عدنان حسينمرة أخرى نُثبت أننا دولة فاشلة إلى أبعد الحدود، فدولة لا تستطيع أن تؤمن سجناً من سجونها احتجزت فيه حكومتها بضع مئات من أخطر الأشخاص على أمنها هي دولة فاشلة بامتياز، خصوصاً وان حوادث الهجوم على سجون من هذا النوع تتكرر شهرياً وأحياناً أسبوعياً.
rn تسفيرات تكريت الواقع وسط المدينة لم يكن صريفة مبنية من أعواد القصب وأوراق البردي، ولم يكن أيضاً خيمة مصنوعة من الشعر ولا بيتاً من الطين، لكي يسهل على مجموعة مسلحة أن تقتحمه وتُطلق سراح 116 من المحتجزين فيه هم جميعاً من قادة وعتاة عناصر تنظيم القاعدة بحسب ما أفاد به عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية حاكم الزاملي.rnكيف يحصل أن تقتحم المجموعة المسلحة هذا السجن الليلة قبل الماضية بعد تفجيرها سيارة مفخخة (سيناريو حدث من قبل في مرات عدة في مناطق ومحافظات مختلفة)؟ وكيف يحدث ألاّ تستطيع القوات المرابطة في المدينة وفي المحافظة برمتها (صلاح الدين) السيطرة على المدينة لاحقاً لإلقاء القبض على المهاجمين وإعادة السجناء المُطلق سراحهم فيُرسل القائد العام فرقته "الذهبية" ليُسفر الأمر عن مجزرة بين صفوف عناصر الأمن أكثر مما بين المجرمين (63 قتيلا وجريحاً)؟rnهذا السجن بالذات شهد في نيسان الماضي محاولة هروب جماعي فاشلة لسجنائه عبر نفق حفروه. وقبل ذلك بسنة حدثت فيه أعمال شغب واضطرابات أحرق خلالها عدد من الموقوفين بعض أقسام السجن وأصيب 15 شخصاً بينهم ضابط كبير. وتكررت أعمال الشغب في تشرين الثاني من العام الماضي. واذا أردنا إحصاء الحوادث المماثلة في سجون المحافظات الأخرى فالحصيلة تكون بالعشرات. rnكم يتعين أن يبلغ عدد هذه الحوادث لكي تأخذ دولتنا وحكومتها العبرة وتتخذ اللازم لمنع وقوع الحوادث من هذا النوع؟ وكم مئة مليار دولار يتوجب على النفط أن يضخها في الموازنة العامة السنوية لكي تصبح هذه الدولة وحكومتها قادرة على حراسة سجن صغير يضم عتاة الإرهابيين؟rnفي دولة كدولتنا ومع حكومة كحكومتنا (الحالية التي ليس أحسن منها التي سبقتها ولا التي سبقت سبقتها ولن تكون أحسن منها الحكومة التي ستلي الحكومة الحالية، حتى لو لم تكن برئاسة نوري المالكي) لن تتغير الحال حتى لو وقع ألف حادث وحادث من النوع الذي جرى في تكريت، ولن تتغير الحال حتى مع عائدات نفطية بـ300 مليار دولار سنوياً). rnوالسبب؟ إننا دولة فاسدة .. غارقة من هامة الرأس إلى أخمص القدمين في الفساد.. الفساد ما يجعل حراس السجون غافلين عن مهمتهم فتتسرب الأسلحة والذخائر وأجهزة الاتصال المتطورة والمعدات المختلفة إلى السجون. والفساد ما يسمح للإرهابيين بتفخيخ السيارات ووضعها بكل ثقة واطمئنان عند أبواب السجون.. والفساد ما يضع السجون وسائر أجهزة الدولة ومؤسساتها في الأيدي غير الأمينة .. والفساد ما ينهب مئات مليارات الدولارات من المال العام فلا يظهر السنة بعد الأخرى أي أثر ذي قيمة لهذه المليارات على حياة الناس. rnأوقفوا الفساد لتتحسن الأحوال. ولكن أين الذي لديه الإرادة وله المصلحة في وقف الفساد؟rnrn
شناشيل :لماذا حدث ما حدث في تكريت؟
نشر في: 28 سبتمبر, 2012: 09:51 م