متابعة المدى يشعر العراقي الكردي المقيم في هولندا، سيروان رسول بالسعادة البالغة وهو يتصفح كتاب الأطفال (أنا كردستان) باللغة الهولندية والذي كتبته الكاتبة الهولندية (إليزابيث ليرد) العام 1992. ولان الطبعة قديمة، فقد جهد سيروان على طبع نحو مائة نسخة من الكتاب لتتلقفه الكثير من العوائل الكردية في هولندا وبلجيكا، في دلالة بالغة على حرص المهاجرين على عدم الانقطاع عن الجذور، لاسيما الجيل الأول والثاني من الأبناء.
rn وتدور قصة الكتاب حول تارا، الطفلة الكردية التي تفر مع عائلتها الى إيران بسبب الحرب التي شنها صدام على الأكراد في الثمانينيات، لتقيم في مخيم للاجئين لم تتوفر فيه أسباب العيش الكريم. ويستعرض الكتاب مواقف لم تستطع فيها العائلة الانسجام مع نسق الحياة المحكوم بأجندة (اصولية) تتحكم في السلوكيات في إيران، إذ يضطر رب الأسرة الى اتخاذ قرار الهجرة الى انكلترا ليطلب اللجوء هناك.rnويرى العراقي الكردي سيروان حمة (مبرمج) المقيم في هولندا في حديثه الى وكالة كردستان للأنباء أن "الكتاب الذي حصد جائزة (الكرة الماسية) للجمعية الجغرافية الملكية الهولندية العام 1993، جدير بترجمته الى اللغتين العربية والكردية ". وبحسب سيروان فان " طبع نحو مائة نسخة بجهد فردي، يدل على إرادة في تعليم الاجيال الكردية التي نشأت في أوربا، تاريخ بلادها وأمتها". وبالنسبة لعمر صالح، الاب لثلاثة أولاد وهو يتحدث إلى (آكانيوز)، فان الكتاب "يمثل قيمة ثقافية ينهل منها الأطفال الكثير من المعلومات التي افتقدوها بسبب نشأتهم في المغترب وابتعادهم عن الوطن الأم". وعلى رغم محاولات الاباء العراقيين - كردا وعربا - تعليم ابنائهم اللغة الام عبر مدارس خاصة تُدار من قبل متطوعين من الجالية، في غالب الأحيان، الا ان تأثير هذه المدارس يظل محدودا جدا بسبب الوقت الطويل الذي يقضيه الطفل في المدارس الرسمية، التي تتبع احدث تقنيات التدريس التي تجذب الطالب. يقول عمر " أطفالنا يتبعون الدرس العربي أو الكردي في يوم واحد في الأسبوع، وهذا لا يكفي".rnوعلى ذات الصعيد، يصف سعود طارق، الكردي المقيم في هولندا منذ عشرين عاما في حديثه معاناة الجالية الكردية من انقطاع عن الجذور لاسيما الجيل الأول والثاني بسبب غياب الفعاليات الثقافية والتعليمية في المهجر. وبحسب طارق فان "انشغالات الأسرة تمنعها من تعليم الأبناء لغة وثقافة الوطن الأم، يضاف الى ذلك ندرة وجود كتب تعليمية باللغة الكردية". ويتابع " النافذة الوحيدة على ثقافة الوطن الام هي القنوات الكردية التي لا يستطيع الطفل التعلم من خلالها الا بالنزر اليسير". ويؤكد طارق ان "الدفاع عن الخصوصية الثقافية في بلدان الهجرة واجب مقدس يجب عدم التخلي عنه"، مشيرا إلى ان "مفهوم الاندماج لا يعني صهر الثقافة الأصلية في ثقافة المهجر".rnيؤكد المدرس الأكاديمي ازاد محمد على ضرورة "التفاعل الايجابي مع المجتمعات التي يقيم فيه المهاجر، لكن ذلك لا يعني بالضرورة اختراق ثقافيا إذا ما حرص المهاجر على تحصين أبنائه من سلبيات الثقافة الغريبة و التفاعل مع خصالها الايجابية".rn من جانب آخر يحث دانا خليل، وهو احد المهاجرين الكرد، الجهات المعنية في الوطن على رفد المهاجرين الكرد بكل ما يمكنهم من التواصل مع الثقافة الام. ويزيد بالقول " يمثل افتتاح مسجد (الجنة) في هولندا العام 2011 من قبل مهاجرين كرد، مشروعا للتواصل مع الثقافة الام حيث يلتقي الكرد فيه لأداء الفرائض الدينية، إضافة الى القيام بالفعاليات الثقافية المختلفة، لكن ذلك لا يكفي إذا أردنا جيلا لا ينقطع عن جذوره ".rnrn
كتاب (أنا كردستان) بالهولندية يعزّز المشاعر القومية للمهاجرين الكرد
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 26 سبتمبر, 2012: 08:13 م