اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الحكومة و الدولة المدنية إلى أين ؟

الحكومة و الدولة المدنية إلى أين ؟

نشر في: 26 سبتمبر, 2012: 07:04 م

د. مهند البراكلايزال شائعاً أن انتقال السلطة من العسكر إلى المدنيين، يعني أن الحكم و الدولة صارا مدنيين ، و تغذيّ ذلك أوساط تحاول تبسيط المفاهيم و توظف الجهل الشائع لنشرها . . حتى اعتبر قسم أن الحكم في مصر مثلاً، صار حكماً مدنياً بعد أن قطع الرئيس المصري المدني الجديد الطريق على عودة العسكريين للحكم بقطعه الطريق أمام المجلس العسكري . .
rnفيما يتفق القانونيون و السياسيون في بلدان العالم المتحضر،  على أن نظام الحكم و الحكومة المدنية هي حكومة تأتي عن طريق انتخابات بنزاهة يعترف بها، وفق دستور و قوانين انتخابات وأحزاب و محكمة عليا . . و أن تتبارى الأحزاب لكسب الناس بمطالب و صيغ مفهومة و مقبولة، تأخذ طريقها إلى التطبيق الفعلي إن فاز الحزب أو التجمع المعني و تشعر الجماهير بفائدتها و تحقق لها حرية و رفاهاً أفضل .rnو في البلدان التي قامت على الأسس المدنية  تركّز الأحزاب فيها و تتبارى في الانتخابات على المطالب الحياتية الآنية  بلغة الجماهير الشعبية، أكثر من مباراتها على تنظيراتها و أهدافها الستراتيجية البعيدة أو عقائدها المقدسة ، على أساس دستور و قوانين تقدمية صالحة للتطبيق من وجهة مدى استفادة الغالبية الساحقة من الشعب منها، قوانين يمكن الالتزام بتنفيذها بتوافق القوى الفاعلة في المجتمع و ليس المتنفذة منها فقط  ،أو الساعية لأن تتنفذ ،وبالتالي لأن تحكم وحدها، الأمر الذي لا يمكن إلاّ أن يؤديّ في النتيجة  إلى قيام دكتاتورية تحكم بالعنف (*)، و خاصة في بلد متنوّع التكوينات القومية و الدينية و المذهبية و الفكرية و الثقافية، كعراقنا . .  rnو إذا كان هناك من يرى أن العسكريين يحكمون بأساليب عسكرية و ينفردون بالحكم، لأنهم يحملون عقلية و ثقافة عسكرية، و لأنهم خاطروا بأنفسهم ـ مهما كانت القوى الساندة لهم ـ لإنجاح انقلاباتهم العسكرية . . فان المدنيين الذين يأتون عن طريق انتخابات تشريعية عامة لايمكن بأي حال تبرير لجوئهم إلى العنف و إلى القوانين العسكرية و قوانين الطوارئ، التي يبقى خطر الرجوع إليها قائماً لأن البلاد حُكمت لعقود طويلة بالأحكام العسكرية و تكوّنت في البلاد (ثقافة و عقلية العنف) واستمرت، و لأن الرئيس المدني ـ عندنا رئيس الوزراء ـ هو القائد العام للقوات المسلحة . .      rnفالدكتاتور صدام لبس بدلة الجنرالية دون تأهيل عسكري و بتوقيت أعدّ له، و ألبس أعضاء (مجلس الثورة) البزّات النظامية لذلك بتوقيت تلاه، و حكم حكما عسكريا إرهابيا، الأمر الذي يزداد خطر تكراره مجدداً في بلادنا إثر إعادة العديد من ضباط المؤسسة العسكرية الصدامية، بمن فيهم كبار الضباط و القادة، إلى القوات المسلحة، إضافة إلى تزايد نفوذ كبار الفرسان (الجاش) في مناطق كردستانية . . rnو يرى محللون بأنه يمكن لأي مدني يحمل صفة قائد عام لقوات مسلحة أن يفعل مافعله صدام، في بلد من بلدان العالم النامي، من التي حكمها عسكريون أو دكتاتوريون، و خاصة البلدان التي لم تتبلور فيها الطبقات و الفئات الوسطى، أو أعيق نضوجها أو حوربت و حوربت فيها الثقافة و الرأي الآخر . . أو بنيت على أساس الدولة الريعية التي لاتعمل فيها الدورة الإنتاجية الطبيعية، لأسباب متنوعة . .rnو يرون أن الدولة المدنية لاتتأسس أو تشاد بالعنف، و إنما على أساس دستور مصوّت عليه  ومعمول به، و حكومة تأتي عن طريق انتخابات قوانينها و آلياتها تكرّس الحقوق و الواجبات المنصوص عليها دستورياً . . و تحمي تساوي المكونات الأصغر مع الأكبر، المكونات الأصغر التي لايمكن أن تنال حقوقها المشروعة إلاّ بالديمقراطية لعموم البلاد . . دولة تحمي حقوق الكتل الصغيرة، فالجديد يأتي في العادة بداية من الأقلية لأسباب كثيرة لايتسع لها المقال ـ و خاصة في البلدان النامية ـ . . و قد شهدت بلداننا كيف حمل الجديد أقلية في بادئ الأمر لتكبر و تطغى إن نالت تأييد الفئات الواسعة المسحوقة برجالها و نسائها، لتبنّيها مطالبها و النضال من أجلها .rnو فيما يؤكد متخصصون على أهمية إبعاد الجيش عن فض النزاعات الداخلية و تفرغه لحماية البلاد و حدودها، فإنهم يحذرون من مخاطر الأجهزة الخاصة التي قد تتكون عفويّاً ـ إن لم يكن مخططاً لها ـ ، بفعل التسرع في تلبية الحاجات أو انعدام الثقة بالمؤسسات الدستورية و بالقوى الأخرى، لتقع تلك (الحكومة المدنية) في فخّ التطرف و لتولّد بذلك تطرفاً مضادّاً . . لايؤدي الصراع بينهما إلاّ إلى العودة إلى الحكم العسكري و إلى العودة إلى دكتاتورية من نوع جديد . rn و يتفق الباحثون على أن الدولة المدنية تصون و تدافع عن الحقوق و الحريات المدنية العامة التي تشمل حرية الرأي و المعتقد الديني و المذهبي، حرية النشر و التأليف و التعبير عن الأفكار وحرية الكتاب و المطبوع و بيعه و اقتنائه إضافة إلى حرية النشر في الانترنت بقوانين تثبّت و تنظّم كل ذلك وفق دستور البلاد المصوّت عليه . . لا كما جرى من هجوم على " شارع المتنبي " ملتقى الكتاب والثقافة في بغداد طيلة أجيال بحجة ( النظافة ) و كأن العاصمة تزهو بنظافتها !! أو بمهاجمة منظمات المجتمع المدني و النوادي الاجتماعية و الاعتداء على حض

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram