باسم عبد الهادي حسنتشير المصادر الى ان معبد اوروك يعد اول من مارس العمل المصرفي في التاريخ القديم (3400-3200 ق.م) ومن ثم تبعته معابد اخرى في جميع انحاء العراق وقد مارست المعابد في تلك الفترة نشاطا مصرفيا ارتقى الى مستويات متطورة نسبيا ,حيث مارسوا عمليات الايداع والاقراض كأهم وظائف للنشاط المصرفي
rnوفي عهد حمورابي تم إصدار وثيقة (تشبه الحوالة اليوم) من قبل احد مراكز العبادة في مدينة (سيبار) تعطي الحق لحاملها باستلام مقدار محدد من الرصاص المودع لدى كهنة المعبد بعد مرور خمسة عشر يوما في مدينة (ايشاما) ويرى البعض ان هذه الوثيقة تدلل على أن العراقيين هم أول من استخدم ما يعرف اليوم بالنقود الائتمانية، ويصف المؤرخون تلك المرحلة من تاريخ العمل المصرفي بمرحلة المصارف المعبدية.rnهكذا هي الصيرفة قبل خمسة آلاف عام والآن دعونا نقفز إلى عام 2012 ليس بغرض المقارنة لأنها برأيي غير منطقية كما اني اود ان اتركها للقارئ الكريم ولكن ما اود قوله إن المصارف هي ببساطة مؤسسات وسيطة تنقل الاموال من الجهات ذات الفائض الى الجهات ذات العجز او بعبارة اخرى انها تقوم بقبول الودائع ومنح الائتمان في مقابل نسبة من الفائدة تمثل ربح المصارف وهذا ما عرفته المصارف في التاريخ القديم اما المصارف اليوم فبالاضافة الى دورها التقليدي فهي تقوم بالعديد من الانشطة والخدمات المصرفية الحديثة والتي تتوسع بشكل سريع، وقد وصلت في الدول المتقدمة الى جهاز الموبايل اي ان الزبون او العميل يستطيع اجراء مجموعة من الخدمات عبر الهاتف النقال من اي مكان يكون فيه دون عناء الذهاب الى المصرف وهذه الخدمات تقدم وفق ما يعرف بـ(24x7) اي في اي يوم من الاسبوع وفي اي وقت ليلا او نهارا.rnاليوم نحن لدينا في العراق اربعون مصرفا سبعة منها تعمل وفق النظام الإسلامي والباقي تعمل وفق الطرق التقليدية، عدد من هذه المصارف قد تشارك مع مصارف عربية واجنبية بنسب مختلفة وفي الوقت الذي تعطي تلك المشاركات دفعا من الثقة لما للمصارف الأجنبية من سمعة جيدة في العمل المصرفي الا أننا في الواقع العملي لم نجد تطورا ملموسا في آليات عمل تلك المصارف ولم نرها "تسبق أخواتها" من المصارف الاخرى سواء من حيث نوع الخدمات او من حيث دورها التنموي وظلت جميع المصارف تقريبا تبحث عن الربح السريع والمضمون والذي غالبا ما كان يتم من خلال الاستثمار الليلي (سابقا) او مزاد بيع العملة الاجنبية، حتى ان احد العاملين في الجهاز المصرفي اخبرني ذات مرة أن صديقا له ذهب في بداية هذا العام الى احد المصارف الإسلامية لإيداع مبلغ من المال لعدم رغبته بالتعامل مع المصارف التقليدية (بسبب الفائدة) وكيف انه تفاجئ باعتذار المدير المفوض عن استلام المبلغ مبررا ذلك بقلة الارباح، والسؤال هنا متى ستساهم هذه المصارف بمنح القروض اذا ما طلب منها ذلك اذا ما كانت ترفض الودائع؟! وما جدواها للاقتصاد العراقي؟ ولماذا يطالب بعض الاقتصاديين بزيادة اعدادها؟! انا شخصيا لا املك اجابة محددة ولكن يبدو ان بعض المصارف انتقلت من مرحلة المصارف المعبدية الى مرحلة "الدكاكين المصرفية" وهي فرحة بهذا التطور!!.rn
اوراق اقتصادية:من المصارف المعبدية الى الدكاكين المصرفية
نشر في: 26 سبتمبر, 2012: 07:44 م