TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > رسائل الحرب

رسائل الحرب

نشر في: 26 سبتمبر, 2012: 07:13 م

rnسعد ناجي علوانrnماذا يحدث لو حاورنا أحلاماً سابقة، هل نألف الالق نفسه عنواناً للفعل أم أن الرماد سيلوح عالياً ليملأ الطاولة.وحوارنا يبدأ بالسؤال والمقارنة في كيفية الخروج من الحرب، والنتائج المترتبة عليه بين تجربتين كبيرتين، خروج (روما) من الحرب الكونية بفهم تمكنت من خلاله صياغة مجتمع استطاع تجاوز محنته ليخلق آفاقاً اكثر سعة. (السينما على وجه الخصوص) أعادت للحياة دلالاتها الطبيعية، وتجربة العراق الذي عجز عن اتيان الفعل المماثل مع موضوعية الظرف في كلتا الحالتين.rn
rnهذه الفرضية هي ثيمة الفيلم الأساسية (روما ترانزيت) للفنان فراس الشاروط، ومنذ كلمات (روسيلليني) كعتبة للفيلم نجد الواقعية الإيطالية تتوزع وقت العرض بمشاهدها الخلابة، ليدعونا المخرج الممثل (الشاروط) في الفيلم إلى مرافقيه في أسواق المدينة وشوارعها، لقطات سريعة جميلة لما يشكل عنواناتها الحالية (الهم اليومي - شعارات الجدران - بروز المليشيات او معلقاً عليها أو ما يتوالى من مشاهد الواقعية الإيطالية الجديدة).rnبل ان الممثل/ المخرج (الشاروط) لا يتوانى عن التصريح بالتشابه الحاصل مع بطل (فلليني) في فيلم (ثمانية ونصف)، ولن نجد شيئاً مما يصرح به (الشاروط) مع بطل (فلليني) (جويدو) الباحث عن وجوده المعقد خلال دوامة الواقع الممزوج بالخيال، سوى كون الاثنين مخرجين ويحملان هموم الناس وأحلامهما في السينما. وهنا يتضح الأمر ويفصح (الشاروط) المخرج عما يسكبه من مخزن ذاكرته [كاتب ومشاهد وعاشق كبير للسينما الايطالية] بعيداً عن الإفادة منها كفعل فني يدعم ويتماهى مع ما لديه من حكايات أشخاص شوهتهم الحرب وسلب الحصار إراداتهم.rnوهكذا سنراه في فيلمه (يناقش- يكاشف- يحاكم- يفضح) ويلاحق بكاميرته ليعرف الأسباب التي أدت بـ(أم صافي) للتفريط بجسدها زاعمة بأنها تتقي شراسة الجوع. وما الذي جعل الأستاذ (عمران) (منعم سعيد) يتناول فهم الملكية كما يجب ليسرق المصاحف من بيت الرب، وقد كان على (الشاروط) تأمل أبعاد هذه الحكاية ومجاورتها الواقع لينجز عملاً يفخر به، إلا أن قلة الخبرة أدت إلى تسرب خيوط اللعبة من بين يديه، وفقدانه القدرة على إدارة عمله كما يجب. وأكثر المشاهد إيضاحاً لما تقدم تواطأت دون درايته وهو في غرفة المونتاج يشاهد اغتصاب (صوفيا لورين وأبنتها في فيلم دي سيكا - امرأتان) وتعاطفه ناسياً دوره كمخرج للفيلم (روماترانزيت)، ثم أين الترابط الذي أراد إقناعنا به، بين فعل بطلته (ام صافي) الراضية والقانعة بما تفعل، وما عرضه (دي سيكا) في فيلمه (امرأتان) من اغتصاب الجنود المحتلين لبطلة فيلمه فلا يكفي زمن قيام الفعلين أثناء الحرب للتوحيد بينهما.rnولذا فقد أتسم تعامل (الشاروط) مع نماذجه المقدمة في فيلمه (روماترانزيت) بالتقديرية والمباشرة الحادة والاطمئنان غير المبرر للذات أو ربما تضخيمها ليحيد برؤاه عن القدرة على التألق في أغلب فترات فيلمه.rnوثائقية الفيلم الجميلة للألم الإنساني بالرغم من الآراء المتباينة منحته جائزة الدولة للإبداع - وزارة الثقافة العراقية عام (2010)، ليخلق بابا خلفه بهدوء انتظاراً للتجربة اللاحقة.rnrn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram