فلا مجال للخسارة هنا .أحد متابعي ما يكتبه الشابندر من الزملاء قدر أن تجربته في الكشف من الداخل تشبه تجربة الكاتب عادل رؤوف الذي كتب عن الحياة الداخلية للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية كحزب سياسي، لكن الفرق بيّن،إذ أن عادل رؤوف كتب عن حزب انشق عنه وهي حالة متكررة ،ثم أنه لم يكن مقبولاً للشهادة من الأوساط التي كتب لها لأنه بالأصل لم يختلف عقائدياً مع المجلس الأعلى إنما مصالحه هي التي اختلفت، أما الشابندر فالأمر يختلف.الأستاذ الشابندر يكتب عن حزب في السلطة انشق عنها واختلف عنه وعن توجهاته، كما أنه يكتب وهو في بغداد التي يحكمها هذا الحزب، وقد يقول قائل إن هذا نموذج للديمقراطية التي تسمح بالرأي المخالف وإن كان ناقداً لاذعاً لكن الشابندر ليس ناقداً قدر ما يمكن تصنيفه على أنه كشف غير مسبوق،بالضبط مثلما كانت تجربة ويكيليكس غير مسبوقة في تاريخ الخبايا ونشرها.الشابندر تحدث بشجاعة وصراحة وعلانية وتوثيق وتفاصيل لم يحدث أن تحدث أحد قبله بها في العراق،هذه ليست مبالغة أبداً ..اقرأوا ما كتب وستعلمون أي شجاعة تكمن في هذا الإنسان.أنا شخصياً عرفت أبا عمار لطيفاً غاية في الأدب لكنني لم أتصور أنه يمكن أن ينتج وُيقدِمَ على شهادة بهذه القيمة ستكون عبر التاريخ مرجعاً لتقييم المرحلة الأزمة التي يمر بها العراق حالياً، كلمات الشابندر ربما ستكون المرجع الوحيد للتوثيق لهذه الحقبة من تاريخ العراق سيئ الطالع.