TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > القضية الكردية على طاولة الاشتراكية الدولية

القضية الكردية على طاولة الاشتراكية الدولية

نشر في: 28 سبتمبر, 2012: 05:43 م

شيرزاد عادل اليزيديفضلا عن إعادة انتخاب مام جلال نائباً لرئيس "الاشتراكية الدولية" مجدداً فإن المؤتمر الأخير للمنظمة شكل منبراً مهماً لطرح القضية الكردية وعدالتها في محفل دولي نافذ حيث لطالما عانت القضية الكردية  من العزل وغلق المحافل الدولية أمامها وإبقائها تالياً رهينة القمقم الإقليمي المطبق عليها .
فمع تدشين التجربة الديموقراطية في كردستان قبل عقدين والتي كانت إحدى الإرهاصات الأولى لموجة التحولات الكبرى التي تعيشها منطقتنا الآن وما انعكس جراء ذلك من تأثيرات إيجابية على الأجزاء الأخرى من كردستان خاصة بعد سقوط نظام صدام البعثي وإكساء التجربة الكردية في العراق الشرعية الدستورية والقانونية في إطار عراق ديموقراطي اتحادي ،تلك التجربة التي لطالما مثلت نموذجا ناصعا للعراق ككل حتى أن كردستان إبان اشتداد الاحتراب الطائفي وتفشي الإرهاب في بلاد الرافدين بعيد سقوط صدام كانت تسمى وعن حق العراق الآخر حيث أجواء السلم والتنمية والحريات رغم وجود ملاحظات جدية على التجربة ككل لكنها قياسا بالعراق العربي وببقية دول المنطقة شكلت ولا تزال واحة استقرار وديموقراطية واعدة وقابلة للتطوير والتجدد ،الأمر الذي انعكس على  صعيد الانفتاح الدولي وحتى الإقليمي على الإقليم الذي أثبت نفسه كرقم فاعل ووازن في معادلات العراق والمنطقة حيث باتت تتدفق الاستثمارات والرساميل الخارجية بمليارات الدولارات على الإقليم الكردي العراقي وأخذنا نرى عشرات القنصليات والمكاتب التمثيلية والتجارية والثقافية للعديد من دول العالم لا سيما الأوروبية منها ما أسهم في تقديم حقيقة للعالم كله مفادها أن الكرد شعب قادر على حكم نفسه ديموقراطيا بل وتطوير نموذج متقدم على صعيد العراق كله ما بدد الكثير من الرؤى والانطباعات السائدة عنهم التي لطالما عملت الترسانات الإعلامية والدبلوماسية المضادة لهم خاصة في الدول المقتسمة لوطنهم على ترويجها عن كونهم عامل توتير وتأزيم.بيد أن مؤتمر "الاشتراكية الدولية" الأخير في كيب تاون في جنوب إفريقيا كان محطة بارزة لإعادة طرح القيم والمبادئ المؤسسة لعدالة القضية الكردية ومشروعية الحق الكردي ،وعلى رأس تلك الثوابت مبدأ حق تقرير المصير الذي جوبه برفض وامتعاض حزب الشعب الجمهوري التركي الذي انسحب من قاعة المؤتمر احتجاجاً على الإشارة إلى هذا الحق الذي طرحه الوفد الكردي كإطار لسبل وآليات حل القضية الكردية بوصفها أحد أهم القضايا القومية التحررية العالقة في العالم وإثر تصدي رئيس وفد الاتحاد الوطني الكردستاني إلى المؤتمر السيد ملا بختيار لموقف حزب الشعب الجمهوري الذي ليس بلا دلالة أن مؤسسه هو كمال أتاتورك إذ أكد رئيس وفد الاتحاد الوطني  أن إعادة اجترار المقاربات العنصرية المنافية للعصر في بدايات القرن مع تقسيمات سايكس - بيكو الاستعمارية وتقسيم كردستان بين أربع دول ما عاد يجدي نفعا في عصرنا هذا  لاسيما وأننا نعيش زمن ربيع شعوب المنطقة ،وفي مقدمتها الشعب الكردي الذي كان الضحية الأبرز للمنظومة الاستبدادية السائدة في المنطقة على مدى قرن من الزمان في رد مفحم شكل مرافعة تاريخية دفاعا عن عدالة قضية شعب ،الأمر الذي سيسجله التاريخ الكردستاني بأحرف من ذهب كإحدى محطات الانتصار المشهودة لعدالة القضية الكردية للاتحاد الوطني الكردستاني عامة ولرئيس وفده ملا بختيار خاصة في تصديه من على منبر "الاشتراكية الدولية" للموقف العنصري المتشنج للحزب التركي.وكما كان مام جلال أول من يلقي خطابا لرئيس دولة باللغة الكردية في الجمعية العامة للأمم المتحدة تحدث السيد ملا بختيار بالكردية لأول مرة في مؤتمر لمنظمة "الاشتراكية الدولية" فالكرد والحال هذه ها هم يصلون بقضيتهم إلى مختلف أصقاع العالم ومنابره بل يتصدون بقوة الحق للدعاوى العنصرية الفاشية بحقهم ويكسبون دعم وتعاطف قوى ومؤسسات دولية كبرى كما الحال مع "الاشتراكية الدولية" التي اعتمدت من حيث المبدأ إدراج حق تقرير المصير للشعب الكردي كحق مبدئي لا غبار عليه بفضل الأداء والحضور الفاعلين للوفد الكردي عامة ووفد الاتحاد الوطني خاصة حيث نجح الطرف الكردي في تشكيل كتلة كردية تضم القوى الكردستانية الممثلة في المؤتمر من مختلف أجزاء كردستان في خطوة مهمة تعكس حقيقة أن حل القضية الكردية ينبغي أن يكون شاملا بما يسهم في تسوية عادلة لواحدة من أعقد قضايا الشرق الأوسط على قاعدة الإقرار بحق الشعب الكردي في تقرير مصيره بما يضمن الشراكة الكاملة لهذا الشعب في إطار الدول المقتسمة لوطنه ،فتقرير المصير والحال هذه لا يعني بالضرورة الاستقلال بقدر ما أنه يؤسس لتعاقد وطني اتحادي اختياري بين الكرد ومختلف القوميات السائدة في الدول المقتسمة لوطنهم الكردستاني ،ويبقى الحق في الاستقلال بطبيعة الحال مشروعا وإن لم يكن عمليا أو واقعيا أقله في وقتنا الراهن.إن النجاح في إدراج بند حق تقرير المصير كصيغة حل للقضية الكردية وتبني المؤتمر المبدئي لذلك وتكليفه الكتلة الكردية ببلورة رؤية متكاملة عن تلك الصيغة على هدي هذا الحق معطوفاً على الحضور اللافت الذي جذب الأضواء في أروقة المؤتمر للوفد الكردي الذي نجح في التمثل ككتلة واحدة ما

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram