TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > أحاديث شفوية:وظائف سلاح "حزب الله"

أحاديث شفوية:وظائف سلاح "حزب الله"

نشر في: 25 سبتمبر, 2012: 10:31 م

 احمد المهناحصر السلاح بيد الحكومات قاعدة مسلم بها في كل دول العالم. ولكن، وكما هي العادة، فإن منطقتنا يمكن أن تشذ عن القاعدة، والى درجة يمكن أن ترفع مثل هذا الشذوذ الى مستوى القداسة. والمثل الفاقع على ذلك سلاح "حزب الله" في لبنان.
rnانه لدى قسم من اللبنانيين، كما لدى النظامين السوري والايراني وقسم من الرأي العام العربي والاسلامي، أحد أهم مضامين نظرية "الممانعة والمقاومة" لاسرائيل. وهو لدى قسم آخر من اللبنانيين، ومعهم أغلبية العرب والعالم، أداة للسيطرة الأمنية والسياسية على البلد، ووسيلة لجعل لبنان جزءا من النفوذ الاقليمي لإيران. rnوكان هذا السلاح موضع تساؤل منذ لحظة "تشريعه". فهو الوحيد الذي سمح له بالبقاء، بعد تسريح الميليشيات وفق اتفاق الطائف عام 1989 الذي انهى الحرب الأهلية اللبنانية. وقد ابقي كسلاح مقاوم لاحتلال اسرائيل جزءا كبيرا من جنوب لبنان. والسؤال الذي طرحه ذلك الاستثناء هو: لماذا حصر السلاح ومقاومة الاحتلال بيد حزب واحد وطائفة بعينها؟ الا يفترض بمقاومة احتلال أجنبي ان تكون وطنية جامعة لكل أحزاب وفئات الشعب؟rnوعلى اي حال فان هذا السلاح انفرد، بعد تصفية جنوب لبنان من الأحزاب الأخرى، بدور بطولي في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي في لبنان، مدعوما دعما شاملا من سوريا وايران. وقد حظي ذلك الدور بالشرعية الدولية، لأنه كان يجري تحت غطاء قرار مجلس الأمن المرقم 425 في 1978، الذي دعا اسرائيل الى سحب "قواتها على الفور من جميع الأراضي اللبنانية".rnعام 2000 اضطرت اسرائيل الى الانسحاب من لبنان، عدا منطقة مزارع شبعا، المتنازع على عائديتها بين سوريا ولبنان. وتقدر مساحة هذه البقعة بـ 25 كيلومترا مربعا، وهي بنظر الأمم المتحدة أرض سورية حسب اتفاق فك الاشتباك عام 1974 بين اسرائيل وسوريا. والأخيرة لم تتنازل عنها، ولو بهدف "تشريع" استمرار "مقاومة" حزب الله.rnوهكذا فان السلاح الذي كان موضع تساؤل في بدايته أصبح اليوم موضع شبهة من جميع وجوهه. فلم يعد لديه "على أرض الواقع" ما يمانع أو يقاوم من أجله. ولكنه لأسباب تقع على غير هذه الأرض، ولاعتقادات لدى حزب الله والنظامين السوري والايراني، يستمر، ويرتفع مقامه ويتقدس.rnوبوجوده تتعذر عودة الحياة الطبيعية الى لبنان، ويبقى الشعب منقسما والوحدة الوطنية مضروبة والاقتصاد منهكا والدولة ضعيفة والحرب الأهلية واردة. وفوق ذلك فان "سلاح المقاومة" أحل نفوذ ايران محل الاحتلال الاسرائيلي. وقد منح هذا السلاح ايران قوة أو تأثيرا، اذ جعلها على تماس مباشر مع أهم مصالح الغرب الاستراتيجية، وهو أمن اسرائيل. وهذاهو الجناح الثاني لهذه المصالح بعد نفط الخليج المجاور لايران. وبالمختصر فان سلاح "حزب الله" يضع لبنان في قلب العاصفة.rnوكان الشيعة يحظون بتقدير الشعوب العربية بسبب طليعيتهم في مقاومة الاستعمار والثورات. ولكن ها هو سلاح"حزب الله" وأشباهه يضعهم في التيار المضاد لثورات "الربيع العربي". والواقع أن شيعة لبنان والعالم يبدون الأكثر تضررا بهذا السلاح من غيرهم، لأنه يجعلهم في عزلة عن العالم. ان من يزعم تمثيل مصالح جماعات بعينها قد يصادف أن يكون الأكثر إضرارا بها. وقد رفع هتلر شعار ألمانيا فوق الجميع فجعل منها مداسا للجميع.rnrn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram